التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 06:21 ص , بتوقيت القاهرة

مؤتمر إعمار العراق.. هل تلتحق الكويت بركب الانفتاح الخليجي على بغداد؟

يبدو أن دولة الكويت على موعد مع العديد من الفعاليات الدبلوماسية الهامة، أهمها مؤتمر إعمار العراق والذي انطلق اليوم الثلاثاء، ومن المقرر أن يستمر لمدة ثلاثة أيام، وهو الأمر الذي يعكس أهمية الدور الذي تلعبه دولة الكويت في دعم محيطها العربي والإقليمي.


المؤتمر الذي تستضيفه دولة الكويت، يعد امتدادا لجهود كبيرة بذلتها دولة الكويت في السنوات الماضية، لتقديم الدعم الانساني للعديد من الدول، وهو الدور الذي يمثل أحد محاور الدبلوماسية الكويتية، والذي ظهر بصورة كبيرة في المساعدات الكبيرة التي قدمتها دولة الكويت للعديد من الدول المنكوبة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها سوريا والعراق.


محورية الغزو


إلا أن الموقف الكويتي الداعم للعراق ربما يحمل العديد من الحسابات الأخرى، في ضوء تاريخ العلاقة بين البلدين، والذي يرتبط بالغزو العراقي للكويت، في التسعينات من القرن الماضي، وهو الأمر الذي ربما من المفترض أن يمثل تحديا كبيرا أمام أي تطور في العلاقة بين البلدين.


يقول السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن حادثة الغزو العراقي للكويت تبدو محورية في توجهات الدبلوماسية الكويتية بشكل عام، موضحا أن قضية الوحدة الخليجية تمثل أولوية كبيرة لدى النظام الحاكم في دولة الكويت، خاصة وأن الخطيئة العراقية أضفت شعورا لدى حكام الكويت بأن التهديد الذي يطالهم ربما لا يقتصر على القوى غير العربية، كإسرائيل أو إيران، وإنما قد يمتد إلى الدول العربية أيضا.


السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق


وأشار حسن، في تصريحات لـ"دوت خليج"، إلى حرص دولة الكويت على الحفاظ على كيان مجلس التعاون الخليجي، ومحاولتها لإنهاء الأزمة الخليجية، من خلال القيام بدور الوسيط بين قطر وجيرانها الخليجيين، وذلك في إطار حرصها على أمن منطقة الخليج.


انفتاح خليجي


المؤتمر الذي تنظمه الكويت لإعادة إعمار العراق، ربما يطرح تساؤلات كبيرة حول العلاقات الكويتية العراقية بعد أكثر من عقدين من الزمان من الغزو العراقي للكويت، خاصة في ضوء حالة من الانفتاح الخليجي على العراق، وهو ما يظهر جليا في الخطوات المتسارعة التي تتخذها المملكة العربية السعودية لزيادة التعاون مع العراق في الآونة الأخيرة.


يشيد السفير حسن بالتحسن الملموس في العلاقات بين الكويت والعراق، موضحا أن صعود رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى منصب رئيس الوزراء في بغداد ساهم في تحسن العلاقات بصورة كبيرة، سواء مع السعودية أو الكويت، خاصة وأن العبادي، برغم انتماءه للطائفة الشيعية، يتمتع بانتماءاته العربية، على عكس سلفه نوري المالكي، والذي كان مواليا لإيران.


مصلحة أمنية مباشرة


إلا أن الدعم الكويتي للعراق ربما لا تقتصر أهميته على الجانب الدبلوماسي، والمرتبط بالعلاقة بين البلدين، ولكنه في الواقع يرتبط بصورة كبيرة بالأمن الكويتي، خاصة وأن عودة داعش إلى المشهد العراقي ربما يمثل تهديدا مباشرا لدول الجوار العراقي، وفي القلب منها دولة الكويت.


يقول الدكتور فايز النشوان، والمتخصص في العلاقات الدولية والقانون الدولي العام، أن مساعدة العراق في أزمته بعد خروجه من حرب داعش ليست ترفا أو خيارا حتى نختلف عليه، موضحا أن الأمر يرتبط بكونه تعهد دولي ملزم لمكافحة الإرهاب وآثاره وتداعياته من جانب، بالإضافة إلى كونه يمثل مصلحة أمنية مباشرة لدولة الكويت في استتباب أمن العراق.


فايز النشوان


وأضاف النشوان، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن دعم الكويت لدولة العراق يحقق مصلحة مشتركة وليست مجرد مجاملة أو استجابة لضغوط.


إقرأ أيضا


إشادة خليجية بموقف مرزوق الغانم في التصدي لـ"تدويل الحرمين"