حين يتكبل العقل بتفاصيل يومية تمنعه من الابتكار، على صاحبة أن يكسر تلك القيود ليترك مساحة الإبداع بداخله تنطلق، هكذا تحررت أم البنات أمل محمد السيد، الفتاة الصعيدية التى تزوجت والتحقت بالعمل فى كبرى شركات صناعة الأثاث، بعد أن درست فنون العلوم الإدارية عام 89 ثم عملت فى شركة تجهيزات مطابخ وفنادق ومطاعم لأكثر من 12 عاما فى الشركة حتى وصلت لمنصب نائب رئيس مجلس إدارة، حتى جاءت لحظة القرار لتغيير مسارها فى الحياة وتتحول لصانعة مشغولات يدوية بدرجة فنانة، حين أنجبت طفلتين سارة ومودة.

"اليوم السابع" استمع لأم البنات لمعرفة حكايتها والسر وراء تمسكها باسم "أم البنات". فى المجاورة 18 بمدينة العاشر من رمضان، ستستمع من نساء المجاورة، كيف كن ينبهرن بما تصنعه أم البنات بيدها، وكيف كانت كل قطعة من القطع التى تصنعها بها لمسة فنية مختلفة تعكس ثقافتها وعقليتها.

وحين تصل لمنزلها ستعرف من كل ركن فيه كيف تتحول الحياة لمعرض للذكريات يحمل بصمات أم البنات وطفلتيها سارة ومودة، فهنا شتلات زرع وهناك ألعاب البنات.

وفى نهاية المنزل ستأخذك ردهة طويلة إلى غرفة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار فى أربعة متر، مقسومة لنصفين وضعت به ماكينة واحدة، ومخزن للمواد الخام من الخرز والزراير والتطعيمات والجلود والأقمشة.

ترى أم البنات تجلس فى صمت تركز فيما تصنع، وتفتح نافذة الغرفة لتطل على حديقة صغيرة، وتحكى لـ"اليوم السابع"، كيف حولت مسار حياتها بعد أن أنجبت سارة تيمنًا بالسرور، ومودة إيمانا بالحب، قائلة "بحب اسم "أم البنات" وبعتز به رغم أنى صعيدية، لكنى سعيدة ببناتى وفخورة بهما، فسارة تكاد تنتهى من دراسة بكالوريوس الإعلام جامعة عين شمس، ومودة بطلة سباحة وطالبة فى الثانوية العامة الصف الثانى، بناتى على قدر الثقة والمسئولية، واستطعت أنا وأبيهما أن نربيهما على القيم والاحترام فكانتا رحيق الحياة التى نعيشها".

وتتابع أمل: "تركت الوظيفة لأتحرر من أى قيود وأعمل بدماغى، وأخذت كورسات فى الخياطة والمشغولات اليدوية وصناعة الجلود حتى تعرفت بأحد مواقع التسويق الإلكترونى للمشغولات اليدوية برعاية وزارة الاتصالات، وحققت نسبة مبيعات عالية حتى حصلت على لقب أم البنات الأكثر مبيعًا، فالمنتجات يصفها الناس بالذوق العالى والجودة والسعر المناسب، وأعترف أن دراستى للعلوم الإدارية والإدارة فادتنى فى تسويق شغلى، وكان تفكيرى مختلف عن الستات اللى ما اشتغلتش قبل ذلك".

وتؤكد أم البنات أن منتجاتها ينطبق عليها فكرة السهل الممتنع، والإبداع هو أنها تحاول أن يبقى فيه لمسه مختلفة ومميزة، ودائمًا الفكرة الجديدة لا تخرج بسهولة.

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية