نجاح الست الأسوانية.. فاطمة تحول عرجون النخيل لمشغولات يدوية
"نقلة كبيرة ونقطة تحول فى حياتى".. هكذا وصفت فاطمة إدريس الأم الأسوانية التى كافحت من أجل تعليم بناتها دعم جهاز تنمية المشروعات لها بمحافظة أسوان، بعد الحصول على تدريب وقرض الجهاز للتوسع فى صناعة المشغولات اليدوية من "عرجون النخيل"، وابتكار أعمال جديدة من الصناعات اليدوية الجلدية المختلطة بمخلفات النخيل، والتى كانت لا قيمة لها لدى المزارعين، قبل استخدامها مرة أخرى فى تصنيع حقائب السيدات والحافظات وشنط الأطفال وغيرها.
وقالت فاطمة إدريس: "أنا سيدة أسوانية حاصلة على دبلوم فنى قسم ملابس، ومتزوجة ولدى ثلاث بنات وولد، وقبل 5 سنوات كانت ابنتى الكبرى مقبلة على مرحلة الثانوية العامة، وهناك أعباء مالية على الأسرة نظراً لمصروفات الدروس الخصوصية، ونظراً لرغبتى الشديدة فى استكمال تعليم بناتى وإيصالهن لمرحلة تعليمية متقدمة، بعد أن تحطمت أحلامى فى استكمال التعليم على صخرة العرف أو العادات والتقاليد المتبعة قديماً بعدم استكمال تعليم البنات، قررت أن أعمل لمساعدة زوجى - عامل صيانة - فى مصروفات الأولاد الدراسية، بعد أن سبب لى الحرمان من استكمال التعليم ألماً فى نفسى".وأضافت فاطمة، أن إحدى الصديقات دلتها على تدريب للسيدات فى مجال "غزل العرجون" وهو أحد مخلفات النخيل، ووقتها لم تكن على دراية بهذا المجال من أساسه، إلا أن إصرارها على التعليم ساعدها على البدء وبقوة فى تعليم هذا النوع من الغزل، وبدأت بـ"الكرناف" وهو جزء من أجزاء النخيل، حتى نجحت منذ بداياتها رغم أن هدفها فى بادئ الأمر كان الحصول على مبلغ الـ900 جنيه التى تحصل عليها شهرياً من التدريب والإنتاج وليس هدفها النجاح والابتكار.وأوضحت فاطمة، أنها انطلقت بعد ذلك لتصميم حقائب وحافظات وشنط لاب توب وأخرى للبيبى وحقيبة خروج للسيدات وغير ذلك، ووجدت السيدة الأسوانية نفسها فى تصميم مشروع ورشة تصنيع للغزل وإدخال تقنيات التصميم بالعرجون معه، من خلال تطبيق النسيج على خام العرجون مثل "الكروهات والمبرد والزجزاج" ومن خلال تعدد الألوان الخاصة بالعرجون، ومع كثرة التعامل مع المادة الخام أصبح لفاطمة خبرة كبيرة فى هذا المجال.وتابعت فاطمة: "بعد دراسة وتعمق أكثر للتجربة وحبى لهذا المجال، لدرجة أنى كنت أجمع شنط إخواتى وأصدقائى وأقوم بتفكيكها لمعرفة كيفية تركيبها وصناعتها وإدخال العرجون فى تصنيعها، حتى أن المادة الخام وهى العرجون أصبح لها قيمة لدى المزارعين الذين كانوا يعانون من التخلص منها بعد قطعها من النخيل لعدم محاولة استخدامها، سواء بالحرق وتهديد الأرض الزراعية بالبوار، أو إصابة الأرض بالآفات فى حالة تركها عليها، فأصبحت لها قيمة وثمن بعد انتشار فكرة إعادة استخدامها".
واستكملت: كنت أولى المشاركات بالمعارض عن طريق معرض بالمتحف النوبى، وعرض أعمالى فى الصناعات اليدوية "هاند ميد" المبتكرة فى الأعمال ودقة الاهتمام بالتفاصيل الموجودة فيها، وساهم ذلك فى نجاح أعمالى وإقبال عدد كبير من الناس على المعروضات، ثم سافرت لمعرض تابع للسفارة السويسرية بالقاهرة.
وعن دعم جهاز المشروعات، قالت فاطمة إدريس، بدأت تنفيذ الأعمال وحدى بعد أن فشلت فى مسألة الشراكة، ونظراً لزيادة حجم الأعمال استلزم ذلك الأمر الحصول على قرض جهاز تنمية المشروعات وكان خلال عام 2017 وبقيمة 18 ألف جنيه، بهدف زيادة العمالة وفتح مجالات تدريب لسيدات فى أسوان مع إمكانية الحصول على ماكينات تساعد على الغزل والذى يستغرق وقتاً طويلاً فى الإنتاج.
وعلقت: "كان دعم المشروعات مرحلة كبيرة فى حياتى ونقطة تحول"، موضحة أن بداية معرفتها بجهاز المشروعات كان أثناء قيامها بتدريب عدد من السيدات بقرية الأعقاب بمركز أسوان، لمساعدتهن على "فتح بيوت وجلب رزق لهن" وباعتباره عملا إنسانيا فى المقام الأول، وكان هناك تدريب لجهاز تنمية المشروعات وقدمت للحصول على هذا التدريب، حتى تتمكن من الاستفادة به فى مشروعاتها التى ظهرت عليها العشوائية فى بداية الأمر – على حد وصفها - ولم تكن على دراية بمجالات التسويق والبيع والشراء والسعر المقبول ودراسة الجدوى وتكلفة المبيعات ومعرفة الصادر والوارد وغيرها من الموضوعات القانونية والسجل التجارى.
ووصفت السيدة الأسوانية دعم جهاز المشروعات بأنه كان من أجمل التدريبات التى استفادت منها، نظراً لأنه كان على أعلى مستوى، وساعدها فى توثيق مشروعها بعد أن وقفت على أرض ثابتة وابتعدت عن الشراكة وأصبحت سيدة قائدة مشروع وخصصت مكانا بالإيجار لتصنيع منتجات مشروعها ولديها عمالة كثيرة وهناك مركز تدريب مجانى يساعد أسر وربات البيوت على توفير مصدر رزق لهن، ودخلت فى تقنيات الجلود على العرجون، وتسعى لاستكمال أعمالها بتصميم وحدات إضاءة من العرجون حتى يمكن استخدامها فى الكافيتريات والأماكن السياحية والفنادق أمام السائحين بشكل جمالى وبيئى يضفى قيمة عالية أفضل من الديكورات والمصنوعات المستوردة.
وناشدت فاطمة المسئولين عن جهاز تنمية المشروعات، مساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة أو المتوسطة من الناحية التسويقية والوصول إلى المعارض الدولية خارج مصر، قائلةً: "إحنا بنبدأ وبنكافح ولكن بنحتاج تسويق داخل مصر وخارجها، نظراً لثقتنا فى جودة شغلنا" لافتةً إلى أن المعارض بالقاهرة تكلفهم مبلغ 5 آلاف جنيه بخلاف مصروفات السفر والإقامة خلال فترة المعرض.