التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 05:28 م , بتوقيت القاهرة

خاص| باحث في الشأن الإيراني: تسهيلات إيران لقطر "باهظة الثمن"

أزمة الدوحة كانت بمثابة الطبق الفضي للغذاء والسلع الإيرانية، وشيئًا فشيئًا ازداد تدفق سفن الشحن الإيرانية على موانئ قطر، وظهرت الشاحنات في شوارعها، إلى أن وصل الأمر إلى اتفاق ثلاثي بين أنقرة وطهران والدوحة لإنشاء طريق بري عبر إيران لإيصال المساعدات التركية إلى قطر، وانتهاءً بالإعلان عن إقامة معارض إيرانية للسلع الغذائية في الأسواق القطرية الشهر المقبل.


ولذا حرص "دوت خليج" على التواصل مع الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، يوسف بدر، لتحليل موقف إيران مع قطر، خاصة في الجانب الاقتصادي بعد اندلاع أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وإليكم نص الحوار...


إيران أعلنت عن إقامة معارض للسلع الغذائية في قطر الشهر المقبل، في ضوء هذا ما توقعاتك للدعم الإيراني المتدفق على الدوحة؟


طهران لا تقدم للدوحة دعمًا، إنما تسهيلات، وهذا يجعل الفاتورة القطرية باهظة الثمن لأنها لا تأخذ شيئًا مجانيًا، وهذا يعني ارتفاع أسعار بعض السلع التي كانت تأتي من بلدان قريبة مثل السعودية والإمارات أو عبر الطرق البرية، فتغير مسار وطريقة النقل يؤثر على الأسعار.


ولذلك، لا نسميه دعم، إنما الدوحة وجدت في إيران منفذًا بديلًا للمنافذ المجاورة في دول المقاطعة. ولا يمكن الرهان كثيرًا على البضائع الإيرانية؛ فهناك معايير جودة وذائقة مجتمع وإلا ما كانت قطر تذهب بعيدًا إلى البضائع التركية.


ولا ننسى أن إيران لا تريد أن تكسب قطر على حساب مصالح أكبر مع بلد مثل الإمارات، فقطر ليس بالسوق المهم بالنسبة لايران، ولا حتى ضمن أولويات جدول أعمالها الخارجية.


إلي أي مدى من الممكن أن تكون أزمة قطر حلًا سحريًا للأزمات الاقتصادية في إيران مثل مشكلة التضخم، وارتفاع نسبة البطالة خاصة بين الشباب؟


السوق القطرية ليست بالحل النهائي، لأنها ليست سوقًا كبيرًا؛ الأمر مرهون بعدد السكان الكبير وحجم الاستهلاك الضخم والأسواق الترانزيت، وهذا لا يتوفر في قطر، إيران تجد أزمة قطر فرصة أمثل للمنتجات الزراعية الخاصة بالمحافظات الجنوبية، لاسيما بعد تضرر صادراتها الزراعية لدول مثل الإمارات والسعودية.


لكن حتى الآن الأمر لم يفرز حلًا يوصف بالكبير لمشكلات إيران الاقتصادية، الأمر نسبي ومؤقت، لكن بلاشك يشجع على تعزيز علاقات تجارية وشراكات بين الإيرانيين والقطريين أكثر، في ظل حاجة الدوحة للتصدي للمقاطعة. ولا ننسى أن قطر كانت قبل الأزمة سوقًا للحاصلات الزراعية الإيرانية، بل طمحت قطر إلى الاستثمار في المزارع الإيرانية في مرحلة حكومة أحمدي نجاد الأولى.


هل من الممكن أن نشهد إنشاء تحالف اقتصادي بين قطر وإيران خلال الفترة المقبلة، وفي حال ذلك هل من الوارد دخول أنقرة كطرف ثالث وأطراف أخرى؟


بالطبع تتعامل تركيا مع دول المنطقة بصورة براجماتية فجة، ولذلك نجدها تتقارب مع طهران بشكل كبير من أجل الاستثمار في أزمة قطر، وزير التجارة التركي هو من حضر مراسم تحليف روحاني من أجل التشاور مع نظيره الإيراني، وثمار ذلك وصول البضائع التركية إلى إيران بريًا، ومن ثم تصل إلى الدوحة عبر الموانئ الإيرانية لاسيما تشابهار وبندر عباس. وهذا بالطبع يوفر الكثير من المال والوقت مما يخفف من ارتفاع أسعار السلع في السوق القطرية.


فكرة وجود تحالف ممكن، لكن يجب ألا ننسى أن قطر ليست دولة متعددة الإنتاج مثل روسيا، ولذلك هذا التحالف سيكون في قطاعات محددة وعلى الأدق في مجال الطاقة، وهذا مستبعد حاليًا في ظل تنافس البلدين في هذا المجال، لكن بأي حال، لقد تشكل بالفعل محور ثلاثي بين قطر وإيران وتركيا، تكون إيران فيه همزة وصل بين الطرفين الآخرين.


هل من الممكن أن يساهم الدعم الاقتصادي الإيراني للدوحة في مشكلة في القريب بالنسبة للمخزون السلعي في الداخل الإيراني؟


لا لن يشكل مشكلة، لأن الدوحة ليست سوقًا ضخمًا يمتص المخزون الايراني، والإيرانيون ليس من السهل أن يفرطوا في مخزون استراتيجي.


اقرأ أيضًا:


ارتفاع أسعار الغذاء في قطر.. والقطاع العقاري يعاني


إيران الرابح الأكبر من أزمة قطر.. تعرف على السبب


هل تكون قطر هي الحل لأزمة البطالة الإيرانية؟


إيران تدرس نوعية صادرات قطر في "لجان متخصصة"