معركة أردوغان في عفرين.. "الخليفة المزعوم" لا يأبه بأمن العرب مقابل النفوذ
في تغريدة جديدة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، مخاطبا معارضي العملية العسكرية في مدينة عفرين السورية: "ماذا كنتم ستفعلون لو قام الإرهابيون بقذف صواريخ ورمى قنابل وإطلاق نيران على مدن بلادكم من مناطق قريبة منكم؟"
سؤال يبدو منطقي، يطرحه الرئيس التركي، في ضوء ما يحاول الترويج له، حول التهديد الذي تعيشه تركيا جراء وجود ميليشيات كردية بالقرب من الحدود التركية، إلا أن الموقف التركي من الميليشيات الحوثية في اليمن، بل وموقفها حتى في الداخل السوري، يبدو متعارضا من موقف تركيا من أكراد سوريا.
اليمن.. شاهدا على ازدواجية أردوغان
الموقف التركي من الميليشيات الحوثية يبدو مختلفا تماما مع حديث أردوغان عن الميليشيات الكردية، رغم إقدام الحوثيين على قصف الأراضي السعودية، بالصواريخ الباليستية عدة مرات، وهو الأمر الذي يمثل تهديدا صارخا لأمن المملكة العربية السعودية، وذلك لخدمة نفوذه في الداخل اليمني، وبالتالي يصبح الموقف التركي من اليمن دليلا على ازدواجية موقف النظام التركي.
كانت مدينة اسطنبول التركية قد استضافت وفدا من المتمردين الحوثيين في اليمن في أكتوبر الماضي للقاء قيادات جماعة الإخوان اليمنية القاطنين بالأراضي التركية، وذلك للوصول إلى تفاهم فيما بينهم، في إطار الجهود التركية الكبيرة لتمكين إخوان اليمن من مقاليد السلطة في صنعاء، بمشاركة الميليشيات المتمردة.
الهدف الرئيسي للرئيس التركي في اليمن يبقى خدمة التيارات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، وسعى، بمساندة قطر، لتقديمهم كبديل لحزب المؤتمر الذي كان يترأسه الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، وليشكلوا تحالفا مع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، في موقف يعكس نوايا أردوغان السيئة تجاه المملكة العربية السعودية.
سوريا.. حلم النفوذ ومعضلة الأمن القومي
ولكن يبقى التساؤل حول ما إذا كان الرئيس التركي يشعر بتهديد حقيقي من قبل أكراد سوريا، أم أن الأمر يرتبط بخدمة مصالح أجندات معينة في الداخل التركي، في ضوء السعي التركي لبسط نفوذها في الداخل السوري.
يقول الباحث المصري مصطفى أمين عامر، والمتخصص في شئون الحركات الإسلامية، أن التدخل التركي في عفرين تحديدا يرتبط بشكل أساسي بالعداء بين النظام التركي والأكراد في ضوء تخوف الجانب التركي من التمدد الكردي في المنطقة الشرقية أو في الشمال السوري، وهو السبب الرئيسي في تحفظ الأتراك على الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي فلا يمكن إنكار ارتباط المسألة بالأمن القومي في تركيا.
إلا أن الأمر لا يرتبط فقط بالأمن القومي التركي، هكذا يقول عامر في تصريح خاص لـ"دوت خليج"، حيث يرى أن الأتراك يسعون لبسط نفوذهم على الشمال السوري، في إطار صفقة دولية يسعى نظام أردوغان لإبرامها مع القوى الدولية المتواجدة في سوريا، سواء روسيا أو الولايات المتحدة، حتى يكون هناك تواجد تركي في منطقة الشمال السوري، مقابل ترك منطقتي إدلب والرقة للنظام السوري المدعوم من قبل روسيا.
العراق.. عودة داعش على حدودها
وعلى الرغم من محاولات تركيا للتبرؤ من دعم العناصر الإسلامية المسلحة في الداخل السوري، إلا أن العمليات العسكرية في عفرين ربما تأتي لخدمة تلك الميليشيات، وهو الأمر الذي تتجاهله تركيا إن لم يكن في الواقع هو أحد أهدافها الحقيقية، في ضوء الدعم الكبير الذي قدمته تركيا للميليشيات المتطرفة في سوريا منذ بداية الأزمة السورية، وهو الأمر الذي مثل تهديدا صارخا لدول الجوار السوري.
يرى أمين أن أحد الآثار المترتبة على القصف التركي لقوات سوريا الديمقراطية هو انسحاب الأكراد من المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، وهو ما يمثل خطورة على الحدود الشمالية الغربية بين سوريا والعراق، وهو الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة جراء احتمالات إعادة تنظيم الخلايا الباقية من داعش، والتي لم يتم القضاء عليها من قبل القوات العراقية إبان معركتها ضد التنظيم المتطرف، وهو الأمر الذي لا تعبأ به تركيا كثيرا.
اقرأ أيضًا ..