التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 03:10 ص , بتوقيت القاهرة

بين الاحتلال والمقاومة.. قطر تلعب من جديد على كل الحبال

في الوقت الذي تسعى فيه إمارة قطر إلى استجداء الصهاينة لدعمها في أزمتها الحالية مع جيرانها العرب، تداولت المنابر الإعلامية القطرية خبرا أمس الخميس مفاده قيام أمير قطر تميم بن حمد بإجراء اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، للتأكيد على دعم قطر لقطاع غزة سواء على مستوى مشروعات الإعمار أو توفير الوقود.


اللعب على كل الحبال


يبدو أن الإمارة الخليجية مازالت تحاول ممارسة سياسة "اللعب على كل الحبال"، ففي الوقت الذي سعت خلاله لاسترضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والمعروف بتوافقه مع سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يبدو أن الإمارة الخليجية تحاول أن تعيد نفسها من جديد إلى صدارة مشهد "المقاومة" الفلسطينية، باعتبارها الداعم الأكبر لحركة حماس.


لعل غياب قطر عن المشهد الفلسطيني، منذ أن اتخذت مصر خطوات جدية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، هي السبب الرئيسي في الاتصال الهاتفي الذي أجراه تميم مع هنية، وتركيزه على مسألة إعادة إعمار غزة والمساعدات المرتبطة بتقديم الوقود، ربما ليجد مساحة جديدة يمكنه القيام بدور من خلالها بعد أن تلاشى الدور القطري تماما عن الساحة الفلسطينية.


مصداقية قطر


إلا أن مصداقية قطر أمام محيطها العربي والإسلامي تبقى محلا للتساؤل في هذا الإطار، خاصة بعد محاولات قطر لاستجداء تأييد الصهاينة في أزمتها لتحسين صورتها أمام العالم، حيث قامت الإمارة باستضافة أعداد كبيرة من زعماء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة من أجل اقناعهم للقيام بدور داعم للإمارة أمام الإدارة الأمريكية.الاتصال الهاتفي الذي أجراه تميم مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تزامن مع قيامها بدفع تسعة ملايين دولار أمس الخميس، لدعم قطاع غزة، وهو الأمر الذي يعكس أن هناك تحرك منظم من قبل قطر للعودة من جديد إلى الساحة الفلسطينية عبر بوابة غزة.


 يقول محمد العمادي، رئيس لجنة إعادة إعمار غزة في قطر، أن قيام قطر بدفع 9 ملايين دولار لدعم قطاع غزة هو أمرا هاما لتشجيع الدول الأخرى للسير على نفس الدرب، داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي على مساعدة شعب غزة، في ضوء الظروف القاسية التي يعيشونها في المرحلة الراهنة، والتي قد تنذر بالعنف في الأيام المقبلة.


دور إسرائيل


ولكن تبقى المعضلة الرئيسية التي تواجه قطر في إطار عودتها لقطاع غزة، في ظل علاقتها مع حركة حماس، تتمثل في قدرتها على الاستمرار في طريق تطوير علاقتها مع إسرائيل، واسترضاء قادتها لدعمها في أزمتها مع جيرانها العرب.


يبدو أن المأزق القطري بدا واضحا في تصريحات العمادي، والتي نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، حيث ألقى الضوء على اهمية الدعم الإسرائيلي لجهود الإعمار في قطاع غزة، حيث قال أنه لا يمكن أن يتم العمل في قطاع غزة بدون الإسرائيليين، موضحا أنه "بدون إسرائيل.. لا يمكننا أن نحقق شيء."