التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:07 ص , بتوقيت القاهرة

قرية تونس تقود صناعة الخزف..تحولت لبلدة خالية من البطالة (فيديو)

صناعة الفخار في قرية تونس
صناعة الفخار في قرية تونس
قرية "تونس" بلدة صغيرة مطلة على بحيرة قارون تبعد عن مدينة الفيوم بحوالى 60 كيلو مترًا، ظلت تلك القرية كغيرها من قرى الفيوم مصدر دخلها الوحيد هو الزراعة حتى سبعينيات القرن الماضى، وقتها كانت السيدة "إيفيلين بيوريه" الفنانة التشكيلية السويسرية في زيارة إلى مصر وجذبها جمال القرية وطبيعتها الخلابة فلم تستطع العودة إلى بلدها، وقررت أن تكمل حياتها في مصر وبالتحديد داخل قرية تونس؛ لتحولها من مكان شديد الفقر إلى بلدة منتجة تخلو من البطالة ومنتجع سياحى يأتى إليه القاصى والدانى، ترى ماذا فعلت السيدة " إيفيلين"؟
 

 

جرافتى على جدران القريةجرافتى على جدران القرية
الجمال والألوان والجاذبية داخل قرية تونس

عدسة "اليوم السابع" ذهبت إلى قرية "تونس" وتجولت داخل لوحة فنية شديدة الجمال والجاذبية، في طرقات تحت سماء صافية على أرض خصراء خصبة وبين مبانى عليها رسومات جرافيتى جذابة الألوان، والسائحين في كل مكان يلتقطون الصور التذكارية بين أجود أنواع الخزف بأشكاله المختلفة؛ صناعة "الحزف" هذا هو السر الذى جعل القرية تنفرد عن أخرياتها داخل محافظة الفيوم.

 
 
بداية مدرسة الفخار داخل قرية تونس

إذا عدنا للوراء في صورة باهتة نرى مدرسة من الطين اللبن بداخلها أطفال وبينهم سيدة تعلمهم فن الخزف، افتتحت تلك المدرسة الفنانة "إيفيلين بيوريه" ليتخرج منها ثلاثة أجيال كل جيل يعلم الأخر حتى انفردت قرية تونس في عهدنا هذا بصناعة الخزف في مصر والعالم العربى.

التقينا "نهلة مصطفى" فتاة في العقد الثانى من عمرها تخرجت من كلية اللغة العربية جامعة الفيوم، عشقت وتعلمت فن الخزف منذ صغرها، نحت الوظيفة جانبًا وقررت أن تكون من الأيادى المنتجة داخل القرية وتعتمد على نفسها ويكون لها دخل خاص بها، حيث تخرج يدها يوميًا تحف فنية تنبهر العين برؤيتها.

مدرسة الفخار داخل القريةمدرسة الفخار داخل القرية

 

"نهلة" ابنة قرية تونس من ليسانس اللغة العربية إلى خزافة بدرجة ممتاز

تقول "نهلة" نأتى بالخامات من محافظة أسوان وهى عبارة عن"بودرة أسوانلى أو بوركليه" معبأة في أجولة، نبدأ في تخميرها مدة لا تقل عن أسبوع ثم نفردها على قطعة من القماش في الشمس حتى تجف، وبعدها نجهزها للتشكيل وهو نوعان أشكال دائرية مثل الـ"بولة والكوب والأطباق " أشكال مربعة  ومستطيلة كـ" بالبلاطة "؛ بعد ذلك تأتى مرحلة الجرد لإزالة الزوائد من التحفة بعد تشكيلها، ثم بعد ذلك نبدأ في التبطين وهى إما بطانة بيضاء أو رمادى. 

نهلة فتاة من قرية تونس تعمل خزافةنهلة فتاة من قرية تونس تعمل خزافة

 

"توفيق" خزاف يدعو الشباب لزيارة وتعلم الخزف من قرية تونس

بعد ذلك تأتى مرحلة الرسم ثم التلوين؛ فبعد الحفر بالشكل المراد على التحفة نضع مادة شفافة "الجليز" ثم بعد ذلك تدخل الفرن لتخرج منه تحفة فنية متكاملة، والألوان عبارة عن أكاسيد ترابية يتم تركيبها داخل الورشة تخرج ثلاث أولوان رئيسية" الأزرق والأحمر والتركواز" هذا ما قاله "توفيق سعد " أحد أبناء قرية تونس ومن الجيل الثالث لمدرسة الخرف حيث دخل المدرسة في سن 10 سنوات ليتعلم فن الخزف وتخرج منها خزاف ماهر، يكمل "توفيق" حديثه قائلًا: لا يوجد بطالة بين شباب القرية فجميعنا نتعلم فن الخزف وتنتج وكثير منا لدية ورشته الخاصة ومعرضه وبعضنا يفتح بجانبهم مطعم سياحى ليجذب السائحين، كما وجه رسالة لكافة الشباب الذى لا يعمل أن يزور قرية تونس ويرى جمالها ويتعلم فن الخزف.

توفيق شاب من قرية تونس يعمل خزافتوفيق شاب من قرية تونس يعمل خزاف

 

مهرجان الخزف أتاح الفرصة لإقامة مشروعات سياحية واسعة بقرية تونس

لم ينتظر فنانو الخزف من قرية تونس أن يأتى السائحين إلى القرية ليشاهدوا فنهم بل بل قرروا أن يشاهد الجميع إبداعاتهم فشاركوا في معارض كثيرة بالداخل مثل "تراثنا" وكانوا سفراء لمصر خارجها فشاركوا بمعارض في دول عربية وأجنبة منها "فرنسا وألمانيا وايطاليا ودبى والبحرين والسعودية"، هذا ما أكده "محمود الشريف" منسق عام مهرجان الخزف بقرية تونس بمحافظة الفيوم  حيث قال: كانت بداية المهرجان في عام 2011 عندما شعر أهالى القرية الخزافين بضرورة التحرر من المعارض الخاصة والاعتماد على قدوم السائح فقط، قرروا أن يجبروا الجميع للقدوم للقرية في مهرجان خاص للخزف، وليتاح فرصة تسويق أكثر للمنتجات المختلفة من فن الخزف، ما أتاح فرصة واسعة لإقامة مشروعات سياحية كبيرة وفرص عمل كثيرة متنوعة  داخل القرية.