بعد رسالته الأخيرة.. بن لادن الصغير متحدثا باسم حلف تركيا - قطر
في فيديو جديد، واصل حمزة بن لادن، نجل مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، إساءته للمملكة العربية السعودية، مجددا دعوته للإطاحة بالنظام الحاكم في المملكة، بسبب ما أسماه التحالفات الاستراتيجية مع الغرب على حساب الإمبراطورية العثمانية.
دعوة الإرهابي الصغير المناهضة للنظام الحاكم في المملكة العربية السعودية ربما ليست بالأمر الجديد، ولكن ما يلفت الانتباه في هذا الإطار هو حديثه عن الإمبراطورية العثمانية، والتي تبدو حلما مشتركا بينه وبين رعاة الإرهاب في المنطقة، وعلى رأسهم قطر وتركيا.
علاقة قديمة
علاقة بن لادن مع قطر معروفة للجميع، حيث سبق وأن نشرت عدة تقارير صحفية، حول التمويل الذي قدمته قطر للزعيم السابق للتنظيم الإرهابي، سواء ماليا أو سياسيا، حيث قدمت قطر الدعم للتنظيم وفروعه في عدة دول بالمنطقة، من بينها سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها.
من جانبه قال الكاتب الأمريكي كينيث تيميرمان أن سفارة قطر في لندن كانت ترسل حقائب مليئة بالأموال أسبوعيًا إلى ممثل أسامة بن لادن في العاصمة البريطانية، عام 1998 دعمًا للقاعدة وذلك بناء على تعليمات واضحة من قبل أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، موضحًا أن الاستخبارات البريطانية والسعودية كانت تتابع تلك التحركات.
وأضاف تيميرمان، في مقال سابق بموقع "ذي هيل" الأمريكي، أن قطر استفادت من الجهاديين التي قامت بتمويلهم لسنوات طويلة، إبان ما يسمى بالربيع العربي، خاصة في ليبيا وسوريا عبر دعم ميليشيات مسلحة موالية للقاعدة، تمكنت من إسقاط النظام الليبي السابق بقيادة القذافي.
رسائل التحالف الشيطاني
إلا أن حديث نجل بن لادن عن الإمبراطورية العثمانية، والذي يتقاطع إلى حد كبير مع أحلام أردوغان، والذي يعد أحد أكبر داعمي قطر في أزمتها الحالية مع جيرانها الخليجيين، ربما يثير التساؤلات إلى حول ما إذا كانت تسجيلات حمزة هي في حقيقتها رسائل من دول التحالف الجديد الذي تقوده تركيا في المنطقة، ويضم قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، إلى الدول العربية القائدة في المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
ولعل الدليل الدامغ على وجود دور مستقبلي لنجل بن لادن، والذي أصبح بمثابة متحدثا باسم التحالف الشيطاني الجديد، هو محاولات الجزيرة، الذراع الإعلامي لتنظيم الحمدين الحاكم في قطر، لتلميعه في السنوات الماضية، وهو الأمر الذي يعكس أن توجهات قطر العدائية تجاه جيرانها العرب لا تقتصر على الفترة الماضية منذ اتخاذ الدول العربية إجراءاتها بقطع العلاقات مع قطر، ولكنها تعكس مخطط طويل المدى بدأ تنفيذه منذ سنوات.
ففي تقارير عدة للقناة القطرية، أذاعت تسجيلات صوتية لحمزة بن لادن خلال السنوات الماضية أطلق خلاله التهديدات التي طالت عدة دول في المنطقة، وحاولت أن تعطي صورة مغلوطة للإرهابي الصغير فصورته في إحدى تقاريرها قبل عامين وكأنه البطل الذي سوف يرد على الظلم الواقع على فلسطين وأفغانستان والشام والعراق، في محاولة مكشوفة لمداعبة مشاعر أبناء هذه الشعوب.
القاعدة وتركيا.. يد واحدة
الفيديو الأخير لنجل بن لادن يأتي امتدادا لمباركات عدة من قبل العديد من المنسوبين لتنظيم القاعدة الإرهابي، تعكس في مجملها حالة من التوحد بين القاعدة وتركيا، ومن بينهم الداعية الكويتي المقيم بقطر حامد العلي، والذي أدرجته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب في قوائمها الإرهابية خلال الأشهر الماضية.
قال العلي، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "تشويه العثمانيين مشترك بين الصفوية، وأحفاد الخونة الذين اصطفوا مع الصليب البريطاني، لإسقاط الخلافة ثم الاستعمار ومنح فلسطين لليهود.. الآن يصطفون مع ترامب ونتنياهو لصفقة القرن".