تشهد إيران منذ الخميس الماضي، تظاهرات حاشدة جابت شوارع المدن الكبرى؛ احتجاجًا على سياسات حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني الخاطئة مثل التضخم والبطالة والتدخل في شؤون دول المنطقة، وأطلق المحتجون هتافات سياسية غير مسبوقة ضد رموز نظام الملالي وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي.

هذه التظاهرات هي الأكبر منذ سنوات في الشوارع الإيرانية، واندلعت شرارتها الأولى في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد، لتنتقل بعد ذلك إلى باقي المدن، وذكرت تقارير أن متظاهرين هاجموا بنوكًا ومبان حكومية، كما لقي ايرانيين اثنين مصرعهم برصاص قوات الأمن في بلدة دورود في محافظة لورستان مساء أمس الأحد.

وقال المعارض الإيراني، رضا بارشي زاده، إنه عندما ثار الشعب الإيراني ضد النظام الملكي القديم في العام 1979، كان ينادي بالحرية والديمقراطية، وبدلًا من أن يتحقق له هذا الأمر اصطدم بنظام ديني متطرف يدوس حقوقه الأساسية ويقمع تحركاته من أجل الحرية في كل منعطف.

وأشار "زاده"، المعارض والمحلل السياسي بجامعة إنديانا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، في تصريحات لـ "دوت خليج" إلى أن النظام الإيراني ظل يتدخل في شؤون دول الجوار، فضلًا عن اتخاذ موقف عدواني تجاه دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا أنه بعد مرور أربعة عقود وصل قمع النظام الديني إلى قمته، وهو ما استدعى خروج الشعب الإيراني إلى الشوارع للإطاحة به، على حد قوله.

ولفت المعارض الإيراني أنه من المحتمل أن يكون لدى فصيل من النظام المرتبط بالحرس الثوري يد في اندلاع المظاهرات، بهدف إضعاف الرئيس الإيراني روحاني وحكومته، تمهيدًا لمحاولة انقلاب على سياسته الإصلاحية، وتوحيد النظام الإيراني المتداعي في ظل حكومة عسكرية بحتة، مضيفًا: "على الرغم من ذلك الناس محبطون جدًا وغاضبون؛ لذا أخذوا زمام الأمور بأيديهم، ودفعوا باتجاه خنق النظام بأكمله"، منوهًا أن هتافات "الموت لخامنئي" و"أسفل مع النظام" هي االقاسم المشترك للتظاهرات الجارية حاليًا.

واختتم المعارض الإيراني تصريحاته لـ "دوت خليج"، قائلًا: إن "الشعب الإيراني نفسه مستعد للتغيير الجذري، ويرحب بأي نوع من المساعدة التي يمكن أن يحصل عليها، أخيرًا حان الوقت لإيران للمضي قدمًا".

اقرأ أيضًا

"أنصاري وصادقي".. هل تتخلى إيران عن نهجها المعادي تجاه السعودية؟

بعد استهداف السعودية.. سيناريوهات محتملة لسقوط أذرع إيران بالمنطقة

صورة.. الجزيرة تواصل سقطاتها وتتجاهل التظاهرات الرافضة لسياسات إيران