القرية بالكامل يتغير حالها فى هذا اليوم، الزوار يأتون من كافة أنحاء الجمهورية، يفتح الجزارون أبوابهم مبكرا، ينهي الموظفون أعمالهم سريعا  ليلحقوا بالسوق، لا صوت يعلوا على صوت الحواوشي هنا فى قرية العزيزية بالشرقية كل يوم أربعاء، طقس خاص لا يعرفه سوى أهل القرية وعشاق الحواوشي فى كافة أنحاء مصر عن القرية التي يطلقون عليها فى هذا اليوم "جمهورية الحواوشي".

فى جمهورية الحواوشي قضينا يوما كاملا، هنا للحواوشي طقوسه الخاصة، ليس كالعادة نذهب للمحل لنشرتي "رغيف الحواوشي" الراحلة هنا تبدأ من محلات الجزارة، حيث يذهب الزبائن للمحلات ليختاروا قطعة اللحم التي يريدوها بأنفسهم، ثم يقوم الجزاء بتتبيلها على طريقته، ولكل محل جزارة هنا صنعته الخاصة فى المهنة، ولكل شخص وصفته الخاصة لصناعة أفضل خلطة حواوشي توارثها جيل تلو الآخر، تخرج بعد هذا أيضا لتختار الأفران، التى يعد كل منها عجينة مخصوصة به أيضا للسنداوتش الذى ستقف لانتظاره بنفسك.

جودة منسي أحد جزارين  جمهورية الحواوشي، يقول أن يوم الأربعاء له خصوصيته فى هذه القرية، فهو اليوم الذي يقوم فيه الجزارين بالذبح، ولهذا  يأتى الجميع للحصول على اللحم الطازج فى هذا اليوم، أما عن سر المهنة فهو  سر متوارث أبا عن جد فى قرية العزيزية، ولهذا يأتي العشاق لها من كافة أنحاء الجمهورية، ويتابع "اللي بياكل هنا لازم يرجع تاني، والفرق أن لينا صنعتنا والزبون بيبقي مطمن وعارف هو بياكل إيه مش زي أي مكان بيروح ياخد السنداوتش جاهز".

فى أحد المخابز يقف "عمرو سمير"، يقول أن هنا الحواوشي لا يوضع فى رغيف الخبز التقليدي، ولكن كل فرن يقدم وصفته الخاصة لعجينة الحواوشي التي لن تجدها سوى فى قرية العزيزية، إضافة لتواجد الأفران الحرارية التى تقوم بتسوية اللحم بجودة أعلى كثيرا من جودة الأفران التقليدية.

فى يومنا داخل قرية الحواوشي قابلنا الكثير من التفاصيل المختلفة، فوجدنا هنا طلاب الجامعة الذين أتوا خصيصا للقرية، والصديق الذى أحضر صديقه من القاهرة ليتذوق حواوشي قريته، إضافة للأهالي والآباء والأمهات الذين يعدوا لغداء أو عشاء على شرف سنداوتش الحواوشي المخصوص فى قريتهم البسيطة.