"رضا" فقد يديه فرسم أحلامه بفمه وقدميه
بالرغم من إعاقته المولود بها، إلا أن الجميع توقع مستقبل مشرق لهذا الطفل، الذى نشأ وسط الأرياف بقرى كفر الشيخ، القوة والإرادة والفن كانوا جزء لا يتجزأ من شخصيته، مهما كانت الصعوبات قرر العمل والبحث عن طرق مختلفة ليصبح فنان تشكيلي له معارضه الخاصة وتتمكن أعماله من حصد الجوائز فى كافة المحافل.
رضا فضل، أو "الدكتور رضا" كما يناديه طلابه بجامعة الأزهر، وجد نفسه منذ الصغر من أصحاب "القدرات الخاصة"، لا يملك يدين وشغفه الأول والأكبر هو الرسم، معادلة صعبة تغلب عليها بإرادة وقوة.
وفي تحدي قاسي لطفل، تمرد "رضا" على ظروفه ومارس هوايته تارة بفمه وأخرى بما تبقى من يديه، يمسك بريشته بصعوبة، ويسطر أحلام الغد برسومات، تلفت الانتباه، وتثبت يوماً بعد الآخر أن الأحلام والنجاحات تولد من رحم المعاناة.
هنا، داخل منزل يوحي بأنه مرسم فنان، يعيش "رضا" برفقة أسرته، المكونة من زوجته وطفليه "أحمد" و"رؤى"، حيث بدأت الأخيرة تحاكي والدها في هواية الرسم، فكما يقولون: "ابن الوز عوام"، فلا تتوقف عن الرسم، لكنها تفضل رسم صورة لرجل مكتمل الأعضاء، وتراها أنها لوالدها، فالصغيرة ترى أن أبيها لا ينقصه شىء.
أحلام "رضا" الشاب القادم من أدغال الأرياف لقلب القاهرة المزدحمة القاسية، لم تتوقف، فقد حصل على الماجستير وحلمه الحصول على الدكتوراه بجامعة الأزهر التي يعمل فيها أستاذا مساعدا بكلية التربية بقسم التربية الفنية.
"رضا" شارك فى العديد من المعارض وقدم العديد من اللوحات يستخدم فمه وقدمه ويده للرسم، وأحلامه كثيرة في الحصول على مزيد من الجوائز ورفع اسم بلاده في المحافل الدولية، والتأكيد على أن الإعاقة هي "إعاقة فكر"، وأن أصحاب الأفكار الجيدة لا يعرفون المستحيل.
حصل رضا كما يحكي على أكثر من 30 تكريما، منهم من جامعة الدول العربية، ووزارة الشباب ودولة تونس، وله مقتنيات الآن فى اليونيسيف واليونسكو، وشارك فى أكثر من 40 معرض محلي ودولي.