التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:34 ص , بتوقيت القاهرة

هل زيارة «بومبيو» للسعودية عاكسة لسياسات «ترامب» تجاه إيران ؟

مايك بومبيو
مايك بومبيو

يبدو أن القلق الناجم عن النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط هو بمثابة أولوية قصوى لوزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في الجولة الخارجية الأولى التي بدأها بعد ساعات من التصديق على ترشيحه للمنصب من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو الأمر الذي بدا واضحا في المحادثات التي أجراها مع مسؤولي حلف شمال الأطلسي في المحطة الأولى من تلك الجولة.

بومبيو بدأ جولته الخارجية الأولى بزيارة إلى مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وستشمل أيضا المملكة العربية السعودية، وإسرائيل، ليختتمها في النهاية بزيارة إلى الأردن، وهو الأمر الذي يعكس أولويات الدبلوماسية الأمريكية في المرحلة المقبلة.

تحذير صريح

ففي خلال زيارته إلى الناتو، بدا وزير الخارجية الأمريكي حريصا على تقديم تحذير صريح لقادة التحالف جراء النفوذ الإيراني المتنامي في المرحلة الحالية في الشرق الأوسط، والدور الذي تلعبه طهران، والذي يساهم بصورة كبيرة في زعزعة أمن واستقرار المنطقة بشكل عام، بالإضافة إلى تهديد المصالح الأمريكية والغربية بشكل مباشر.

الرسالة التي قدمها بومبيو إلى قادة الناتو حول خطورة الدور الإيراني تعكس جليا أن هناك إدراك للمخاطر التي تمثلها طهران، وبالتالي الحاجة إلى مجابهتها بشكل جماعي، من خلال الناتو، في ضوء توافق القوى الرئيسية في التحالف حول ضرورة مجابهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي بدا واضحا في المواقف التي أعلنتها دول أخرى على رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

دعم أمريكي للسعودية

إلا أن رسالة بومبيو للناتو ليست المؤشر الوحيد على أن إيران ستكون أولوية الإدارة في المرحلة المقبلة، حيث أن المحطة الثانية من جولة بومبيو الخارجية الأولى، سوف تكون إلى المملكة العربية السعودية، والتي تعد الخصم الإقليمي الأول لطهران، وأكثر الدول التي تعاني جراء تنامي الدور الإيراني وزيادة التهديدات الناجمة عنه في المرحلة الراهنة.

ولعل زيارة بومبيو للسعودية، لتصبح أول دولة يزورها بعد توليه منصب وزير الخارجية بعد الناتو، تمثل دعما كبيرا للدور السعودي، باعتبارها أحد الدول الفاعلة في الشرق الأوسط، وهو ما يعكس مواصلة الولايات المتحدة لدورها الداعم للسعودية، خاصة في مواجهة النفوذ الإيراني وهو الأمر الذي بدا واضحا منذ بداية حقبة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث كان حريصا على زيارة المملكة في أول زيارة خارجية بعد توليه منصبه.

محور رئيسي

وكان التعاون السعودي الأمريكي لمواجهة الخطر الإيراني أحد المحاور الرئيسية في اللقاءات التي عقدها ترامب في السعودية في مايو الماضي، وكان أحد أهم النتائج التي توصلت إليها القمة الأمريكية الإسلامية التي حضرها الرئيس ترامب في العاصمة السعودية الرياض خلال الزيارة ذاتها.

وربما كانت التغييرات التي شهدتها الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمنصب وزير الخارجية، تمثل انعكاسا صريحا لتوجهات ترامب المتشددة تجاه طهران، حيث عرف عن بومبيو موقفه المتشدد تجاه طهران، بينما كان وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون أكثر مهادنة، خاصة في التصريحات التي أدلى بها حول الاتفاق النووي الإيراني.