التوقيت الجمعة، 10 يناير 2025
التوقيت 11:21 م , بتوقيت القاهرة

لاستعادة الذكريات.. يونانيون يعيدون اكتشاف منازلهم القديمة في بورسعيد

اعتاد مجموعة من الأصدقاء اليونانيين على قضاء شهر كامل في زيارة مدينة بورسعيد، لاستعادة ذكريات طفولة عاشوها في المدينة قبل قرار الرحيل والعودة إلى اليونان في سبعينيات القرن الماضي.


تقضي إيملي وماجي وديمتري وأصدقائهم السبعة أياما من شهري أغسطس وسبتمبر في مدينة بورسعيد، لمقابلة الأصدقاء القدامى وزيارة أماكن الطفولة، ولكن هذا العام اختلف روتين الزيارة بتنظيم جمعية الثقافة الفرنسية في بورسعيد يوما كاملا لإعادة اكتشاف الأماكن التراثية اليونانية في المدينة الباسلة.


يونانيين يعيدون اكتشاف منازلهم القديمة في  بورسعيد


زيارة الأماكن التراثية اليونانية


منحت الجمعية الفرصة لهواة التراث المعماري بالحديث مع الزوار اليونانيين العائدين للبحث عن بيوتهم القديمة، وزيارة الأماكن التراثية اليونانية ببورسعيد بدأت بالكنيسة والمدرسة اليونانية، والبيت اليوناني الذي كان مركزًا ثقافيًا وترفيهيًا لليونانيين، ومنازل يونانية قديمة مازالت تحتفظ بأسماء أصحابها حتى الآن وإن كانت غير مستغلة.


ماجي سيدة تولت الحديث أمام المصريين واليونانيين الحاضرين بلغة عربية سليمة، وقالت: "ولدت هنا في بورسعيد وكذلك أبي وأمي، وسكنت فترة طفولتي في شارع سمي الآن حافظ إبراهيم، وأجدادنا اليونانيين شاركوا في بدايات حفر قناة السويس، وفي الستينيات عاش ما يقرب من 20 ألف يوناني وبدأوا في مغادرة بورسعيد بعد حرب 56 وآخر يوناني غادر بورسعيد في السبعينيات".


يونانيين يعيدون اكتشاف منازلهم القديمة في  بورسعيد


بورسعيد بالنسبة لنا بلد موطن


وتتذكر ماجي أصدقاءها في الشارع الذي تربت فيه وتراسلهم كل عام قبل بدء زيارتها لبورسعيد لتحديد مواعيد للمقابلة.


وأضافت: "بورسعيد بالنسبة لنا موطن لأننا ولدنا هنا واليونان بلدنا الثاني، لذلك نحرص على الزيارة السنوية".


وشرحت السيدة العجوز كيف اتقنت اللغة العربية، حيث كانت تدرسها أسبوعيا في المدرسة الابتدائية وكذلك التعامل مع الجيران المصريين، وقالت: "في بورسعيد يوجد جمعية ثقافية يونانية وكنيسة ومدرسة ولكن خدماتها قليلة لأن أغلب الجالية اليونانية سافرت".


يونانيين يعيدون اكتشاف منازلهم القديمة في  بورسعيد


التأميم كان قرار جيد لمصر


وتابعت ماجي: "أولادي لم يتعلموا منا العربية ولكنهم يعرفون الكثير عن مصر وبيوتنا في بورسعيد، ويأتون معنا في زيارات".


وردا على سؤال بشأن أملاك اليونانين التي ضاعت مع قرار التأميم من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، قالت: "التأميم كان قرارا جيدا لمصر وَعَبَدالناصر سأل اليونانيين عن قرار التأميم وبقيوا في مصر لمساعدة المصريين في إرشاد السفن بقناة السويس".


يونانيين يعيدون اكتشاف منازلهم القديمة في  بورسعيد


مصرية من أم يونانية


واستطردت: "ضياع أملاك اليونانيين في مصر لم يكن بسبب قرار عبدالناصر ولكن لأسباب أخرى، وأيضا مبارك أعاد أملاك كثيرة للأجانب، وعائلتي كانت تملك منزلا هنا وبيع بشكل قانوني".


وقالت مريم خطاب، مصرية من أم يونانية: "تشابه العادات بين اليونان ومصر ساعد على التقارب بين أبي وأمي والزواج، وقررت والدتي الاستقرار في بورسعيد، لكنها عادت إلى اليونان بعد وفاة والدي منذ 12 عاما، ولكنها حريصة على زيارة بورسعيد كل عام تقريبا".


يونانيين يعيدون اكتشاف منازلهم القديمة في  بورسعيد


لم يعد هناك كثير من البيوت


وأضافت: "لم يعد هناك كثير من البيوت التي يملكها اليونانون ومعظمها بيعت وهدمت ليبنى مكانها أبراج، وحتى البيت اليوناني الذي كان مركزا ثقافيًا أصبح مهجورا وآيل للسقوط". 


اقرأ ايضا.. 


صور| وزير الرياضة ومحافظ بورسعيد يتفقدان مشروع المجمع الرياضي