فقرة مليئة بالسحر والخيال تجعلك في تسأل طول الوقت ما الذى يحدث وكيف ذلك؟، ألعاب سحرية تعتمد على الخفة والسرعة والخداع البصرى تشد انتباهك وكل قواك حتى نهاية الفقرة، هل لك أن تتخيل حفلات لسيرك دون فقرة الساحر؟

إبراهيم عبد السلام أو كما يلقب " كوبر فيلد العرب " والده من مؤسسيى السيرك القومى في ستينيات القرن الماضى، كان لاعب ترابيز وطيارة وفى سن الأربعين قدم فقرة الساحر، علَم ابنه الإثارة والسحر والخيال فكان المساعد الأول لوالده يقول إبراهيم: السحر هو خفة يد وسرعة في الاداء وإتقان في الحركة، أول مرة أقدم فيها فقرة الساحر كنت في سن السبعة عشر عامًا؛ فاجئنى والدى في أحد الأيام وطلب منى أن أقدم الفقرة وكنا قبل العرض مباشرة، ورغم الخوف الذى انتابنى وقتها إلا أنى قدمتها على الوجه الأكمل وبمنتهى الحرفيه، أربعة وعشرون عامًا من عمرى قضيتها في عالم السحر والخيال والخدع البصرية أبحث عن كل جديد لأسعد الجمهور واسمع تصفيقه الذى يعطينى الثقة.

للساحر مواصفات خاصة يقول "ابراهيم": الساحر يجب أن يكون لديه حضور ذهنى وردود مقنعه لكل الأسئلة التى يمكن أن تخطر ببال الجمهور، يتميز بالذكاء لأن فن السيرك من أصعب الفنون ويتطلب مواصفات خاصة للاعب حتى لو كان المهرج، وأحيانًا يمكن أن يحدث موقف غير متوقع مثل كسر أداة من أدواتى أمام الجمهور وفى هذه الحالة يجب عليا أن أتدارك الأمر بسرعة وخفة كى يلاحظها أحد من الجمهور ذلك.

وأكمل ساحر السيرك القومى حديثه لـ"اليوم السابع" قائلًا: أستخدم كافة الخامات" خشب، حديد، معادن، مياه، رمل، زلط، طوب فعملى هو الخدع البصرية وتنوع الخامات تعطينى مساحة واسعة كى أتقن فقرتى،كما أن لعبة الساحر في السيرك ما هى إلا فقرة من الأسرار لا يمكن أن أفشي منها شيء، فقمة سعادتى عندما أرى الحيرة والدهشة في عيون الحضور وأنتظر أسئلتهم بعد كل ليلة عرض، فإقناعهم بخدعى البصرية يحفزنى كى أتعلم كل جديد.

عالم السحر مليء بالأسرار ولكل ساحر مساعد له يعلم خبايا الفقرة، ولم يجد إبراهيم عبد السلام كاتم لأسرار فقرته سوى زوجته ورفيقة دربه وأختها، ويقول "إبراهيم": المساعد هو روح الفقرة اعتمادى على زوجتى وأختها يعطينى الثقة، وخاصة زوجتى التى لها جزى أساسى من فقرتى فهى العروسة الحية التى أخرجها من الصندوق الخشبى الفارغ، هذا الجزء يدهش الجمهور فكيف أخرج من صندوق خشبى يراه الجمهور فارغ ومفتوح من كافة الجهات بنت جميلة، هذه الفقرة يسألنى عنها الكثير ولا يعلم سرها سوى زوجتى وحبيبتى وكاتم أسرارى .

وعلى الرغم أن جميعنا في السيرك نعلم جيدًا أن كافة الإمكانيات داخله ضعيفة للغاية، وأننا فنانين مهضوم حقنا ولا أحد من مسئولين السيرك القومى يقدرنا، ما يحزنني أن أشهر فنانى السينما يستعين بنا في اللقطات الصعبة التى لا يستطيع هو القيام بها، ومع ذلك لا أحد ينظر لنا، حياتنا داخل السيرك القومى واحدة ومتشابهة نحن عائلة كبيرة تحاط بسور حجرى من جميع الجهات، لا يعرف عنا أحد مشاكلنا تحل بيننا، فإذا كان هناك خلاف بين اثنان يلعبان في فقرة واحدة ودخلا "المنيش" حلبة السيرك فإن الخلاف يتلاشى نهائيًا، "إحنا السركاوية ايد وروح وعقل واحد مانسمحش لأى حد يدخل بينا واللى يحاول يعمل كده مايبقدرش"، هذا ما قاله الساحر إبراهيم عبد السلام أحد أبناء السيرك القومى عن الحياة داخل السيرك .