بعد عودة التأشيرات للأتراك.. هل يستهدف ترامب مصر والسعودية؟
على الرغم من أنه لم يمر أكثر من شهرين على القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية حول تعليق منح التأشيرات للمواطنين الأتراك، إلا أن الإدارة الأمريكية قررت الغاء هذا القرار أمس الخميس، الأمر الذي يثير التساؤلات حول السبب الذي دفع إدارة ترامب للتراجع عن قرارها في هذا التوقيت.
القرار يأتي بالتزامن مع التحرك التركي للاستحواذ على جزيرة "سواكن" السودانية خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، وهي الخطوة التي اعتبرها قطاع كبير من المحللين والمتابعين أنها تمثل تهديدًا مهمًا لكل من مصر والمملكة العربية السعودية.
استحواذ تركيا على الجزيرة السودانية، والتي تقع على حدود السعودية، يمثل تهديدًا صريحًا للسعودية، خاصة في ضوء وجود القوات العسكرية التركية في قطر منذ قرار الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بمقاطعة الإمارة الخليجية،وفي الوقت نفسه يمثل تهديدا لمصر والدول العربية الأخرى في ضوء الدعم التركي لجماعة الإخوان الإرهابية.
اللافت للانتباه أن القرار الأمريكي يأتي بعد أيام قليلة من التحرك التركي، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره بمثابة مكافأة أمريكية لنظام أردوغان، الذي يسعى لإثارة القلاقل داخل الدول العربية التي كانت بمثابة حائط الصد الأول أمام القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى مدينة القدس، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية.
السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي كانت قد هددت بشكل مباشر كل الدول التي ستصوت لصالح رفض القرار الأمريكي المتحيز، وهو الأمر الذي يعكس ارتباط القرار الأمريكي حول استئناف منح التأشيرات للمواطنين الأتراك بالموقف من القدس، خاصة وأن تركيا كانت أول الدول التي قد اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل في عهد أردوغان.
ويتسم الموقف الأمريكي كذلك من السودان بقدر كبير من الانفراج خلال الأشهر الماضية، حيث رفعت إدارة ترامب العقوبات المفروضة على النظام السوداني في أكتوبر الماضي بعد سلسلة من التأجيلات، وهو الأمر الذي يعكس تغير التوجهات الأمريكية بحسب السياسات التي تتبناها الأنظمة القائمة ومدى التزامها بالرؤى الأمريكية.
اقرأ أيضًا..
بعد حصوله على "سواكن".. هل يسعى أردوغان لحصار السعودية أم تمكين الإخوان؟
خاص.. رئيس تحرير "الزمان" التركية: حلم الخلافة هو السبب في اختيار أردوغان لقطر