أم حسن أشهر جزارة فى بلبيس:" مش مهم نخسر بس الغلابة تأكل" (فيديو)
فى مدينة بلبيس بالشرقية، وبالتحديد أمام مسجد سادات قريش، تجد فرش جزارة، وهو من أقدم الجزارات فى المدينة يتوارثه الأبناء عن الأجداد على مدار أكثر من 50 عامًا فى هذا المكان المتخصص فى بيع اللحوم الجملى، والذى تديره حاليا سيدة من الأسرة بعدما خاضت العمل فى المهنة منذ أكثر من 25 عامًا.
بشعار "الأمانة والنظافة والرزق الحلال"، تجد محلا يأتى إليه الزبائن لشراء اللحوم الجملى الطازجة منه، من الحاجة "أم حسن" كما يلقبها الأهالى، والتى تتعامل مع الأسلحة البيضاء فى التقطيع والسلخ بمنتهى المهارة.
"دوت مصر" التقى الجزارة الماهرة والتى قالت إنها تدعى "وفاء مسعد سيخة"، المعروفة بـ"أم حسن" نسبة لأكبر أبنائها، وتقول إنها لم تكن تعرف أى شىء عن مهنة الجزارة، حتى تزوجت من زوجها المعلم أحمد حسن حمادة، مضيفة: بعد زواجى وإنجابى أربعة أبناء حسن وأكرم وهما يعملان بذات المهنة وعبد الرحمن طالب ابتدائى وإيمان متزوجة، توجهت لمساعدة زوجى فى العمل، حتى تعلمت منه أسرار المهنة وأصبحت مهنتى وترك لى هذا الفرش لإدارته بنفسى وتفرغ لمحل آخر.
"الكزلك والمستحد مش لعبة أى حد" كلمات استهلت بها "أم حسن" حديثها عن حياتها كجزارة، التى كانت تقف تقطع اللحوم بمهارة وخفة لافتة الانتباه، وأكدت أن هذه الأسلحة حساسة إذا شعر بخوف أو ارتباك وهى فى يده سيفشل فى المهنة.
وأوضحت أن يومها يبدأ من بعد الفجر، حيث يتوجه الزوج للسلخانة لجلب اللحوم، وتستعد هى لتعليق الذبيحة وبيعها للزبائن، مضيفة أن الزبائن يقصدونها دون الآخرين، لأنها تحرص دائما على الأمانة فى العمل وعدم الغش فى الميزان، ونظافة الفرش، قائلة: "يوميا أغسل البطانات وتنظيفها وأحرص على تغطية اللحوم المعروضة".
وأضافت: فى نهاية اليوم أعود مثل أى مصرية لقيام بمستلزمات المنزل من طبخ وغسل وغيرها، بالإضافة إلى مهارتها فى خياطة الملابس لها ولأبنائها بمعرفتها.
وأشارت إلى أنها فى أيام المواسم والأعياد، تذبح بنفسها وتسلخ، وأن أصحاب الأضاحى يطلبوها بالاسم، نظرا لسرعتها فى السلخ والتشفية والتقطيع، قائلة: "الجمل مش بياخد أكثر من ساعتين فى إيدى".
وبالرغم من أنها تتعامل مع الجمل الذى هو أكثر الحيوانات قوة وصلابة، إلا أنها تؤكد أنها لا تستطع ذبح الأرنب، لأنه يصرخ بطريقة تربكها، لافتة إلى أن اللحوم الجملى هى أكثر أنواع اللحوم أمان للناس فهى لا تحمل أى أمراض أو هرمونات، وأن مدينة بلبيس عرفت منذ قرون ببيع الجملى ويقصدها الكثيرون على مدار التاريخ.
وأوضحت أنها مؤخرا خفضت سعر البيع من 110 إلى 90 جنيها لمحاربة الغلاء، قائلة: "خلى الغلابة تاكل"، فغلاء الأسعار صرف الناس عن شراء اللحوم والزبائن التى كانت تشترى أكثر من كيلو أصبحت تشترى النصف فقط، فغلاء الأسعار أضر بالجميع ونحن كذلك، فالكثيرون يعتقدون أن الجزار يمتلك الكثير باعتبار أن هذه المهنة مربحة، لكنها ليس كذلك تماما، فقد تأثرت الجزارة مثل كل المهن، ولم تعد "تجيب همها" بحسب وصفها.