"نيويورك تايمز" تفضح تفاصيل أموال قطرية بملايين الدولارات لدعم الإرهاب
"لن ننسى".. عبارة دائمًا ما نراها ونسمعها لمن له حقّ أو ثأر ويُقسم أنه لن يتركه، وهو لسان حال الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب وغيرها من الشعوب التي تأذت كثيرًا وطويلًا من ممارسات وانتهاكات تنظيم الحمدين – حكومة قطر -، حيث دعم وتمويل الإرهاب، وما ترتب على ذلك الأمر من سقوط العديد من الشهداء والضحايا على مدار سنوات طويلة.
لقد حاول النظام القطري منذ إعلان دول الرباعي العربي مقاطعة قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي، جراء تهديد ممارساتها وسياساتها للأمن القومي وإستقرار المنطقة بشكل عام، أن ينفي علاقاته بالجماعات والعناصر الإرهابية، التي زُرعت كوكلاء قطريين في عدد من دول المنطقة للعمل على تدميرها، مدعيًا أن ما يوجه لها من اتهامات هو أمر مفبرك وغير صحيح، ومن ثم توجه إلى الغرب محاولًا كسب التأييد الدولي لمواجهة أشقاؤه من الدول العربية، ومتجاهلًا دور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والوساطة الكويتية.
وعلى الرغم مما دفعه تنظيم الحمدين لتمويل حملات دعائية في الخارج لتحسين الصورة الذهنية للدوحة أمام الرأى العام الغربي، إلا أنه يبدو أن هناك بعض الأقلام في عدد من أشهر وأكبر الصحف العالمية، التي تأبى أن تنحاز للباطل، وتعمل على كشف الوجه الحقيقي لحكومة قطر الحمدين.
أكبر فدية لصالح الجماعات الإرهابية
وجاء تحقيق للكاتب روبرت إف وورث، الأربعاء، في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، والمعروف بنبذه للطائفية، ليؤكد عما جاء سابقًا وبعد شهر من إعلان الرباعي العربي مقاطعة قطر، عبر صحيفة "فايننشيال تايمز" حول دفع قطر مبالغ طائلة لجماعات إسلامية في سوريا ذهبت في معظمها إلى جماعة فتح الشام المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في مقابل إطلاق سراح 50 مسلحًا شيعيًا كانوا تحت سيطرتهم، إلى جانب تقديم قطر لفدية تقدر بملايين الدولارات لتحرير رهائن قطريين، تضمنوا أفرادًا من أسرة "آل ثاني" كانوا في رحلة لصيد الصقور، وتم اختطافهم في العراق.
توافق قطري إيراني
وكشف "وورث" عبر شهادات موثقة عن محاولة قطر إدخال 360 مليون دولار في حقائب سوداء، عبر طيرانها إلى مطار بغداد، إلى جانب الاتصالات القطرية التي تمت مع الجماعات الإرهابية وتمويلها لهم بمئات الملايين من الدولارات، والتي ذهبت تحديدًا إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وجبهة النصرة.
كما أفاد بذهاب قطر إلى أبعد الحدود من أجل إطلاق سراح الرهائن، وذلك عبر موافقتها على خطة إيرانية تتضمن نقل قسري ومميت للسكان في سوريا حسب اتفاق البلدات الأربع، ما يعكس دور قطر الرئيسي في التطهير العرقي الذي شهدته سوريا بالتعاون مع حزب الله وإيران.
وطالب من خلال تحقيقه بالصحيفة الأمريكية، تنظيم الحمدين بضرورة كشف الحقائق حول المبالغ التي دفعتها لتمويل جماعات إرهابية، مثل حزب الله وجبهة النصرة.
أكاذيب قطرية
الجدير بالذكر أن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، كان قد استمر في ادعاءاته، حول أمر أكبر فدية في التاريخ لتحرير رهائن، وتحفظ في تصريحات إعلامية في إبريل من العام الماضي، على إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، تحفظ بغداد على أموال قطرية وجهت إلى الأشخاص الذين اختطفوا الصيادين القطريين في العراق، مُشيرًا إلى أنه لم يكن موافقًا على منح تأشيرات دخول للصيادين القطريين الذين تم اختطافهم في العراق، موضحًا أن مئات الملايين من الدولارات التي حملها الوفد القطري إلى بلاده، كفدية لإطلاق سراح المختطفين، لم تذهب إلى خاطفيهم، وإنما لمجموعات مسلحة، الأمر الذي وصفه في ذاك الوقت بـ"غير المقبول".
وكانت مصادر قطرية رفضت الإفصاح عن هويتها، قد أكدت على أن الدوحة تعاونت مع حزب الله اللبناني، لإسترجاع مختطفيها، وأن الأمر كان ضمن صفقة عملت عليها الحكومة القطرية خلال فترة طويلة، ودون تنسيق مع الحكومة العراقية. وأيد السفير العراقي لدى القاهرة، حبيب هادي الصدر، ما جاء به "العبادي" في تصريحات صحفية، قائلًا: "الأموال كانت بقدر كبير جدًا يخالف التعليمات والقوانين العراقية مثلها مثل أى دولة".
قطر تبدد أموالها
تحقيق "نيويورك تايمز" أكد على كثير من السلبيات في السياسات القطرية، فقد تناول عبر سطوره مراحل التطور القطري من الجوع إلى الثراء خلال عقود ثلاثة، بينما أصبح الآن، السفه في تبذير الأموال يمينًا ويسارًا على حسب الأهواء، سمة مسيطرة على القطريين.
كما أشار إلى شغف القطريين بالصيد - الصقارة – إلى الدرجة التي تجعلهم لا يهتمون بالمخاطر التي يمكن أن يواجهونها، من أجل تحقيق تك الشهوة، فهى تمثل لهم علاج أزمة النفط في الخليج، كما يمكن أن يُمثل تدريب الطير مغامرة فردية لديهم، تفرض قدرًا من الإنضباط الذاتي الذي ينقص حياة الرجال هذه الأيام في قطر، لافتًا إلى أن "الصقارة" تسبب الإدمان مثل المخدرات، وذلك على حد تعبير الصحيفة الأمريكية .
شهوة "الصقارة"
ويتسق ذلك الأمر مع ما كشفت عنه صحيفة "باكستان تريبيون" في يناير الماضي، حول إصدار الحكومة الفيدرالية في باكستان تصاريح استثنائية لأمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، و8 من أفراد أسرته لصيد طيور الحباري، على الرغم من أنها تحظى بحماية من قبل المظمات الدولية المهتمة بشؤون البيئة، نظرًا لتضاؤل أعدادها ما يهددها بالإنقراض. ويُعد طائر الحباري أحد أنواع الطيور الضغيرة الحجم، والشديدة السرعة، والتي تُعرف لحومها بقدرتها على تحفيز الرغبة الجنسية، ما يدفع إلى زيادة رغبة الأثرياء في صيدها.
"تيلرسون" الحليف
وتزامنًا مع إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون، وتعيين مدير وكالة الإستخبارات الأمريكية CIA، مايك بومبيو خلفًا له، جاء خلال تحقيق "وورث" التأكيد على علاقات "تليرسون" الوطيدة بقطر، ورغبته في حل أزمتها، على الرغم من دعمها وتمويلها للإرهاب، في حين أن "ترامب" كان مؤيدًا لموقف الرباعي العربي منذ البداية، وهو ما بدا خلال قمة الرياض في مايو من العام الماضي، والتوافق على مخرجاتها بضرورة التصدي للإرهاب في المنطقة وحول العالم.
اقرأ أيضًا..
انتهاكا لقانون الطبيعة.. لماذا يصطاد حمد بن خليفة فياجرا الأثرياء؟
«فدية العائلة الحاكمة».. سر مقاطعة الدول العربية لقطر في هذا التوقيت