رغم رفضه الاتفاق مع إيران.. هل يكرر ترامب صفقة أوباما مع كوريا الشمالية؟
في الوقت الذي أبدى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتراضه على الاتفاق النووي الذي عقدته الإدارة الأمريكية السابقة مع إيران، يرى الكثير من المحللين أن الولايات المتحدة في طريقها نحو إبرام اتفاق مماثل مع كوريا الشمالية، بهدف الحد من التهديد الذي يمثله نظام كوريا الشمالية، في ضوء موافقة الرئيس الأمريكي على دعوة نظيره الكوري الشمالي لعقد لقاء فيما بينهما.
وعلى الرغم من حالة التلاسن التي طغت على المشهد الدولي بين الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، والتي أظهر فيها الرئيس الأمريكي حالة من التشدد الواضح في التعامل مع ملف كوريا الشمالية، إلا أن الإدارة الأمريكية سارعت للإعراب عن قبولها لدعوة التفاوض التي أطلقها نظام كوريا الشمالية، وهو ما يعكس استعداد الولايات المتحدة للوصول إلى صيغة توافقية معها في الوقت الراهن.
ميزة كبيرة
الطرح الذي تقدمت به كوريا الشمالية حول الحوار مع ترامب يبدو مثيرا للجدل في ظل تصريحات سابقة للرئيس الكوري الشمالي بعدم التخلي عن برنامج الأسلحة النووية، في ظل وجود تهديدات لنظامه، في إشاره إلى التواجد الأمريكي في كوريا الجنوبية، في الوقت الذي أعلنت فيه الإدارة الأمريكية أنه مسألة حماية الحلفاء في كوريا الجنوبية تبقى أمرا غير قابل للتفاوض.
يرى ايفان ميديروس، في تصريحات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مسألة التفاوض المباشر مع كوريا الشمالية سوف تمنح ميزة كبيرة للرئيس كيم جونج أون، دون أن تحصل الولايات المتحدة على أي مقابل جراء ذلك.
وأضاف ميديروس، والذي شغل منصب مستشار البيت الأبيض للشئون الآسيوية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أن نظام كوريا الشمالية لن يتخلى عن أسلحته النووية، موضحا في الوقت نفسه أن العرض الكوري الشمالي ربما يقدم دليلا على أن النظام الكوري الشمالي بالفعل توصل إلى إنتاج سلاح نووي، مشيرا إلى تصريحات سابقة للرئيس أون، والذي أكد أن بلاده لن تقبل التفاوض دون أن يكون لديها سلاح نووي بالفعل.
استلهام التجربة الإيرانية
إلا أن العقوبات المفروضة على نظام كوريا الشمالية تبقى أحد التحديات الكبيرة التي يواجهها النظام الحاكم في كوريا الشمالية، وبالتالي ربما يكون خيار التفاوض ملزما لنظام كوريا الشمالية، والتي استلهمت التجربة الإيرانية مع أوباما، حيث وجدت طهران من التفاوض حول برنامجها فرصة يمكن من خلالها رفع الحصار أو على الأقل تخفيفه من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية في المرحلة الراهنة.
يقول الكاتب رايان كوستيلو، في مقال سابق منشور له في موقع "ديفنس وان"، أن التحدي الأكبر في هذا الإطار هو النهج الذي تبناه ترامب تجاه الاتفاق النووي الإيراني، حيث هدد الرئيس الأمريكي عدة مرات بالغاء الاتفاق، وهو الأمر الذي يثير شكوك نظام كوريا الشمالية حول احتمالات تبني نفس النهج تجاه أي اتفاق محتمل في المستقبل، وبالتالي فإن حكومة كوريا الشمالية سوف تطلب ضمانات أكبر خلال أي محادثات تعقد مع إدارة ترامب، وهو ما يضعها في موقف أقوى.
الموقف الدولي
ولعل الوصول إلى اتفاق حول الملف النووي الكوري الشمالي هو الخيار المفضل للعديد من القوى الدولية المؤثرة، سواء في أوروبا أو آسيا، وعلى رأسهم ألمانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى حلفاء أمريكا المناوئون للدولة المارقة، وعلى رأسهم كوريا الجنوبية التي تقوم بدور ملموس في التوافقات الأخيرة.
من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي كانت أكبر داعمي الاتفاق مع إيران، في تصريحات لصحيفة ألمانية في سبتمبر الماضي، أن الوصول إلى اتفاق مع كوريا الشمالية على غرار الاتفاق مع إيران يبقى الحل الأمثل للأزمة الراهنة، لانقاذ العالم من دمار محتمل في حالة التصعيد ضد النظام الحاكم في كوريا الشمالية.
اقرأ ايضا