التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:58 م , بتوقيت القاهرة

الجامعات الإسلامية: ما تنفقوه على الحروب أنفقوه فى تأليف القلوب

الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق
الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق

بعد تقلد الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأستاذ القانون الدولى ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، دفة العمل فى رابطة الجامعات الإسلامية فى منصب الأمين العام، بات الحديث عن آلية مواجهة الإرهاب فكريا على المستوى العالمى فى ساحة "العبد" الذى جمع بيده مقاليد مؤسسات الفكر والتشريع فى جانب الشئون الدينية والأوقاف.

الدكتور أسامة العبد، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، بدأ حديثا خاصا مع "اليوم السابع" متقدا بالنشاط، والقوة، ليكشف عن استراتيجية عمل جديدة تعتمد على الفكر، وسواعد أبناء ما يقارب من 200 جامعة إسلامية على مستوى العالم، فى مصر "18 جامعة أبرزها الأزهر والقاهرة والأسكندرية وأسيوط"، وفى أوربا والدول الغربية، وفى آسيا الوسطى وأبرزها كازخستان، مؤكدا أن مؤسسات: رابطة الجامعات الإسلامية ومقرها القاهرة وجامعاتها الـ200، و رابطة العالم الإسلامى ومقرها الرياض بأفرعها 76 عالميا، واللجنة الدينية بمجلس النواب، باتوا يدا واحدة على خط المواجهة، بطريقة الهجوم كوسيلة أفضل للدفاع، حيث يكون الهجوم ببث الوسطية، فى تفاصيل مثيرة كشفت عنها الأسئلة التى وجهناها له.

 

. ما هى استراتيجية مواجهة الإرهاب والتطرف ووسائلها؟

 

ـ نحن مظلة فكرية، وأسلحتنا الحوار، أو مبادرة عرض الفكر السليم، والتى تتبناه مصر والسعودية ودول التحالف العربى، وهى دول مركزية فى نشر الإسلام ونحن نمثل أدواتها الناعمة فى التواجد بالعالم لنشر الدين ومخاطبة العالم كمؤسسات شعبية وميدانية منتشرة بالمجتمع لخدمة الإنسان أى كان دينه وجنسه فالكل محل اهتمام ومستحق للاهتمام والخدمة، قائلا لقادة العالم: ما تنفقوه على الحروب أنفقوه فى تأليف القلوب.

 

. ما هو نطاق تواجد الجامعات الأعضاء وكيفية العضوية؟

ـ الجامعات الأعضاء منتشرة بمصر والسعودية وباقى الدول العربية والإسلامية، بل وأوربا ودولة مثل كازخستان، ونطالب جامعات العالم أن ينضموا إلينا كأعضاء وشركاء نحو تعزيز الحوار والتعاش لنكون باقة للوسطية، وشروط العضوية هى احترام الثقافة الإسلامية أو تدريسها بنسختها الوسطية أو العمارة والفنون الإسلامية التى خدمت الإنسان وأعطته مشهد جمالى عزز العمق الوسطى لهذه الحضارة، وجامعاتنا منتشره بدول: إندونيسيا، أوغندا، إيران، الباكستان، بروناي، بريطانيا، بلجيكا، بنجلاديش، البوسنة والهرسك، تشاد، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، سوريا، الصومال، طشقند، فرنسا، الفلبين، فلسطين، الكويت، لبنان، ليبيا، ماليزيا، مصر، المغرب، موريتانيا، النمسا، النيجر، نيجيريا، الهند، هولندا، اليمن، العراق، الأردن، الإمارات، وقد استقدم هذه الرابطة فى مصر أمينها العام الراحل د. جعفر عبدالسلام منذ 25 سنة لتكون إضافة عالمية لمصر فى تعزيز السلام عالميا، وبالتعاون مع رابطة العالم الإسلامى واللجنة الدينية بمجلس النواب فكل له نطاقة وأدواته ومكاتبه وأعضائه حول العالم للقيام بدور مصرى سعودى مشترك فى مواجهة التطرف بنشر الوسطية وتلبية حاجة الشعوب حول العالم، حيث تتعانق مصر والسعودية فى العمل الوسطى المشترك، لتنجح السعودية مؤخرا فى تنظيم رحلة الحج فى أبهى صورها، كما تنجح مصر بقيادة الرئيس السيسى فى مشروعات تنموية كبرى ندعوا الله لمصر بالتوفيق. 

