بعد تعيين بومبيو.. العلاقات التركية الأمريكية في خطر لهذه الأسباب
حالة من القلق والترقب باتت تهيمن على مثلث الشر في منطقة الشرق الأوسط، والذي يشمل قطر وتركيا وإيران، جراء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون أمس الثلاثاء، خاصة وأن المسئول الأمريكي السابق كان بمثابة الداعم الوحيد للدول الثلاثة داخل أروقة الإدارة الأمريكية، وهو الأمر الذي أظهر حالة من الانقسام الأمريكي تجاه العديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط، لعل أبرزها الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة إلى أزمة قطر.
إلا أن مشهد القلق لدى الدول الثلاثة، خاصة تركيا، لم يقتصر على مجرد إقالة تيلرسون، وإنما امتد إلى اختيار مايك بومبيو ليكون خليفته في وزارة الخارجية الأمريكية، خاصة وأن هذا الاختيار ربما يأتي ليعطي مؤشر جديد عن توجهات إدارة ترامب في المرحلة المقبلة، في ضوء المواقف التي يتبناها الرجل تجاه القضايا المثارة في المرحلة الراهنة، والمرتبطة بالدور الذي تلعبه كافة القوى الإقليمية.
ولعل التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية تركيا مولود شاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، حول احتمالات تأجيل المحادثات المقررة بين واشنطن وأنقرة، والمقررة في 19 مارس الجاري، دليلا دامغا على حالة القلق التي تهيمن على دوائر الدبلوماسية التركية في ضوء الخلافات الكبيرة بين الإدارة التركية والمسئول الأمريكي الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات الأمريكية منذ وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض في بداية العام الماضي.
موقف عدائي
بومبيو يحمل موقفا عدائيا تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ سنوات، حيث سبق له وأن وصف النظام الحاكم في كلا من تركيا وإيران بالأنظمة الديكتاتورية الفاشية، وهو الأمر الذي يعطي انطباعا مبدئيا أن العلاقة مع تركيا في ظل قيادة الرجل للمؤسسة الدبلوماسية الأمريكية سوف تنتظرها العديد من التحديات
أكراد سوريا
الموقف من أكراد سوريا هو أحد أبرز النقاط الخلافية، بين تركيا والولايات المتحدة، إلا أن تعيين بومبيو في منصب وزير الخارجية، يعكس نية أمريكية لمواصلة دعم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، رغم التحفظات التركية، حيث أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد هو أكثر المؤيدين لدور الميليشيات الكردية في دحض تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما قد يساهم بصورة كبيرة في تفاقم حالة التوتر بين البلدين في المرحلة المقبلة.
فتح الله جولن
يعد ملف تسليم فتح الله جولن هو أحد القضايا التي ناقشها بومبيو مع المسئولين الأتراك خلال زيارته لأنقرة في العام الماضي، بحسب ما ذكرت العديد من التقارير الصحفية، حيث أكدت أن بومبيو أكد رفضه التام لتسليم المعارض التركي، والذي تتهمه أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب على أردوغان في 2015، وهو ما ساهم في توتر العلاقات، إلا أن زيارة تيلرسون في فبراير الماضي إلى تركيا ساهمت في احتواء الأمر بصورة كبيرة، وبالتالي فإن قرار إقالة تيلرسون ربما أعاد الأمور إلى المربع الأول.
الموقف من إيران
العلاقات التركية الإيرانية تثير حفيظة بومبيو، والمعروف بعدائه المعلن تجاه إيران، وبالتالي فإن الأمور مرشحة للتفاقم بدرجة كبيرة خاصة إذا ما أقدمت إدارة ترامب على إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، في ضوء تأييد الوزير الجديد لهذه الخطوة التي سبق وأن هدد ترامب باتخاذها في مناسبات عدة.
التحالف مع روسيا
وزير الخارجية الأمريكي الجديد يحمل مواقف معادية تجاه روسيا، وبالتالي فإن التقارب بين تركيا وروسيا خاصة في ضوء تحالفهما العسكري في عفرين يثير قلق الولايات المتحدة بصورة كبيرة.