شيوخ في خدمة قطر.. تعرف عليهم
تفتح الأزمة القطرية مع جيرانها من دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، المجال للحديث عن شيوخ أكلوا على موائد الدوحة، وأدلوا بفتاواهم التي تدعم الأفكار الإرهابية، على مدار السنوات الأخيرة، وخاصة منذ أحداث الربيع العربي. كثيرًا منهم لهم مواقف مؤيدة وداعمة للأمير القطري، الشيخ تميم بن حمد، وحكومته، وخلال أزمته الأخيرة، أبدى البعض دفاعه وتعاطفه معه، فيما التزم البعض الآخر الصمت في ظل التصعيد الخليجي تجاه قطر، ما يعكس مؤشرات بنهاية وشيكة لـ"تميم".
ويرصد "دوت خليج" أبرز هؤلاء الشيوخ الخليجيون، والذين يعرفوا في الأوساط الخليجية بـشيوخ الفتنة" و"شيوخ التحريض"، وهم:
القره داغي
الشيخ علي محيي الدين القره داغى، الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دافع عن الدور التآمري الذي تلعبه قطر في المنطقة العربية، زاعمًا أن الدوحة تتعرض لما أسماها حملة إعلامية.
وقال "القره داغى" في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للإتحاد، إن قطر لها مواقف مشرفة مع القضية الفلسطينية ووحدة السودان واليمن، متناسيًا العلاقات القطرية الإسرائيلية، ودعم الفصائل المسلحة في السودان، فضلًا عن إقامة علاقات قوية مع إيران، التي تدعم الحوثيين الانفصاليين في اليمن.
وذكر أن عذاب الذين يعملون بوسائل إعلامية تعمل على نشر الشائعات، لهم عذاب أليم، ومضى قائلًا : "الحكم الشرعي في حد القذف هو الجلد 80 جلدة، ولا يقبل منهم شهادة، وفي حالة إحداث الفتنة يصل الحكم الشرعي في بعض الأحيان إلى القتل.
ودعا الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى تعويض قطر عن الأضرار التي طالتها بسبب ما يراه حملة إعلامية موجهة ضدها.
وطالب الدوحة برفع قضية في المحكمة الدولية، داعيًا المستشارين في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببحث القضية من الناحية القانونية والشرعية.
محمد العريفي
أحد المقربين من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثان، وظهر على مأدبة للإفطار أقامها "تميم" في عام 2015، جمعت عدد من الشيوخ والدعاة، ممن يعرفوا في الخليج بـ"دعاة الفتنة" و"شيوخ التحريض"، حيث نشرت مجلة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية صورًا لها، ظهر من خلالها "العريفي"، والداعية يوسف القرضاوي، والشيخ ناصر العمر.
كما يعرف بفتاواه وتصريحاته الداعمة لجماعة "الإخوان" الإرهابية، وسياسات دولة قطر وأميرها تميم بن حمد. وفي وقت سابق قام بدعوة الشباب العربي للإنضمام إلى الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا، وإلى تنظيم القاعدة الإرهابي بحجة ما يره جهادًا. والجدير بالذكر إلى عدد من الدول العربية على مدار العام الماضي منعته من دخول أراضيها، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، والتي اتهمته بدعم الجماعات المتشددة.
يوسف القرضاوي
الأب الروحي لكل أمراء وحكام قطر، وهو المشرعن الأكبر للجماعات الإرهابية، ويعد الأقدم حضورًا والأكثر تأثيرًا في أوساط النخب السياسية القطرية الحاكمة.
وفد القرضاوي إلى قطر ضمن موجة النزوح الإخوانية إلى دول الخليج في عام 1961، ليحصل لاحقًا على الجنسية القطرية.
وقال القرضاوي في مذكراته التي نشرها على صفحته الإليكترونية، متناولًا نشاطه في قطر: "منذ أول خطاب ألقيته في المدرسة الثانوية بمناسبة انفصال سوريا عن مصر، وكان هذا الخطاب ذا طابع سياسي، كما كان درس جامع الشيوخ ذا طابع ديني، عرف أهل قطر شيئًا عن هذا القادم الجديد، وبعد فترة قليلة دعاني الشيخ ابن تركي إلى إحياء ذكرى الإسراء والمعراج في المدرسة الثانوية، كلما جاءت مناسبة دينية أو وطنية أو اجتماعية دعيت إلى المشاركة فيها". وبعد أعوام دعا إخوانه، ووفر لهم فرص عمل، وتغلغلوا في المجتمع القطري ليسيطروا عليه بعد ذلك.
سلمان العودة ابن "السرورية"
وأشار موقع "العربية.نت" منذ أيام، أنه نتيجة للمتغيرات والمعطيات السياسية في المنطقة، وبالأخص منذ أحدث ثورات الربيع العربي؛ فإن التيار السروري اقترب إلى الفكر الإخواني، بشكل كبير، وأن سلمان العودة هو أحد أبرز الأمثلة على ذلك، فهو أحد تلامذة محمد سرور، وقال عنه القرضاوي في لقاء اعلامي له: "من أقرب أحبائي ويعتبرونه على منهج القرضاوي".
الشيخ محمد سرور كان انشق عن الإخوان، وتجول بين العديد من الدول العربية والأجنبية، ثم حل في قطر نهاية المطاف خلال 2013، واستقر في الدوحة، بعد أن قدم من الأردن وبترحيب كبير استقبله المسؤولين القطريين.
لم يكن استقرار سرور في الدوحة وبصفة دائمة في السنوات الـ3 الأخيرة فقط من حياته، حيث وفاته في عام 2016؛ ليكون عائقًا أمام تمدد تياره وترسيخ أركان مدرسته في قطر، وإنما على العكس من ذلك، ظل دور وتأثير سرور في قطر من خلال زياراته المتكررة، وذلك منذ مطلع السبعينيات، استطاع خلالها بناء قاعدة شعبية عريضة لتياره ومدرسته السرورية بين أوساط المتجمع القطري.
ناصر العمر
بحسب التقارير الإعلامية، فإن قطر دعمت العمر بمبلغ 40 مليون دولار لتوسيع دائرة نفوذها داخل السلطة الدينية. ويتردد كثيرًا على الدوحة، حيث زارها 3 مرات في عام 2009، وجلس مع مستشار أمير، عزمي بشاره، وطب منه العمر، أن يعطي قناة الجزيرة زخمًا دينيًا، وقام بالمدح والثناء في حق الدوحة، ثم اتهم قناة العربية باليهودية والعبرية.