 

 

. ما هى الخطوات المنتظرة والمقترحات التى ستطلقها الرابطة مستقبلا؟

ـ نصدر قريبا دليل تواصل بين الجامعات لتذليل العقبات والتواصل المستمر والتشاور وتوضيح الرؤى، وتسهيل عملية نقل أو انتقال الطلاب للدراسة والبحث وتبادل الأساتذة والخبرات، و دعم الجامعات علميا من خلال جامعات عضوة متطورة عالميا من باب التطوير الذاتى، وسوف نبحث توحيد بعض المناهج عالميا لزرع حب الوطن حتى لا تتخطف الجماعات طلاب الجامعات فمهمتنا الأسمى هى وقاية الطلاب من خطر الاختطاف الفكرى وتحريضهم على مجتمعاتهم، وهدفنا الأسمى هو وقف الصدام والحروب.

 

. ما هى الأدوار التى تقوم بها الجامعات الإسلامية وما هى رسائلها المجتمعية؟

ـ نقوم بدور علمى وفكرى لتخريج كادر مهنى وعلمى ودعوى يبنى مجتمعه ويتعاون مع زميله فى كافة البلدان الإسلامية وغير الإسلامية، ومع جاره وأخوته من دينه ومن غير دينه لوقف الصراع والمذهبية، وصراع القوميات الذى بدأ يلوح فى الأفق، ونشر المحبة ومواجهة التشدد والتسيب والخرافة والجمود وتصحيح الأفكار، وتقديم نموذج وطنى يشبه مجتمعه ويحافظ عليه ويدافع عن وطنه وعن الفكر السليم فى مواجهة برامج ومخططات وجماعات تريد قهر الإنسان والهيمة على المجتمعات وزرع النزاعات.

 

. كيف تلتقى الجامعات بمجتمعاتها وتقدم ما لديها لتنفيذ خطتها؟

ـ فى الدول المركزية مثل مصر والسعودية توجد كيانات دينية معاونة وراسخة المنهج وبجانبها جامعات مثل الأزهر والقاهرة وباقى الجامعات تعلم الطلاب وتصحح المفاهيم الخاطئة، أما فى الدول التى لا يوجد بها وزارات أو إدارات دينية فنستهدف تكوين إدارات بالجامعة من الأساتذة والطلاب للانتشار بهذه الدول على أن يتسلحوا بفقه الدعوة والمتغيرات العصرية حتى تكون مهمتهم تقديم ما ييسر على الناس حياتهم ويصنع جسور الثقة بين المختلفين دينيا وفكريا، والتأكيد على أن الدين ليس ضد الوطن حتى لو لم تعلن دولته أنها على مرجعية إسلامية، وأن يدعم الطالب قوة دولته ويدفعها بمواطنيها إلى محبة بعضهم البعض وطلب العيش المشترك فى عالم آمن.

 

. هل الأمر سينتهى عن هذا الحد.. ما هى الوسائل الأخرى؟

ـ سنعقد مؤتمرات دولية وملتقيات فكرية وتعليمية لتوحيد المناهج حول وحدة الرؤى فى نشر الوسطية ومواجهة الإرهاب، ونطالب حكام العالم بوقف الإنفاق على الحروب، ونقول لهم: ما تنفقوه على الحروب أنفقوه على نشر العلم والسلام والمحبة، وتربية الطلاب على حب الحياة والإنسانية والآخر والتعايش ومساعدة الناس، ونشر ثقافة السلم.

 

 

. هل يوجد خلاف بنظام الجامعات الإسلامية عن النظام العالمى للجامعات؟

 

