في الوقت الذي تشهد إيران فيه، تظاهرات جابت شوارع المدن الكبرى، احتجاجًا على سياسات النظام الإيراني الخاطئة مثل التضخم والبطالة، وإطلاق هتافات سياسية غير مسبوقة ضد المرشد الإيراني، تبدو قطر حريصة على خدمة مصالح حليفتها الوطيدة، منذ إندلاع الأزمة الخليجية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مطلع يونيو الماضي.

الانبطاح القطري الجديد أمام مصالح طهران جاء مع إعلان رئيس غرفة التجارة في ميناء بوشهر، خورشيد كزدرازي، عن تخصيص الدوحة 40 محلاً تجاريًا ومخزنًا في سوق ميناء الرويس لبيع المنتجات الأجنبية للتجار ورجال الأعمال في محافظتي بوشهر وهرمزكان، جنوب ايران.

كانت أعلنت الشركة القطرية لإدارة الموانئ، منتصف ديسمبر المنصرم، افتتاح سوق ميناء الرويس، بهدف تمكين المستهلكين من شراء المنتجات الأجنبية القادمة على متن السفن التجارية مباشرة وقبل دخولها السوق المحلي، في ظل الأزمة الطاحنة التي تواجه الإمارة الخليجية، على خلفية تعنتها إزاء مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والرامية إلى تغيير نهجها المعادي إزاء الجوار الخليجي والعربي.

وقال "كزدرازي"، في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، إن تخصيص الدوحة لتلك المحال التجارية والمخازن للتجار الإيرانيين سيشكل فرصة مناسبة للمصدرين من محافظتي "بوشهر وهرمزكان"، لعرض منتجاتهم وسلعهم في هذا السوق، لافتًا إلى "بيع التجار الإيرانيين أنواع من الفواكه المجففة، والمكسرات، والسجاد والصناعات اليدوية في السوق الحدودي بميناء الرويس القطري، في الوقت الذي كشفت تقارير إيرانية سابقة عن عمليات احتيال تورط بها رجال أعمال إيرانيين خلال صفقات الواردات الغذائية إلى الإمارة الخليجية بهدف إغراق الأسواق بها، إلى جانب وجود كميات كبيرة من البضائع الفاسدة بين الشحنات المصدرة.

ويبدو جليًا أن قطر تمضي في طريقها نحو مزيد من تعزيز العلاقات مع النظام الإيراني، على الرغم من مرور 6 أشهر على أزمتها مع الرباعي العربي، واستمرار طهران في نهجها المعادي للجوار الخليجي والعربي، حيث كشفت وسائل إعلام إيرانية، الأربعاء الماضي، عن توجيه نائب الأمين العام لهيئة مكافحة المخدرات في إيران دعوة لنظيره القطري، الذي كان يزور طهران، للتباحث في سبل مكافحة المخدرات، معلنين استعدادهما للتعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال، خصوصًا في الجانب العملي منه.

وذكرت صحيفة "كيهان" الإيرانية، أن أحد أهم المحاور في اللقاء كانت التأكيد على تبادل المعلومات دوريًا، خاصة معدل تزايد زراعة وانتاج المخدرات، والتنسيق لمراقبة ممرات تهريب المخدرات، وحبوب الهلوسة، وتبادل الخبرات الإيرانية في اعادة تأهيل المدمنين.

اقرأ أيضًا..

صورة.. الجزيرة تواصل سقطاتها وتتجاهل التظاهرات الرافضة لسياسات إيران

آخرها "المخدرات".. قطر تواصل السقوط في وحل مصالح إيران

بعد فضيحة "البضائع الفاسدة"... قطر تهين نفسها أمام إيران من جديد