التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:43 م , بتوقيت القاهرة

العقارات التركية.. وسيلة أردوغان لتحقيق حلم الخلافة أم لتخريب الخليج؟

حلم "العرش" السلطاني بقى مداعبا لخيال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ ظهوره في صدارة المشهد التركي عام 2002، حيث بدا الطموح الشخصي لأردوغان واضحا في العديد من المواقف سواء بالداخل التركي، من خلال إحكام السيطرة على السلطة، لتبقى متمركزة في يده منذ أن كان رئيسا للوزراء، ثم بعد ذلك انتقلت معه عندما أصبح رئيسا لتركيا، أو في السياسات الخارجية التركية والتي تقوم في الأساس على توسيع رقعة النفوذ التركي في دول منطقة الشرق الأوسط، وتصويرها باعتبارها الدولة القائد للعالم الإسلامي على حساب القوى العربية الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية.


أردوغان تحرك في عدة مسارات متوازية لتحقيق حلمه الإمبراطوري التوسعي في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن منطقة الخليج كانت أحد أهم المسارات التي يسعى أردوغان للسيطرة عليها من خلال السياسات التي يتبناها في المرحلة الأخيرة، والتي تهدف في الأساس لتحويل تركيا إلى قوى فاعلة في تلك المنطقة الحساسة، وذلك من خلال العديد من السياسات التي تهدف إلى الهيمنة والاستحواذ، في منطقة الخليج.


استقطاب العرب


ولعل الدور الذي تلعبه تركيا في دعم قطر خلال أزمتها الأخيرة كان أحد محاور التحرك التركي في الخليج، سياسيا وعسكريا، إلا أن الأمر لا يقتصر على ذلك، حيث يتحرك أردوغان على مستويات أخرى تتعلق باستقطاب مواطني منطقة الخليج، نحو بلاده من أجل الترويج لرؤاه فيما بينهم، وذلك من خلال أحد القطاعات الاقتصادية المهمة في تركيا، وهو قطاع العقارات، والذي جعل من منطقة الخليج، وبالأخص المملكة العربية السعودية سوقا مستهدفا بالنسبة له. 


تقول الكاتبة السعودية نورة شنار إن الترويج للعقارات التركية يبدو مريبا للغاية في السنوات الماضية، موضحة أن التحرك التركي في هذا الإطار يحمل في طياته أهداف أخرى مستقبلية للرئيس التركي تتجسد في مشروعه التوسعي القائم على فكرة الخلافة العثمانية.


وأوضحت شنار، في تصريح لـ"دوت خليج"، أن العقارات التركية يتم بيعها للسعوديين بأسعار زهيدة للغاية، وذلك لتحقيق سياسة تركية مفادها إعادة خلط العرب بالترك من جديد، وذلك لتمهيد الطريق أمام حلمه المتجدد بالسيطرة على الدول العربية، وتحويلها إلى ولايات في خلافته المزعومة.


الجنسية التركية 


الإغراءات التركية لم تتوقف على أسعار العقارات، ولكنها امتدت إلى مزايا أخرى، من بينها منح الجنسية التركية للأجانب الذين يشترون منزلا في تركيا بقيمة مليون دولار، بالإضافة إلى قدرتها على جذب أعداد كبيرة من رجال الأعمال والنخب في المنطقة العربية.


على الرغم من الإغراءات التركية لم تقتصر على الخليجيين، إلا أن المملكة العربية السعودية بقت السوق الأكثر استهدافا في الخطة التركية، إلى جانب دولا أخرى في المنطقة ضربتها حالة من عدم الاستقرار، من بينها سوريا ولبنان والعراق وغيرها


وقال الرئيس التنفيذي لشركة "نوفا هولدينج" موجدات جولر، في تصريحات أبرزها موقع "المونيتور" الناطقة بالإنجليزية، إن السعوديين بالفعل يقبلون على شراء العقارات في تركيا بصورة مذهلة، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الخليج في المرحلة الراهنة، جراء التطورات الأخيرة في المنطقة والتي تأججت بصورة كبيرة في الأشهر الأخيرة.


الجزيرة والإخوان


إلا أن أكثر ما يلفت الانتباه في هذا الإطار، هو الأدوات التي يعتمد عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للترويج إلى السوق العقاري التركي في منطقة الخليج، وبالأخص في المملكة العربية السعودية، حيث نجد أنها نفس الأدوات التي يستخدمها للترويج إلى سياساته الأخرى التي تحمل أهداف الهيمنة على المنطقة العربية.


وتقول شنار في تصريحاتها لـ"دوت خليج" إن قطاع كبير من الدعاه الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية تحولوا نحو التسويق للعقارات التركية، في إطار الدعايا التي يروجون لها باعتبار أن عاصمة الإسلام أصبحت في قلب تركيا، بالإضافة إلى قناة الجزيرة القطرية محذرة في الوقت نفسه أن حملة التسويق للعقارات التركية لا تبتعد في أهدافها عما يسمى بـ"الربيع العربي"، حيث أنها تسعى إلى تخريب منطقة الخليج.  


اقرأ أيضًا..


معركة أردوغان في عفرين.. "الخليفة المزعوم" لا يأبه بأمن العرب مقابل النفوذ