خبراء بـ"الإمارات للدراسات": الاحتجاجات قادمة مرة أخرى في إيران
عقد مركز الإمارات للسياسات، اليوم الإثنين، حلقة نقاشية بعنوان "إيران المأزومة: الأسباب والسياقات والمآلات"، وشارك بها باحثون وخبراء في الشأن الإيراني، من داخل دولة الإمارات وخارجها.
وتأتي تلك الحلقة النقاشية في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إيران في الآونة الأخيرة، والتي أكدت حالة الاضطراب البنيوية وعدم الاستقرار في النظام الإيراني، وكشفت رفْض المجتمع الإيراني لسياسات نظام الملالي التي أدت إلى إفقار الشعب وتبديد ثروته على التدخلات في شؤون دول الجوار.
وأشارت رئيسة مركز الإمارات للسياسات "ابتسام الكتبي"، إلى إن ما قام به نظام الملالي في إيران تجاه الاحتجاجات الشعبية الأخيرة لايعدو كونه تأجيلاً للمشكلة، لافتةً خلال كلمتها في افتتاح الحلقة النقاشية، أنه لا يمكن للقمع والاستبداد وفشل الحوكمة الاستمرار إلى مالا نهاية في طهران.
وأوضحت أن اندلاع التظاهرات بشكل عفوي ومفاجئ وامتدادها لمختلف أنحاء البلاد في أيام قليلة، يعد أكبر دليل على أن الاستقرار الظاهر على السطح لا يعبر عن حقيقة الرفض والسخط في البلاد، مشيرةً إلى أن رسالة الحركة الاحتجاجية تجاوزت تآكل شرعية النظام وتفاقم أزماته الهيكلية الداخلية، إلى إخفاق النموذج الإيراني، الذي يبدو جلياً في نزوع الإيرانيين المضطرد للهجرة.
ولفت الخبير في الشأن الإيراني "حسن العمري" أن "طهران تعاني اليوم من 3 أزمات مركبة أولها الهوية وثانيها نموذج بناء الدولة وثالثها بناء القوة"، متابعًا أنه "بالنسبة لبناء الدولة فقد عجز نظام الملالي، عن بناء الدولة لأنه يطمح لإقامة دولة كونية هو مركزها"، على حد قوله.
وأكد الخبير في الشؤون الإيرانية "ألكس فاتنكا"، أن "الموجة الاحتجاجية الأخيرة، تعد مؤشراً لما وصل إليه الشباب الإيراني من اضطهاد، ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ "المخيب" لآمال من توسموا فيه الإصلاح ليفشل على الرغم من إعطائه الفرصة، مرجحًا عودة الاحتجاجات مجدداً لمواصلة الثورة على نظام "ولاية الفقيه".
بدوره، قال الأكاديمي الإيراني المتخصص في الشأن الإيراني "سلطان النعيمي"، أن النظام الإيراني يهرب من أزمته بمفاقمتها عبر "تصدير الثورة"، منوهًا أن الاحتجاجات الأخيرة أكبر دليل على فشل ثورة الملالي.
وأشار "النعيمي" إلى أن فرصة تجدد واندلاع التظاهرات الإيرانية ما تزال قائمة ما لم يُعيد نظام الملالي حساباته، بينما ذكر رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز الإمارات للسياسات "محمد الزغول"، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن بعيدة عن الصراع الإيراني منذ البداية، لافتًا أنه نظام متصارع ، ومذاهب متصارعة، وشركات متصارعة، ومؤسسات متصارعة، وقوميات متصارعة، أجيال متصارعة كلها ملامح المشهد الجديد للنظام الداخلي الإيراني.
وأكد "الزغول"، أن "النظام الإيراني عبارة عن شبكات: شبكة خامنئي وشبكة لاريجاني وشبكة الحرس الثوري وشبكة رفسنجاني وشبكة محمد خاتمي وشبكة أحمدي نجاد"، مشيراً إلى أن هذه الصراعات أدت لهذه التظاهرات التي شهدتها إيران مؤخرا.
ولفت إلى أن إعلان التشكيلة الوزارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعيين 9 وزيرات كان له أثر عميق لدى المجتمع الإيراني، وتساءلت المرأة الإيرانية لماذا لا أكون وزيرة مثل ما حظيت به المرأة الإماراتية من تمكين؟، لافتًا إلى وجود قطيعة سيسولوجية بين إيران الأكثرية وإيران الأقليات، والنظام يستفيد من هذه القطيعة ويغذيها فإذا ثارت الأقليات يتهمها بالانفصالية وتلقي الدعم من الخارج أو أنه يستخدم الأقليات في قمع الأكثرية أو العكس، وهذا يؤكد أن تفكك النظام من الداخل غير مستحيل.
وتضم الحلقة النقاشية- التي تعمل على مقاربة أزمة النموذج الداخلي في إيران وبناء إطار معرفي جديد يستكشف القوى المتصارعة في البلاد- 4 جلسات عمل.
اقرأ أيضًا
الإثنين... "الإمارات للدراسات" يناقش احتجاجات إيران