التوقيت الإثنين، 18 نوفمبر 2024
التوقيت 06:39 ص , بتوقيت القاهرة

بين الحقيقة والسراب.. قطر تختار الرهان الخاسر في معركتها أمام الأشقاء

ما بين الحقيقة والسراب، هكذا يكون الحلم، فلو كان الحلم مستلهما من الواقع يبدو تحقيقه أكثر سهولة، إلا أن قطر على ما يبدو اختارت الطريق الأكثر وعورة لتحقيق أحلامها، فلجأت إلى التخلي عن أشقائها والاستغناء عن مواقف طالما تشدقت بها عبر منابرها الإعلامية، من أجل استرضاء القوى الدولية الكبرى، وكذلك القوى الإقليمية المعادية لأشقائها العرب، مقابل كسب معركة واهية أمامهم، كان يكمن حلها بتقديم بضع ضمانات تحقق الاستقرار الإقليمي.


إلا أن قطر على ما يبدو دائما ما تختار الرهان الخاسر، لتلقي فيه بثقلها، وهو الأمر الذي بدا واضحا في العديد من المواقف سواء في الماضي القريب أو الحاضر الراهن، ففي الوقت الذي نادى فيه الجميع بأن الحل الوحيد لأزمة قطر يأتي من الرياض، ارتمت قطر في أحضان الترك والفرس بل وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك.. إلى الصهاينة أنفسهم، لتختار الدوحة تحسين صورتها أمام الغرب باعتبارها الدولة المنفتحة مقابل حالة من الاستياء والازدراء أطاحت بها أمام قطاع كبير من العرب ربما انخدعوا يوما في شعارات المصداقية التي روج لها الإعلام القطري الذي طالما ما صور الإمارة باعتبارها المدافع الأول عن حقوق العرب والمسلمين.


رهان خاسر


ولكنها في النهاية دائما ما تخسر، وهو الأمر الذي بدا واضحا في تصريحات رئيس المنظمة الصهيونية مورتون كلاين، والتي أبرزتها مجلة "فوروارد" الأمريكية، حيث أكد أنه تلقى الدعوة لزيارة الدوحة باعتباره أكثر الصهاينة تعصبا في الولايات المتحدة، وأنهم يرغبون في سماع تحفظاته حول السياسات القطرية، في إطار محاولتهم لتغيير النهج القطري تجاه إسرائيل.


"إلا أن هذا ليس السبب الوحيد لدعوتهم لي"، هكذا يقول كلاين، حيث ما زالت السلطات الحاكمة في قطر تتعامل مع اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة باعتباره الاتجاه الأكثر نفوذا في الداخل الأمريكي، وبالتالي يمكنهم التأثير على مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة، وخاصة الكونجرس الأمريكي.


فشل جديد


يبدو أن محاولات قطر فشلت تماما بالفعل، فبالرغم من الزيارات التي نظمتها قطر للعديد من أقطاب اللوبي الصهيوني الأمريكي، مازال الكونجرس الأمريكي متمسكا بموقفه تجاه الإمارة الخليجية، مطالبا إياها بالتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المتطرفة.


من جانبه، أعرب كلاين عن تشككه في جدوى الجهود القطرية لاستقطاب الكونجرس عبر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، قائلا "لقد فشلنا من قبل في وقف الاتفاق النووي الإيراني من خلال الكونجرس.. رؤيتها لقوتنا داخل الكونجرس تبدو مبالغ بها إلى حد كبير."


العودة للمربع الأول


ولكن تبقى نصيحة الصهاينة لقطر، هي الأكثر إثارة للانتباه، بل وتمثل العودة إلى المربع الأول، حيث أن استرضاء دول الجوار تبقى أولوية قصوى بالنسبة لبعضهم في ظل حرص اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، هو جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة، وبالتالي فهم ينظرون إلى مصلحة الولايات المتحدة والتي تقوم على دعم الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط.


يقول الكاتب الأمريكي باتيا أونجار سارجون، نقلا عن أحد قيادات المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة أنه "التحركات القطرية تبدو مستغربة تماما، فهم يعتقدون أن اليهود يملكون العالم، بينما يتجاهلون أن هناك جماعات ضغط أخرى أكثر تأثيرا في الولايات المتحدة، من بينها الجماعات المؤيدة للدفاع عن الولايات المتحدة، والتي أعربت عن دعمها للخطوات العربية ضد قطر.


اقرأ أيضا..


مشرعون أمريكيون يرفضون إغراءات قطر.. ويدعونها لوقف دعم الإرهاب


صفعة جديدة.. سفارة اسرائيل في واشنطن: نرفض محاولات قطر تجميل صورتها