التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:07 ص , بتوقيت القاهرة

التفريخ على لمبات الجاز فى برما بالغربية ينافس هولندا.. فيديو

جانب من التفريخ
جانب من التفريخ

معامل تفريخ البط والدواجن اليدوية بقرية برما مركز طنطا بمحافظة الغربية، أكبر قرى إنتاج البط والدواجن وبيض المائدة على مستوى الجمهورية، والتي تصدر منتجاتها لباقي المحافظات، مازالت تعمل بكفاءة عالية لتنافس معامل التفريخ الآلى المستوردة من هولندا.

ويرجع تاريخ المعامل اليدوية للتفريخ للعصر الفرعوني، وهي على شكل "قبو" لا يزيد ارتفاعه عن متر ونصف ويجلس فيه العامل فى وضع "القرفصاء" ويتسع القبو لـ2000 بيضة كل دورة ويستخدم أصحاب هذه المعامل لمبات الجاز لتوفير التدفئة اللازمة صيفا وشتاءً لتفريخ البيض فى درجة حرارة معينة.

وأصبحت المعامل اليدوية مهددة بالانقراض بعد ظهور المعامل الآليه والتي تضم ماكينات مستوردة من هولندا ولا تحتاج لتدخل بشري فى التفريخ، وتتم عمليات التفريخ والتدفئة آليا.

يقول صلاح محمد صاحب مفرخة يدوية، أنه يعمل فى هذه المهنة منذ  40 عاما ولا يعرف غيرها، ويقوم باستلام البيض من أصحاب مزارع البط والدواجن لتفريخها فى المعمل اليدوي للتفريخ، وتستغرق  دورة تفريخ البيض 28 يوما، منذ استلام البيض وحتى خروج البط والدواجن من البيض.

وأشار إلى أنه يستلم البيض من صاحب المزرعة،  ويقوم بفرش البيض على حصيرة فى غرفة تشبه" القبو" معدة لذلك الغرض فقط، ويضم معمل التفريخ الخاص به، 8عنابر ويتسع   العنبر الواحد لـ  2000بيضة.

وأوضح أنه يقوم بتقليب البيض مرتين فى اليوم صباحا ومساءً، ويقوم بوضع عدد من لمبات الجاز داخل الغرفة للتدفئة، ويقوم برش المياه على البيض صباحا ومساءً بغرض ترطيب البيض، وأنه بعد فرش البيض فى غرفة التفريخ، باسبوع يقوم بفحص البيض عن طريق تسليط البيض على فُتحة صغيرة فى "فرازة" بها لمبة ويُرشده الضوء المنبعث منها إلى ما إذا  كانت البيضة بها بطة من عدمه وفي حال البيض الفارغ يقوم باستبعاده من وسط البيض.

وأشار إلى أنه يحصل على مبلغ 400 جنيه كل 28 يوما على كل عنبر لتفريخ البيض بعد تسليم صاحب المزرعة البط والدواجن بعد تفريخها، مبينا أنه يستخدم لمبات الجاز فقط فى تدفئة البيض صيفا وشتاءً، وتقل عدد اللمبات فى فصل الصيف عن الشتاء حيث يحتاج لعدد كبير من اللمبات فى الشتاء للتغلب على انخفاض درجات الحرارة.

وأوضح أن خطوات تفريخ البيض تبدأ بفرد البيض فى عنابر التفريخ، وتقليبه صباحا ومساءً، وبعد اسبوع يتم الكشف على البيض لتحديد عما إذا كان بها فراخ بط او دواجن من عدمه، ومتابعته يوميا لحين خروج البط من البيض، وفى حال عدم وجود فرخ بالبيضة يتم استبعادها خارج العنبر

وأشار صلاح محمد أنه يستخدم 5 لمبات جاز فى الشتاء للتدفئه وفى الصيف يكتفي بلمبة واحدة فقط، ويقوم بتعمير اللمبات بالجاز، وظبط الشُعلة على حرارة محددة للحصول على التدفئة اللازمة للبيض

وأضاف أنه يبلغ  من العمر 60عاما ويعمل فى ذلك المجال منذ 40عاما، ولديه 5 بنات زوٌج منهم  3 بنات، ومتبقى لديه بنتين يعيشون معه بالمنزل، مؤكدا أنه تقدم بطلب للحصول على معاش تكافل وكرامة وتم رفض طلبه أكثر من مرة  رغم انه في اشد الاحتياج للمعاش، حيث انه يعيش فى منزل مسقوف بالخشب، واجره من عمله فى معمل التفريخ يكفي فقط لشراء الجاز ودفع إيجار المعمل5 ألاف جنيه سنويات،  وفواتير  الكهرباء.

وأوضح ان معامل التفريخ اليدوي لا تختلف عن المعامل الآليه،  فكلاهما تبلغ مدة تفريخ البط أو الدواجن 28يوما، والاختلاف في ان المعامل الآلي لا تحتاج لتدخل العامل البشري  في شيء ويتم كل شيء آليا على عكس المعامل اليدوية تعتمد على قيامنا بتقليب البيض وتوفير التدفئة اللازمة بلمبات الجاز، ومتابعته يوميا.

وأكد أن الدخان المنبعث من لمبات الجاز أثر بالسلب على صحته، ولكنه مضطر لذلك بسبب بحثه  عن لقمة العيش، كما أنه يعانى أيضا من التهاب فى الفقرات بسبب الجلوس فى وضع"قرفصاء" فى القبو ولا يستطيع ان يمشي مستقيما، ويضطر إلى المشي منحنيا.

