الشغل مش عيب.. الأسطى زينب تقود توك توك لرعاية أسرتها
"الشغل مش عيب".. كلمة تلخص كفاح " الأسطى زينب"، سيدة من محافظ الشرقية تحدت الظروف والقيود المفروضة على المرأة بالريف، لتعمل سائقا على "توك توك" لرعاية أسرتها بعد فقدان الزوج البصر، وتهديد أبناءها الثلاثة بنفس مصير والدهم بسبب عيب خلقي.
التقي "دوت مصر " بـ" الأسطى زينب"، صاحبة الـ 35 عامًا، و زوجها أحمد حسن، في منزل بسيط يفتقر لأبسط مستلزمات المعيشة بمدينة أبو كبير بالشرقية ليتعرف علي قصتها وتحديها للتقاليد الريفية لحماية أسرتها الإحتياج ومد الأيد.
وقالت "الأسطى زينب"، إن الظروف المعيشية وغلاء الأسعار دفعها للتفكير فى الخروج للعمل بعد فقدان زوجها البصر، خاصة أن معاش التضامن 450 جينهًا ولا يكفي شئ، فأتجهت للعمل في أكثر من محل إلا أن ذاك العمل لا يناسبها لأنه يستغرق فترة تتجاوز الـ 12 ساعة يوميًا، وأطفالهما لا يستطعون الاعتماد علي أنفسهم بسبب ولادتهم بعيب خلقي وهو عدم وجود "نيني" العين مما آثر علي وضوح الرؤية لهم.
وأضافت "الأسطى زينب": "فكرت في العمل بقيادة توك توك بصفته وسيلة مواصلات منتشرة، بجانب أنني أستطيع من خلاله أن أتابع أطفالي بالمنزلي طوال الوقت، وفي البداية عارضت أسرتي الفكرة لكوني أول سيدة تفعل ذلك، إلا أنه لا يوجد حل بديل فاستجرت توك توك، وأصر زوجي أن يرافقني عليه لحمايتي من أي مضايقات سواء من الزبائن أو سائقي توك توك الآخرين من الرافضين فكرة وجود سيدة بينهم.
وعن تفاصيل يومها، تقول: أستيقظ في السادسة صباحا، وأقوم بتحضير الفطار، والاعتناء بالأطفال الثلاثة وتغير ملابسهم، و بعد الفطار أحضر وجبة بسيطة (بطاطس مسلوق، بيض، فول)، وأتركها لأبنائى لتناولها عندما يشعر أحدهم بالجوع خلال فترة غيابي، واستقل التوك توك بصحبة زوجى حتي بعد العصر، وأعود لاستكمال الأعمال المنزلية من طبخ وغسل".
ويقول أحمد حسن، زوج "الأسطى زينب": "لا أترك زوجتي طوال اليوم لحماتيها من أي مضايقات، فنحن مجتمع ريفي لا يرحم".
وعن ظروف مرضه، أكد، أن البداية كانت إصابته بمياه بيضاء علي العين لكنه كان يري الطريق، وأجري عملية لإزالتها، ولكن بسبب الإهمال الطبي تحولت لمياه زرقاء و فقد البصر تمامًا".