التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:31 م , بتوقيت القاهرة

يوم فى عربة "أحنا معاك".. نافذة على لحظة بهجة لأطفال الشوارع

أحنا معاك
أحنا معاك

يجلس محمد مع صديقه عبد الله فى الشارع فمنذ تعرفهما على بعضهما نشأت بينهما صداقة قوية.. فكلاهما طفل لم تتخطى أعمارهما الـ14 عام  وهما بحاجة لبعضهما للدفع عن نفسيهما فى الشوارع التى تصبح بلا قانون عندما يصبح الطفل بلا مأوى.

النمو فى العراء ليس سيئاً كما يراه الجميع هذا من وجهة نظر الطفلين المهم أن تجد مكانا آمناً لتنام فيه ويقوم تراكم الأجساد بعملية التدفئة.

تظهر من بعيد سيارة كبيرة يخرج منها عدد من الأشخاص لا يعرف منهم عبدالله احد ولكن أسلوبهم المحبب جعلهم أصدقاء فى لحظات اخبروه انه لا داعى للخوف فلن يرغمه احد على الذهاب لأحد دور الرعاية ولن يعودوا به إلى والده الذى طالما قام باستعمال النار لتأديبه كما أن بالسيارة ألعاب إلكترونية وهى التى يتمكن فيها من هزيمة صديقه فى كرة القدم كما أن هناك العديد من النشاطات الأخرى التى يحبها ويقبل عليها العديد من الأطفال الذين لا مأوى لهم.

يقول عبد الله.. تعرفت على سيارات "أحنا معاك" يوم ما هربت من البيت لان أبويا كان بيضربنى ويلسعنى بالنار وكان بيعامل اخويا الصغير أحسن منى فهربت للشارع من 20 يوم وبروح عربية أطفال بلا مأوى نلعب "بلاي ستيشن" ونرسم ونلون وننفخ بلالين ونلعب ألعاب جميلة.

وعن دخوله أحد دور رعاية الأطفال يقول محمد: هم فى العربية بيقولولى أنى إذا روحت دار لرعاية الأطفال هتعلم وهلعب وكمان ممكن اجي العربية دى يوم فى الأسبوع وأنا بفكر أروح بس مش دلوقتى.

 

وعن النشاط الترفيهى يقول أبو الحسن السيد أخصائي نشاط بسيارة  "حملة إحنا معاك ": فى بداية التعامل مع الأطفال بنبقى بحاجة إلى أننا نجذب انتبهاهم وده بيبقى بالنشاطات الجاذبة زى الألعاب الالكترونية والرسم والتلوين والألعاب التانية اللى بتجذب الأطفال مع وعد إننا مش هنجبرهم على حاجة.

ويضيف أبو الحسن: إحنا بيبقى لينا عدد من الأهداف واحنا بنتعامل مع الأطفال أهمها إننا نحاول نقنعه بالعودة إلى أهله وده بيكون عن طريق أننا نشرح له مخاطر الإقامة فى الشارع وإننا نقدر نحل مشاكله اللى فى البيت.

يواصل أبو الحسن قائلا: إذا لم يقتنع الطفل بالعودة إلى المنزل يكون دورنا أن نحاول إقناعه بدخول أحد دور رعاية الطفل إذا لم يستجيب فلا يكون أمامنا غير عملية تمكينه في الشارع عن طريق إيجاد فرصة عمل وأن نكون مراقبين له طوال الفترة حتى يستقيم تماما ويصبح شخص سوى.

يؤكد إكرامي حسين منسق وحدة شرق القاهرة لأطفال بلا مأوى: إقناع الأطفال بالعودة إلى أسرهم أو دار رعاية مستمر لكن الإحصائيات بهذا الشأن متغيرة لأننا نقابل أطفال في منطقة ومن الممكن إن نراهم في مكان آخر غدا وقد نصل لعدد 8 أشخاص شهريا نقنعهم بدخول دار رعاية الأطفال ولكن أهم من دخول الأطفال دار الرعاية هو استمرارهم فيها فهناك نسبة كبيرة تقوم بالهرب من الدار بعد ذلك.

يضيف إكرامي: لهذا نقوم في البداية بإقناع الطفل بتفاصيل حقيقية وبأنه سيذهب إلى الدار ويجد الأشياء التي نخبره عنها وليس إقناعه عن طريق سرد أشياء خيالية ليذهب للدار فالكذب عليه يؤدى لنتيجة عكسية وهو عدم ثقة الطفل فينا وتركه الدار.

تظل سيارة أطفال بلا مأوى تجوب شوارع القاهرة بحثا عن أطفال الشوارع التى ظلمتهم الأيام ليقفوا بجانبهم لعبور تلك الأزمة ويعودوا رجال صالحين مؤكدين على الشعار الموجود على جوانب السيارة "إحنا معاك".