قطر والإخوان تراجعا عن إسقاط "العسكر".. حبا في عنان أم نكاية في السيسي؟
على الرغم من الدعوات التي طالما تبنوها منذ بداية حقبة ما بعد مبارك بسقوط ما أسموه بـ"حكم العسكر" في مصر، يبدو أن السياسة دائما ما تكون لها حسابات مختلفة لدى فريق اللامباديء، والمتمثل في جماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيم الحمدين الحاكم في قطر، بالإضافة إلى من يطلقون على أنفسهم النشطاء، والذين بدورهم يمثلون أحد أدوات الفريقين الأولين لتحقيق أهدافهما سواء في مصر أو غيرها من الدول العربية.
ولعل الإعلان الذي أطلقه الفريق سامي عنان، والذي شغل منصب رئيس أركان الجيش المصري خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان كاشفا إلى حد كبير لغياب ما اعتبروه مبادئا ثورية تشدق بها هذا الثلاثي منذ اندلاع الربيع العربي قبل سبع سنوات، والتي جعلت من سقوط المؤسسة العسكرية المصرية شعارا لها، في ضوء تسابق قطاع كبير من المعروفين بانتمائهم للثلاثي السالف الذكر للإعلان عن تأييده ولو بشكل ضمني للقائد السابق في الجيش المصري.
خاشقجي.. دعم ضمني لعنان
ولعل أبرز الشخصيات التي يمكن الإشارة إليها في هذا الصدد، هو الكاتب السعودي جمال خاشقجي، ذو الميول القطرية الإخواني، والذي كثيرا ما أعرب عن تأييده للجماعة الإرهابية، وكذلك مناصرته لقطر على حساب وطنه المملكة العربية السعودية، منذ بداية الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها.
خاشقجي علق على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالترشح لفترة رئاسية ثانية، بتغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حملت إساءة صريحة للرئيس السيسي، بينما حملت كذلك دعوة ضمنية لانتخاب سامي عنان، من خلال استخدام هاشتاج يحمل اسم المرشح المحتمل للرئاسة في الانتخابات القادمة، والمقرر عقدها في مارس المقبل.
خاشقجي لم يكتفي بدعوته الضمنية، وإساءته الواضحة لمصر ورئيسها، وإنما ادعى أن افضل تغطية واكثرها مصداقية وحياد عن عالمنا العربي، لن تتواجد إلا في الصحافة العالمية، معلنا عما أسماه مشروع عربي كبير لترجمة محتوى الصحف الأجنبية، وبالطبع يبقى الهدف واضحا من هذا المشروع وهو تأليب الشعوب على الحكام، وكذلك التأثير على الرأي العام، لخدمة أجندات بعينها، خاصة في مصر، والتي تبقى مستهدفه من قبل الجماعة الإرهابية وعملائها.
الجزيرة.. الأسرع في تغطية إعلان عنان
في حين أن الإعلام الموالي لتنظيم الحمدين الحاكم في قطر، وعلى رأسه قناة الجزيرة القطرية، والذي ظل أحد رؤوس الحربة في بكائية عودة مصر إلى ما أسمته الحكم العسكري، منذ ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، كانت أول من نشر فيديو إعلان الفريق سامي عنان لقراره بالترشح للرئاسة في مصر.
حازم عبد العظيم.. يتخلي عن رفيق الثورة لصالح عنان
بينما كان فريقا من النشطاء، والذين يمثلون أداة قطر والإخوان في مختلف القضايا سواء في الداخل المصري، أو فيما يتعلق بعلاقات مصر مع محيطها الدولي، هو الآخر داعما بشكل أكثر صراحة لترشح الفريق عنان، ليتراجعوا عن شعاراتهم الزائفة التي لم تكن تهدف سوى لزعزعة استقرار مصر ونشر الفوضى في داخلها.
ولعل أبرز هؤلاء النشطاء، المعارض السياسي حازم عبد العظيم، والذي أعلن صراحة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه سوف يقوم بعمل توكيل لترشيح عنان، بعدما اكتشف أن المرشح الآخر خالد علي قد وصل إلى عدد مقبول من التوكيلات الضرورية لضمان خوضه للانتخابات الرئاسية.
لم يتوقف دعم حازم عبد العظيم، والذي سبق وأن أعلن تأييده لخالد علي خلال السباق الرئاسي، على قضية التوكيل، بل أنه دعا خالد علي، والذي روج له قطاع كبير من مدعي الثورية أنه مرشح الثورة، للتنازل لصالح عنان صاحب الخلفية العسكرية.. وهنا يبقى التساؤل هل باع مدعو الثورة ثورتهم؟؟
اقرأ أيضًا..
الخليج يحتفي بقرار السيسي بالترشح للرئاسة.. مغردون: سنوات عجاف للإخوان