"ست بـ100 راجل".. مسنة تمسح الأحذية منذ 55 سنة لمساندة زوجها الكفيف
رصد "دوت مصر" كفاح إحدى السيدات بالقليوبية، التى ظلت على مدار عشرات السنوات ظهر لزوجها وقت الحاجة، وأمام لأبنائها حتى ترعرعوا وشبوا، فهى سيدة مسنة بلغت من العمر 75 عاما، لتظل تعمل فى مهنة ينظر إليها البعض على أنها لا تصلح للسيدات، إلا أنها تحدت ذلك وأثبتت أنها تصلح لها وبجدارة، فعملت ماسحة للأحذية طوال 55 عامًا، مع زوجها، وتقوم هى بدوره بعد أن فقد نور بصره وتجاوز الـ80 عاما.
فى البداية قالت سيدة سيد نصر عبد الله، صاحبة الـ75 عامًا، إنها تزوجت وهى ابنة الـ16 عاما، من زوج يكبرها بـ5 سنوات، مؤكدة أن زوجها يعمل ماسح للأحذية، وتزوجها وظلت بالمنزل عامين بعد الزواج، إلى أن قررت مساندته والنزول معه للعمل، وبالفعل نزلت للعمل بجوار زوجها، تستطلع منه أسرار مهنته وكيفية تحويل حذاء تراكمت عليه الأتربة لحذاء يبدو وكأنه تم شراؤه من وقت قصير جدا بفضل عملية "التلميع" التى تمت له.
وأضافت "سيدة"، أنها ظلت بجوار زوجها أمام منطقة "سيدى عواض" بمدينة قليوب بالقليوبية، وبجوار مجلس المدينة، حتى ذهب عنه نور بصره ويفقده، وهو ابن الـ80 عاما حاليا، ولم تقم بالتمرد لتعلن مواصلتها العمل بمفردها بعد أن عرفها الجميع هى وزوجها، وتأتى صباح كل يوم من التاسعة صباحا وحتى موعد آذان العشاء، لتلملم "درجها" وفرشها ومواد التلميع وتعود لبيتها حاملة ما قد أعانها الله فى يومها.
وأكدت السيدة المسنة، أن لديها من الأبناء أربعة إلا أن ضيق الحال لهم يمنعها حتى فى كبرها هذا من أن تسألهم الإنفاق عليها هى وزوجها المسن، وكان لسان حالها: "ربنا يقوى كل حى على حاله، وهما بصراحة غلابة وساكنين بالإيجار ويعملون بنظام اليومية، وربنا يقويهم كل واحد على بيته، وكلهم متزوجين بره البيت ما عدا واحد متزوج معى فى البيت المكون من غرفتين وصالة، وكفاية بصتهم عليا".
وتابعت السيدة المسنة، أن المواطنين بالمنطقة اعتبروها جزءا من المكان، موضحة، أن المدرسة التى تجلس بجوارها تم هدمها وإعادة بنائها من جديد ومازالت أمامها، وكذلك مسجد "سيدى عواض" الأكثر شهرة بالمدينة تم هدمه هو الآخر وتم توسعته وبناؤه من جديد، ومازالت لها مكانها الخاص، موضحة: "لو غبت يوم أو اتأخرت دقائق ألاقى السؤال عليا من الكل".
وأوضحت، أن معاش زوجها لا يتخطى 350 جنيها شهريا، وهو إن كان يكفى فهو يكفى فقط فواتير الكهرباء والمياه، وتقوم هى بتدبير مصروفاتها ومصروفات منزلها وعلاج زوجها، إلى جانب المساعدات من المارين بالشارع الذى تعمل به، موضحة أنها تحمل ما يرزقها الله طوال يومها عائدة إلى زوجها تحكى له ما حدث طوال يومها، قائلة: "زوجى أحن الناس عليا حتى وهو فاقد بصره، لأنى عشت معاه أكتر ما عشت فى بيت أبويا، وطول ما فيا صحة هفضل معاه وسنده لحد ما أموت، وعمرى ما هتأخر عليه فى أى شىء، لأنه هو عمره ما أتأخر عليا فى شىء".
وناشدت "سيدة"، وزارة التضامن الاجتماعي، والدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية، بفحص حالتها وتوفير أى معاش إضافى إلى معاش زوجها لمساعدتها فى الحصول على الأدوية الخاصة بزوجها، إلى جانب مناشدة أهل الخير بتوفير حياة كريمة لها فى أيامها الأخيرة هى وزوجها، إلى جانب عمل عمرة أو حجة هى وزوجها لرؤية قبر رسول الله والكعبة المشرفة.