ـ بالعكس، فأسس العمل بالجامعات هو العلم، والعلم وخاصة الشرعى يقبل بمتغيرات العصر، وحالة التطور، ونحن نستجيب لتطورات العصر السريعة وتوظيفها في خدمة الجامعات الإسلامية، فنحن رابطة عالمية، ونستفيد من التوجهات الدولية الحديثة في منظومة عمل الجامعات، وتطبيقها في الجامعات الإسلامية؛ لتسهم في عملية التنمية في الدول الإسلامية، ضمان تداول المسؤوليات بشكل طبيعي؛ وحتى لا يحدث ارتباك عند وفاة أحد قيادات الرابطة أو غيابهم أو عدم قدرتهم على ممارسة أعمالهم، و ضخ دماء جديدة تمتلك آليات العصر وتكنولوجيا الاتصال، لتحقيق فعالية المنظمة وتواصلها السريع والمنظم مع العالم وإدماج العقول الشابة في عملية التطوير والإدارة باعتبارهم همزة الوصل بين جيل الكبار وجيل الشباب تحقيق مرونة النظام الأساسي بما يضمن تفويض السلطات والصلاحيات؛ للإسهام في إدماج الجامعات الجديدة في منظومة العمل بالرابطة، وحتى لا تنتظر سنوات للتصديق على عضويتها، ونعمل كرابطة عالمية تعنى بتطوير دراسات وبحوث اللغة العربية، والعلوم الشرعية، والحضارة الإسلامية، والتوجيه الإسلامي للعلوم الاجتماعية والتطبيقية، وتسهم في تأهيل الجامعات الأعضاء للاعتماد والتميز الدولي والارتقاء في التصنيفات الدولية للجامعات، والحفاظ على هُوية المسلمين، وتكون جسرًا للتواصل والتفاعل العلمي والثقافي بين الحضارات، وبيت خبرة لمساعدة الجامعات والدول الإسلامية في تقديم الحلول لمشكلاتها.      

 

. هل يتوقف دور الرابطة عند هذا الحد.. ما هى اسهامتها خارجيا؟

 

ـ معنيون بتطوير دراسات اللغة العربية والعلوم الإسلامية والتوجيه الإسلامي للعلوم الاجتماعية والإنسانية ونشر ثقافة الجودة والتميز الدولي في الجامعات الأعضاء وتنمية التعاون العلمي والثقافي والبحثي بين الجامعات وتيسير التجارب الناجحة بينها في شتى المجالات وتبادل أعضاء الهيئة التدريسية والخبراء بين الجامعات الأعضاء.

 

. أذكر لنا تفاصيل العمل داخليا وكيف تتحرك الرابطة عالميا؟

 

ـ نسعى للتميز بتصنيف الجامعات الأعضاء دوليًّا على أساسه وتسيير المنح الدراسية بين الجامعات الأعضاء و دراسة المشكلات والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وتقديم الحلول العلمية لها، مستهدفين تطوير دراسات اللغة العربية والعلوم الإسلامية والتوجيه الإسلامي للعلوم الاجتماعية والإنسانية وفقا لمعايير الجودة العالمية، و زيادة أعداد الجامعات الأعضاء بالرابطة، و مساعدة الجامعات والكليات الأعضاء، والأعضاء الجدد بالخبرات التربوية والأكاديمية اللازمة لتحقيق جودتها وتميزها الدولي، لنشر ثقافة التميز الدولي ومعايير ومتطلبات الاعتماد الدولي بين الجامعات الأعضاء بالرابطة وتعزيز الحوكمة والقيادة الرشيدة داخل الجامعات الإسلامية، و تحقيق التواصل الفعال بين الرابطة وشتى الجامعات الأعضاء، و تفعيل دور الجامعات في تحقيق وحدة الأمة الإسلامية، و تسيير المنح الدراسية بين الجامعات لاسيما لأبناء المهجر والدول غير الإسلامية عبر التواصل مع الجامعات، و تنمية الاتصال بين الرابطة ومؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الثقافية الأخرى الإقليمية والعالمية، بما يحقق رسالة الرابطة وأهدافها الاستراتيجية، و إبرام شراكات فاعلة مع الجامعات المتقدمة ومراكز البحوث الدولية والمؤسسات ذات الصلة؛ بما يسهم في تبادل الخبرات وإجراء الأبحاث المشتركة واطلاع الجامعات الأعضاء على المستجدات العلمية والتكنولوجية والتربوية، والاستفادة منها في الدول الإسلامية وإصدار الكتب الإرشادية والثقافية ونشرها بين الجامعات وتطبيق منظومة الجودة الداخلية بالرابطة بما يمكنها من تحقيق رسالتها وأهدافها، وفقا للمعايير الدولية، وحتى تكون الرابطة أنموذجا للجامعات والمؤسسات المختلفة.