قرية الياسمين.. أرض تصدير العطور والجمال من مصر للعالم
قرية شبرا بلولة، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، من أكبر القرى على مستوى الجمهورية في زراعة وصناعة الياسمين، منذ عهد الملك فاروق.
ويعمل كل أهل القرية بهذه الزراعة، بدءا من زراعة الياسمين مرورًا بجمع الزهور، وانتهاء بالمصنع الذي يستخلص العجينة ويصدرها إلى فرنسا وأمريكا، حتى أصبحت القرية معروفة في فرنسا، ويصل حصاد القرية بشكل يومي ما يقرب من ١٠ أطنان صافية من الزهور.
وأكد حمادة الشرقاوي مزارع ياسمين أن السوق المحلية ليس له مكان في هذه الصناعة، لاعتماد السوق على العطور المستخدم فيها الكيماويات، موضحًا أن جودة منتج عجينة الياسمين في طريقه للانحدار، وأرجع ذلك إلى أن الفلاح يقوم بخلط الياسمين بالمياه لمضاعفة الوزن، والذي يقوم بتوريده لصاحب المصنع، وبالتالي يتم رفضه من قبل الدول المستوردة، والتي تقوم بأخذ عينة من المنتج وتحليلها كيميائيا قبل الاستيراد، للتأكد من نقائه وخلوه من أي كيماويات.
ولفت حمادة إلى أن موسم الياسمين يبدأ من ١ يونيو وحتى ٣٠ ديسمبر، وتليه زهرة القرنفل، والتي يستخرج منها عجينة هي الأخرى، ويبدأ موسمها من ١٥ مايو وحتى ٣٠ يونيو، وكذلك زهرة البنفسج، والتي يستخرج منها عجينة أيضًا ويبدأ موسمها من ١ يونيو وحتى ٣٠ ديسمبر، وكذلك الحال في العطر ولبلوب اليوسفي والتي يستخرج منها زيوت، لافتا إلى أنه بجانب هذه الزهور تأتي ثمرة اللارنج، والتي يقوم صاحب مصنع العطور بزراعة جزء خاص به بعدد من أشجار اللارنج لأخذ الزهرة الخاصة به ويستخلص منها أغلى أنواع الزيوت على الإطلاق، والذي يتم طلبه بكثرة في فرنسا وأمريكا وأوروبا.
ويقول السيد يوسف المليجي مزارع ياسمين بأن مراحل صناعة عجينة الياسمين واستخلاص الزيت الخاص تكون عند استلام أزهار الياسمين من الفلاحين ووزنها، وبعدها تدخل الأزهار على أواني نحاسية ليوضع عليها غاز الهيكسان، والذي يعمل على فصل الزهرة عن الزيت بمساعدة البخار الذي يضخ عليه هو الآخر، ومنها يتم تحويله لجهازين آخرين يعملان على استخلاص الزيت الناتج من الزهرة وفصله تمامًا عن الهيكسان، وأخيرا يتم دخول الزيت للمعمل لإنتاج العجينة زيت الأبسليوت الخاص بها، بعد ذلك تأتي مرحلة المعمل الكيميائي والتي يتم فيها تحليل المنتج للتأكد من جودته.
وأضاف السيد يوسف المسئول عن مجمع الياسمين بالقرية، والذي يقوم بجمع أزهار الياسمين من المزارعين وتوريدها لأصحاب المصانع، أنهم يعانون معاناة شديدة بسبب تخفيض أصحاب المصانع من أسعار الياسمين الذي يأخذونه من المزارع، ما يجعله يقوم بغشه وخلطه بالمياه كما حدث في العام الماضي، بعدما قامت المصانع بتحديد سعر الياسمين الجاف بـ40 جنيهًا، والرطب من من الممكن أن يرفض، مشيرا إلى أن المزارع يقضي الليل من الـ١٢ صباحا حتى الخامسة فجرا في جمع من ٣ إلى ٤ كيلو، لذا يقومون بخلطه بالمياه للحصول على عائد أكثر.