التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 12:33 ص , بتوقيت القاهرة

بعد شعارات "المقاومة" الزائفة .. "غزة" معبر قطر للتعاون مع إسرائيل

على الرغم من أن قطاع غزة كان وسيلة قطر لإيجاد دور في القضية الفلسطينية طيلة عقد من الزمان، وتحديدا منذ بداية الانقسام الفلسطيني، باعتباره رمزا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يبدو أن الوجهة القطرية تغيرت، فأصبح القطاع وسيلة قطر للترويج لتقاربها مع الحكومة الإسرائيلية أمام العالم.


محاولات قطر للترويج إلى فكرة تقاربها مع إسرائيل اتخذت مسارات متعددة في الأشهر الماضية، خاصة منذ الزيارة التي قام بها أمير قطر تميم بن حمد إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، حيث حاول خلالها اللقاء مع عدد من قيادات اللوبي الصهيوني المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ثم القيام بدعوتهم لزيارة الدوحة لنشر صورة تدور حول انفتاح الدوحة، وبالتالي الاتهامات التي تلاحقها بدعم الميليشيات المتطرفة.


غزة.. من المقاومة إلى توطيد العلاقة مع إسرائيل


وبالتزامن مع خطوات الدوحة للتقارب مع اللوبي الصهيوني الأمريكي عبر تنظيم زيارات مدفوعة الأجر للقيادات اليهودية في المجتمع الأمريكي، اتخذت قطر منحى أكثر رسمية، عبر الحديث عن تعاون قطري إسرائيلي لرفع معاناة سكان قطاع غزة، وهو ما يثير الشكوك حول نية قطرية من استخدام قطاع غزة من جديد من قبل الإمارة الخليجية ليكون مدخلا لتوطيد العلاقة مع الدولة العبرية بعد أن كانت غزة لسنوات وسيلة قطر للترويج لنفسها باعتبارها الراعي الرئيسي للمقاومة ضد الاحتلال.


ففي تصريحات أبرزتها وكالة "أسوشيتد برس" الأسبوع الماضي، يقول رئيس لجنة إعادة إعمار غزة في قطر محمد العمادي، أن الدعم الإسرائيلي لجهود إعادة اعمار غزة يبقى أمرا مهما للغاية، حيث أنه لا يمكن أن يتم العمل في قطاع غزة بدون الإسرائيليين. وأضاف "بدون إسرائيل.. لا يمكننا أن نحقق شيء."


غزة.. تعاون قطري إسرائيلي ليس بجديد


يبدو أن التعاون القطري الإسرائيلي ليس بالأمر الجديد، خاصة فيما يتعلق بقطاع غزة، إلا أن الأمر اتخذ منحى رسمي ومعلن هذه المرة، على عكس المرات السابقة، في ضوء ما سعت إليه قطر قبل ذلك بالترويج لنفسها باعتبارها الداعم الأكبر للمقاومة.


يقول الكاتب الإسرائيلي شلومي إيلدار، في تقرير منشور له بموقع "المونيتور"، أن العمادي هو بمثابة المنسق مع الجانب الإسرائيلي منذ سنوات، حيث التقي في مارس 2015 مع المنسق الإسرائيلي للأنشطة الحكومية، اللواء يواف موردخاي، لمناقشة المشروعات الرئيسية التي تمولها قطر في غزة.


غزة.. ثمن جديد تدفعه قطر لاستقطاب ترامب


يبدو أن تصريحات العمادي لم تأتي مصادفة، حيث أنها جاءت بعد أيام من الزيارة التي قام بها وفد وزاري قطري إلى العاصمة الأمريكية لإجراء أول حوار استراتيجي بين البلدين، هو ما يعكس محاولة قطر اللعب على وتر التعاون مع إسرائيل من أجل استرضاء الإدارة الأمريكية واستقطابها إلى صفها في خلافاتها مع دول الجوار.


يقول إيلدار أن فكرة التعاون القطري الإسرائيلي تصاعدت بصورة كبيرة في واشنطن بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أمير قطر تميم بن حمد في يناير الماضي، وهو الاتصال الذي جاء بعد أيام من مقالة نشرها الكاتب الأمريكي ذو التوجهات الصهيونية ألآن ديرشويتز، في موقع "ذي هيل" الأمريكي، والذي أشاد فيه بانفتاح قطر على اسرائيل، على خلفية قيام الإمارة باستضافة أحد لاعبي التنس الإسرائيليين خلال بطولة قطر المفتوحة في الشهر الماضي.


إقرأ أيضا


«مفيش مبدأ».. تنظيم الحمدين «كل حاجه والعكس»