للمرة الثانية خلال أسبوع، تأتي تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتؤكد على علاقته الوثيقة مع إيران، ضاربًا علاقته مع الأشقاء ولاسيما من دول مجلس التعاون الخليجي، عرض الحائط.

وقال مساء الثلاثاء: "ليس من الجيد التصعيد مع إيران"، مؤكدًا أن قطر تحتفظ بعلاقات قوية معها، وأن طهران ضمانة الإستقرار في المنطقة، واصفًا "حزب الله" بأنه حزبًا للمقاومة.

وكان في مساء الأحد فور عودته من "قمة الرياض"، قد بعث ببرقية تهنئة للرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث فوزه بالرئاسة الإيرانية، الجمعة الماضية.

أقرأ أيضًا:

"تميم" يعاند قمة الرياض ويهنئ "روحاني" 

هذا إلى جانب تأكيد "تميم" عبر تصريحاته التي تم تداولها على نطاق واسع خليجيًا، على تواصله المستمر مع إسرائيل، إضافة إلى إعلانه أن قاعدة "العديد" الأمريكية الكائنة في المحيط القطري، لها دور أساسي ألا وهو حماية قطر من أطماع الدول المجاورة، على حد قوله.

جميع المراقبين والمتابعين السياسيين أكدوا على تجاهل غالبية قادة العرب للأمير القطري أثناء تواجده في القمة العربية الإسلامية الأمريكية "قمة الرياض"، التي عقدت الأحد الماضي، بمشاركة أكثر من 50 دولة إسلامية؛ فحكومته أصبحت الراعي الرئيسي للإرهاب في المنطقة؛ بل العالم، وهو ما انعكس على مدار الشهور الماضية عبر عدد من التقارير والمقالات التي تم نشرها في صحف مختلفة سواء عربية أو عالمية، جاء آخرها أول أمس، عبر موقع "فورين بوليسي" للكاتب، جون هانا، بعنوان "على قطر أن تقوم بواجبتها"؛ والذي قال فيه: "ان لائحة الاتهامات الموجهة ضد قطر طويلة لدرجة أنه لا يمكن إعادة سردها على نحو مختصر في هذا المقال"، مع الإشارة لبعض الأمثلة الخاصة بتورط قطر في دعم الإرهاب في ليبيا وسوريا، وغيرهما، إلى جانب ممارسات وسائل إعلامها التحريضية، وفي مقدمتها "الجزيرة"، إضافة إلى حديثه عن الداعية الهارب من أحكام القضاء المصري، والذي يقطن قطر، يوسف القرضاوي.

وحاولت الأذرع الإعلامية القطرية احتواء الأزمة التي تسببت بها تصريحات "تميم"، مرجعة الأمر إلى "هاكرز" قام بإختراق الوكالة القطرية، ما تسبب في انتشارها، ذلك الأمر الذي لم تتقبله الصحف العربية ولاسيما الخليجية، مؤكدة أن تلك التصريحات انتشرت على منصات الإعلام القطرية كافة، وأن قصة الإختراق ما هى إلا حجة من المنصات الإعلامية القطرية، بعد ما تسببت به تلك التصريحات من حالة غضب خاصة في منطقة الخليج.

يذكر أن ردود أفعال خليجية غاضبة انطلقت عبر موقع "تويتر"، منذ مساء أمس الثلاثاء، فور نشر وكالة الأنباء القطرية لتصريحات الأمير تميم، والتي أكد فيها على العلاقات الوطيدة مع إيران، وإسرائيل، وأن قاعدة "العديد" العسكرية، تحمي بلاده من أطماع دول مجاورة.