التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 03:36 م , بتوقيت القاهرة

خاص| "كل يغني على ليلاه".. "المصلحة" تحكم علاقة إيران بقطر

"قطر فرصة"، هكذا اعتبرت إيران أن أزمة الدوحة الدبلوماسية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تمثل فرصة ذهبية لابد لها من اقتناصها، خاصة وأن الإمارة ارتمت تمامًا في أحضان النظام الإيراني مواصلةً تعنتها إزاء المطالب العربية الرامية إلي كف يدها عن دعم الإرهاب.


وفي ضوء اشتعال أزمة قطر مع محيطها الخليجي والعربي، واستمرار التقارب الإيراني القطري، يرصد "دوت خليج"، من خلال آراء خبراء متخصصين في الشأن الإيراني أبرز جوانب علاقات طهران والدوحة مؤخرا.


علاقة تآمر


يرى الباحث في الشأن الإيراني، عمرو أحمد، خلال تصريحاته لـ "دوت خليج"، أن "علاقة إيران بقطر تقوم على أساس  موقف حكومة طهران المعادي لدول الخليج"، مشيراً إلي أن "تكلفة هذه العلاقة باهظة الثمن بالنسبة للإمارة الخليجية".


وقال إن قطر حاولت خلال الفترة الماضية بالتعاون مع إيران تسييس الحج بالرغم من أن المملكة العربية السعودية قدمت تسهيلات للحجاج القطريين، والتي كان آخرها قرار العاهل السعودي بنقل حجاج الدوحة، مشيرا إلي أن "تميم يسعى إلى اختلاق أزمات وتصديرها للخارج ليرسم للعالم صورة كاذبة عن كونه ضحية وليس له علاقة بدعم الإرهاب".


وأوضح الباحث في الشأن الإيراني أن "علاقة الدوحة بطهران يمكن ادراجها تحت مسمي "علاقة مؤامرات"، وليس تعاون بين بلدين، لافتا إلى وجود نقاط اتفاق بين النظامين الحاكمين تتمثل في دعم الإرهاب بالمنطقة والتدخل في شؤون الدول العربية.


نفوذ إيراني


يبدو أن قطر لم تدرك بعد خطورة تقاربها مع إيران، في ظل تصاعد نفوذها داخل بعض العواصم العربية.


وفي هذا الإطار قال أحمد فاروق الباحث لدى مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، إن "إيران سارعت منذ بداية الأزمة نحو التقارب مع قطر"، مضيفًا أن "طهران تعتبر الدوحة استثمار قصير المدى ترغب في جذبه لأنها تدرك جيدًا أن ابتعاد قطر عن محيطها العربي لن يدوم طويلًا ومهما طال فستعود إلى مجلس التعاون الخليجي".


وأضاف فاروق أن "التقارب الإيراني القطري يضم أيضًا تفاهمات حول الأوضاع في المنطقة وخاصة في الملف السوري؛ إذ يسمح الدعم الإيراني امتلاك أداة ضغط للدخول في مفاوضات مع قطر بشأن سوريا، وإعادة ترتيب الأوراق هناك بما يحقق أهداف طهران في دمشق".


وأكد أن "طهران تركز على تصدير المنتجات الغذائية التي تحتاجها الدوحة بشكل أساسي خلال الفترة الحالية، لتضمن سيولة مالية لديها، منوهًا إلي عدم توقيع  الجانبين أي اتفاقيات أو مذكرات تعاون سواء طويلة أو قصيرة الأمد".


واختتم الباحث في الشأن الإيراني تصريحاته مع "دوت خليج" بقوله "تعتبر الوزارات الاقتصادية الإيرانية هي الفاعل الرئيسي في العلاقات مع قطر، بجانب الخارجية وهذا ظاهريًا بالتأكيد، لكن تدخل المؤسسات الأمنية في إيران بشكل أو بآخر في هذه الأزمة جانب لا يمكن إغفاله، بسبب موقع قطر بالنسبة للسعودية وفي ظل قطع العلاقات بين الرياض وطهران".


متغيرات


بدوره أوضح  الدكتور فتحي المراغي أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، أن "العلاقة بين قطر وإيران مؤخرًا تمر بعدة متغيرات، يمثل المتغير الأول مقاطعة الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، مشيرًا إلي "ارتباط الإمارة الخليجية بالواردات الإيرانية من مواد غذائية ومواد بناء تحتاجها لاستكمال المنشآت الرياضية والخدمية الخاصة باستضافة كأس العالم".


وتابع "بالفعل تم إنشاء خط ملاحي منتظم من بندر عباس إلى الدوحة، واستقدام المهندسين والتقنيين الايرانيين إلى قطر، معلنًا عن توارد أنباء تفيد بقدوم وحدات من الحرس الثوري إلى الأراضي القطرية في ظل تزايد أعداد الجنود الأتراك في القاعدة العسكرية التركية".


واختتم المراغي تصريحاته مع "دوت خليج"، قائلًا: "أصبح هناك نوع من التنافس الإيراني التركي على زيادة النفوذ في قطر، مؤكدًا أن آخر صمام أمان لدى الدوحة للحيلولة دون ابتلاع إيران لها هو وجود القاعدة الامريكية على أراضيها، مضيفًا بأنه في حال نقلها خارج أراضي الإمارة من الممكن أن يحدث سيطرة إيرانية كاملة على قطر".


اقرأ أيضًا


إيران الرابح الأكبر من أزمة قطر.. تعرف على السبب


خاص| باحث في الشأن الإيراني: تسهيلات إيران لقطر "باهظة الثمن"


هل تكون قطر هي الحل لأزمة البطالة الإيرانية؟