ويضيف حسن ماضي أنه يعمل منذ سنوات فى تفريخ البيض يدويا، ويتلخص عمه فى جمع بيض البط المسكوفي والبغال من المزارع، وتفريخه داخل معمله مقابل أجر، مشيرا أن الفترة الماضية كان هناك نقص فى بيض البط المسكوفي والبغال فاضطر إلى إحضار بيض بط فرنساوى لتفريخه حتى تعمل عجلة الانتاج.

وأكد أنهم تعرضوا لخسائر فادحة خلال الفترة الماضية بسبب انخفاض اسعار كتكوت البط، فى المقابل واجهوا  أيضا مشكلة فى ارتفاع اسعار البيض فلم يتمكنوا من تحقيق توازن بين غلاء الاسعار وانخفاض سعر الكتكوت.

وأشار أن  انتاج التفريخ اليدوي يصل لـ80%فى فصل الشتاء، ويقل لـ60% فى فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا أن مدة تفريخ البط تختلف حسب نوع البط، فالبط الفرنساوي يستغرق تفريخه 27يوما، والبط المسكوفي يستغرق 34يوما، والبغال المحلي 30يوما لتفريخه.

وأكد أن هذه المهنة هي مهنة أبائهم واجداهم منذ عشرات السنين، وتوارثها هو وأشقائه بعد ذلك، مشيرا أنه كان يعمل بالجاز الأبيض وبعد اختفاء الجاز الأبيض من الأسواق، اضطروا إلى استخدام السولار ويصل سعر صحفية الجاز لـ137جنيها، ويتم وضع لتر بنزين على صفيحة السولار لتخفيفه حتى تستمر اللمبة الجاز فى الإضاءة.

وأشار ان  انتاج المعامل التفريخ اليدوي يختلف  عن انتاج المعامل الآليه، فانتاجه من تفريخ 4ألاف بيضه فى المعمل اليدوي يصل لـ3ألاف بطة  فى فصل الشتاء اما فى فصل الصيف فتقل لـ2800بطة.

وأكد أنهم يتعرضون لخسائر فادحة منذ 3سنوات، ولم يحقق أحد اي مكسب رغم ان هذه القرية الأولى على مستوى الجمهورية فى تربية الدواجن وانتاج البيض منذ عشرات السنين، بسبب انخفاض السحب على البط والدواجن، وارتفاع اسعار الاعلاف وغلاء المعيشة.

وأشار أن نسبة البطالة ارتفعت فى القرية خلال الفترة الماضية بسبب توقف المزارع والمعامل واضطر العاملون فى هذا المجال للبحث عن مصدر رزق اخر.

من جانبه أكد محمد أبو شعيشع صاحب مزارع ومعامل تفريخ بلدي ويعمل فى هذا المجال منذ 40عاما، أن التفريخ  البلدي أفضل من التفريخ الآلي، ويتأثر العمل فى فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهو ما يؤثر على عمليات التفريخ والتي ينتج عنها قلة انتاج البيض من الكتاكيت والبط، موضحا أن العمل يزداد مرة أخرى مع بداية شهر سبتمبر.

وأكد أن المعامل البلدية موجودة منذ عصر الفراعنة حيث ان هذه المعامل تشبه " القبو" والذي كان يستخدمه القدماء المصريين، ولكن فى العصر الحديث تم استبدال التفريخ البلدي بمعامل تفريخ آلي مستوردة من هولندا  ونتج عنها قله اليد العاملة، وظبط درجات الحرارة والرطوبة أليا وهو ما يؤدي إلى زيادة الانتاج من البيض.

وأوضح انه فى المعامل البلدية يتم وضع 4لمبات جاز للحصول على تدفئة فى درجة حرارة 27درجة مئوية، وتستغرق  مدة  تفريخ الكتكوت البلدي والأبيض 19يوما، وتفريخ البط المولر يستغرق 32يوما، والمسكوفي يستغرق 35يوما لتفريخه، اما كتاكيت الرومي فتستغرق 27يوما لتفريخها، والبط الفرنساوى يستغرق تفريخه 27يوما.

وأكد أنهم يواجهون مشاكل بسبب الركود فى السوق وارتفاع سعر الاعلاف والدواء، وينتج عنه انخفاض فى سعر الكتاكيت والبط، وهو ما نتج عنه ارتفاع نسبة البطالة فى قرية برما أكبر قرية فى انتاج البط والدواجن والبيض، نتيجة لعدم استطاعة اصحاب المزارع مواكبة الزيادة فى الاعلاف والادوية البيطرية، وهو ما اضطرهم إلى غلق مزارعهم.

وأكد  تنفيذ قرار حظر نقل الطيور الحية، سيترتب عليه خراب بيوتهم وتشريدهم، واختفاء نشاط التربية حيث انهم لن يستطيعوا نقل الطيور من القرية للمحافظات والقرى الأخرى، وهو ما سينتج عنه عدم تمكن اصحاب المزارع من تسليم الطلبيات من الدواجن والبط المتعاقدين عليها مع عملائهم، وتعرضهم لخسائر فادحة.

وأكد أن جميع أبناء قرية برما يعملون فقط فى تربية وتسمية البط والفراخ بجميع انواعهم وأيضا التفريخ وانتاج سلالات جديدة وانتاج بيض المائدة، ويأتيها التجار من جميع محافظات الجمهورية للحصول على طلبيات بكميات كبيرة،  وفى حال حظر نقل الطيور ستنهار الحالة الاقتصادية لابناء القرية