عيد الأم فى الحقول.. لهذه السيدة قصة مختلفة
عطيات أبو العطى سيدة من إحدى قرى الفيوم تجلس وحيدة فى عشة أمام بقرتها التى ترعى فى أراضى الغير للتمكن من حلب بعض اللبن لتصرف على البقرة نفسها وما يتفضل لا يكفى لإطعامها بعد أن ظلت فى هذه الدنيا وحيدة بعد أن زوجت بناتها الأربع اللاتي عانت لتربيهن 25 عاما عقب وفاة زوجها الذى كان يعانى من مرض بالكبد طال حياته.
معاناة وراء معاناة هو حال السيدة عطيات الجالسة لتغزل طاقية من الصوف كل أسبوع لتبيعها ب7 جنيهات لها فيهم النصف أى 3 جنيهات ونصف ولضيق ذات يدها قد تترك لها شريكتها ثمن الطاقية كاملاً لتحصل بسعادة على السبع جنيهات بعد عمل أسبوع كامل وتمر الأيام وتمرض عينيها الجميلتين لكنها لم تتوقف استخدمت لها قطرة حتى انتهت ولم تشترى واحدة أخرى.
تروى الأم عطيات حكايتها مع بناتها قائلة: عندى 55 سنة أو 60 مش عارفة ربيت بناتى بعد موت أبوهم من 25 سنة ورفضت الجواز مع إنى كنت صغيرة عشان أربيهم وعمهم ساعدنى فى جوازهم ومن ساعتها وأنا قاعدة لوحدى فى البيت والغيط وقالولى مفيش معاش تكافل وكرامة عشان معنديش عيال لسة بربيهم.
تواصل الست عطيات رواية قصة كفاحها: بصحى الصبح الساعة 6 أصلى وأخد البقرة أربطها فى أرض سيلفى وحطلها الأكل وأروح أقضى مصالحى وفيه واحدة بتغزل الخيط وبتجيبهولى وأنا بعمل منه طاقية أعملها فى أسبوع أو 8 أيام ولما أخلص تيجى تاخدها تبيعها وتدينى نص تمنها اللى هو 7 جنيه أو 8 هى النص وأنا النص وساعات بتسيبهملى كلهم عشان هى عارفة حالتى.
تجلس الست عطيات بعيداً عن وزارة التضامن ووسائل الإعلام كأى أم صابرة على ضيق العيش وبدلاً من أن تلعن الظلام أضاءت شمعة وعملت بكل كد حتى أصبحت مثالاً يحتذي به ولا تطلب من الدنيا شيء حتى عند سؤالها هل تتمنين عمرة أجابت : وأجيب حقها منين.