"كرسى صالون مذهب" يجلس عليه الحاج "مسعد" مرتديًا جلبابه الأبيض الذى لم تترك به بقع الدماء مساحة كافية لتعرف ملامحه، مسندًا "نبوته" بطريقة تدل على طول عشرتهما معًا، يتابع أحوال الغنم الخاصة به بنظرات تنم عن خبرة طويلة، هذا هو المشهد الذى سيوقفك حينما تطأ قدماك أرض المذبح قبل أيام من قدوم عيد الفطر.

"هاتلى الخروف بتاع بركة مطروح" "خلى بالك عشان ده خروف لبانى مكملش سنة" جمل يطلقها الكهل الستينى، وكأنه "رئيس السجل المدنى" للمواشى، يعرف عمر هذا ومكان نشأة ذاك والعلامة التى يحملها ظهر أكبر الكِباش عمرًا، معلومات من الصعب أن تكون وليدة اللحظة لكنها تحمل خبرة 50 سنة فى تجارة المواشى، مهنته التى ورثها عن أجداده.

العلامة المميزة، العُمر، مكان النشأة، هذه هى أبرز المعلومات التى يحملها السجل الخاص بكل خروف أو عجل، الذى حكى عنه الحاج "مسعد"، لـ "اليوم السابع" وقال"طبعًا كل خروف أو عجل له سجل بيبقى عند الراجل صاحب المزرعة أو الزريبة وبعدين يبقى عندى لحد ما يتباع"، مشيرًا إلى أن "العلامة" وهى أول بيانات السجل "متوارثة" بين العائلات، ولكل عائلة علامة خاصة ولا يمكن لعائلتين أن يضعا نفس العلامة، موضحًا أن أبرز العلامات توضع فى جسم الخروف مثل "منطقة الكلوة، الرأس، الظهر، الخرمة، رقم 8، رقم 111، الجانبين"، مشيرًا إلى أن هذه العلامات كانت توضع قديمًا بمواد مثل "البلاك" ليصعب خروجها من جسم الخروف، أما الآن فيستخدم الـ "إسبراى"

أما الجزء الثانى من البيانات الذى يتعلق بـ "العمر" فقال عنه "الخروف زى الطفل بنعرف عمره من سنانه"مشيرًا إلى أن الأسنان التى تحمل اللون "اللبنى" تدل على صغر عمر الخروف، فى حين أن عدد "8" أسنان فى فم الخروف تدل على كبر سنه ويسمى "كبش"، وأضاف "بنقول على ده صغير كاسر سنتين بس، أو ده قفل خلاص يعنى كبر".

"لكل غنم بركة معينة" هكذا قال الحاج "مسعد" عن "مكان النشأة" الخاص بالغنم، مشيرًا إلى أن مصر بها العديد من البرك الخاصة بالغنم الجيد مثل "مدن الصعيد، مرسى مطروح، الفيوم، الوادى الجديد"، وتابع "انا من نظرة واحدة بعرف الخروف جاى منين، وده من الخبرة والممارسة".

لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية زورا قناة فيديو 7 على الرابط التالى..

https://www.youtube.com/channel/UCbnJMCY2WSvvGdqWrOjo8oQ?disable_polymer=true