التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:35 ص , بتوقيت القاهرة

أقوى أم فى مصر .. منال ربت أولادها بعيون القلب (فيديو)

الجاجة منال
الجاجة منال

"البصة فى عيونهم بالعمر كله"، هو ملخص الأمومة و المشاعر الجميلة التى تجمع بين الأم وأبنائها، ولكن فى عالم ملئ بالظلام الخارجى يكون القلب هو منبع النور والحب والأمومة، فالأم الضريرة يكفيها حضن واحد من أبنائها وسماع صوتهم وملامسة ملامحهم وتفاصيلها.. فالحب هنا بالقلب فقط.

الحاجة منال واحدة من الأمهات المثاليات من ذوي القدرات الخاصة "فاقدي البصر"، أثبتت أن الأمومة والإرادة لن تحتاج للبصر ولكنها نابعة من القلب، لن تشعر للحظة واحده أنها مختلفة عن الآخرين فتزوجت من رجل كفيف ايضا وعاشت معه حياة هادئة ومليئة بالحب وأنجبت منه أربعة أبناء مبصرين ليكونوا عوض ربنا وسند لها بعد وفاة الزوج.

تخرجت الحاجة منال من جامعة عين شمس ليسانس آداب وتعمل بجامعة القاهرة، تعلمت في المدارس الداخلية للمكفوفين السبب الذي جعلها تعتمد علي نفسها بشكل كبير .

 

وتقول الحاجة منال" لدى أربعة أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة وهم خلود ومنة وعمر ومحمد ، كانت طفولتى فى مدارس المكفوفين التى ساعدتنا على التدريب والتأهيل والتعامل بشكل طبيعى مع الآخرين ، ثم التحقت بجامعه عين شمس كلية الآداب، انتهت المرحلة التعليمية ثم تعرفت على زوجى وكان كفيف ايضا، وعشنا سويا حياة هادئة ولكن واجهتنا صعوبات فى بداية الإنجاب، فالأطفال يحتاجون لرعاية كبيرة لمعرفة سبب بكائهم ومرضهم او لتغيير الملابس، وفى ذلك الوقت كنت انا وزوجى نعيش بعيدا عن الأهل، ولكن كان الجيران يساعدونا فى التنقل والذهاب للطبيب، حتى تأقلمت مع الوضع.

كانت صدمة كبيرة عندما توفى زوج الحاجة منال وترك لها أربعة أطفال، ولكنها أثبتت للجميع أن الأم الضريرة لها قدرة كبيرة على رعاية أبنائها وتعليمهم دون الحاجة لمساعدة احد، حيث قالت الحاجة منال، "على الرغم اننى ضريرة ولكنى تحملت مسئولية ابنائى لوحدى وكنت لهم أب وام، والحمد لله ابنتى الكبيرة فى الصف الثالث الثانوى وسأكمل معهم رحلة كفاحى حتى أوصلهم لأعلى المراكز".

وتابعت: احرص دائما على شراء كتب برايل للمراحل التعليمية التى بها ابنائى لأساعدهم على المذاكرة وأمارس حياتى بشكل طبيعى، و مثل اى أم مبصرة أقوم بواجباتى المنزلية فى ترتيب المنزل وإعداد الطعام والحديث معهم وحل مشاكلهم.

وأضافت:الكثير يعتقدون أن الأمهات فاقدى البصر لديهم إعاقة كبيرة ولا يستطيعون العيش بشكل طبيعى  مع أولادهم وينظرون إلينا بشفقة، ولكن من وجه نظرى الأم الضريرة لديها قدرة كبيرة جدا على عمل اى شئ، على عكس الأم المبصرة فربنا سبحانه وتعالى عوضنا بنعمة السمع والإحساس بالآخرين بدرجة أعلى من المبصرة، فالحب والأمومة نابعين من القلب وليست بالنظرات والعيون، فبحضن واحد من اولادى اعرف من خلاله حالتهم النفسية ومشاكلهم وليست بالضرورة أن أراهم فيكيفني حضن واحد منهم، فالضريرة تستطيع ان تتزوج وتربى اولادها ومفيش مستحيل.

وتابعت:ابنائى هم سر سعادتى فى الحياة ولا أريد غيرهم واشعر بحنيتهم دائما فهم يفاجئوني فى عيد الأم بالهدايا الجميلة التى يشترونها من مصروفهم الخاص، ويقولون لى دائما اننى الأم المثالية .