"أنصاري وصادقي".. هل تتخلى إيران عن نهجها المعادي تجاه السعودية؟
يبدو أن اشتداد الضغوط الدولية والإقليمية تجاه مواقف إيران العدائية ضد عدد من دول المنطقة، ولا سيما السعودية، قد يدفعها لاتخاذ مواقف أكثر مرونة، والتراجع قليلًا عن نهج سياساتها المعادي وتدخلاتها المتواصلة في الشؤون الداخلية لدول الجوار الخليجي والعربي.
آخر مظاهر تلك البوادر الإيرانية الجديدة، جاءت مع إعلان الخارجية الإيرانية الإطاحة بعدد من القيادات المتشددة، والمقربة من الحرس الثوري الإيراني، في إطار خطة هيكلية تستهدف قطاعات بها، من بينها ما يختص بالشأن العربي والخليجي.
أنصاري المتشدد
يعتزم وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إجراء عدة تغييرات في هيكل الوزارة، تشمل قيادات متشددة من بينهم مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري أنصاري، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، والمعروف بتصريحاته العدائية تجاه عدد من دول المنطقة، ولا سيما السعودية.
وأفادت وكالة أنباء "إيرانا" الإيرانية، أمس الاثنين، أن التغييرات المرتقبة بالوزارة ستشمل إلغاء 3 مناصب، هي: "مساعد الوزير للشؤون الأوروبية والأمريكية، ومنصب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية الذي يتولاه حاليًا حسين جابري أنصاري، ومنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادئ".
وكشفت "إيرنا" عن استحداث منصبين جديدين في إطار التغييرات هما، "المدير العام للشؤون السياسية الخارجية التي تجمع المناصب الثلاثة التي ألغيت، والمنصب الثاني هو مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية".
آخر تصريحات "أنصاري" المعادية للمملكة العربية السعودية، جاءت في أعقاب إعلان جامعة الدول العربية، نهاية نوفمبر الماضي، قرارات عدة في اجتماعها الوزاري الطارئ للتصدي لتدخلات إيران بعدد من العواصم العربية، بالعاصمة المصرية القاهرة، بناءً على طلب الرياض، معتبرًا أن مخرجات تلك القمة العربية تمت بناء على ضغط سعودي، على حد زعمه.
مطهري المعتدل
نهج إيران الجديد، بدا أيضًا في سياق تصريحات النائب المعتدل بالبرلمان الإيراني، علي مطهري، مطلع ديسمبر الجاري، على خلفية أزمة القدس، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
وبدوره انتقد المسؤول الإيراني، أحد أبرز الوجوه في التيار الإصلاحي، معايير الإعلام الرسمي في بلاده بسبب اتهامه السعودية بالتخلي عن القدس، لافتًا في تصريحات لوكالة أنباء "ايسنا" إن "وسائل الإعلام الإيرانية وفي مقدمتها التلفزيون الرسمي، لا تمتلك أخلاقيات الإعلام المهني، إذ تتجاهل إعلان المملكة العربية السعودية معارضتها قرار ترامب المتهور تجاه القدس".
وأضاف "مطهري" أن "الإعلام الرسمي الإيراني سقط في هذا الاختبار ويحاول أن يوحي للمشاهد أن السعودية لم تعارض قرار ترامب المتهور بشأن القدس"، معتبرًا في الوقت نفسه أن "قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيعجل بتحرير الأراضي الفلسطينية من قبضة الاحتلال، مطالبًا الإعلام الإيراني بالمهنية واحترام الأخلاقيات".
أمر لافت
لكن الأمر اللافت للنظر يأتي في أعقاب تصريحات جديدة على ألسنة مسؤولي النظام الإيراني تجاه المملكة، بعد أن قال حسين صادقي، آخر سفير إيراني في الرياض، منتصف ديسمبر الجاري، إن شعبية ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في تصاعد كبير، خصوصًا بين فئة الشباب، مشيرًا إلى أن الأمير الشاب يسعى لإيجاد تغييرات مواكبة لتحولات المجتمع السعودي.
وأضاف "صادقي" في حوار له مع موقع "الدبلوماسية الإيرانية"، وثيق الصلة بالخارجية الإيرانية، أن "الإصلاحات التي يجريها الأمير الشاب محمد بن سلمان، ذكية وتتناغم مع أجواء المجتمع السعودي المحافظ".
واعتبر الدبوماسي الإيراني أن "إجراء تغييرات في مناهج التعليم سيكون الأصعب والأخطر، لكن الأمير السعودي قادر على تجاوز ذلك؛ بسبب قوته"، على حد قوله.
واعتبر آخر سفير إيراني بالمملكة قبل قطع العلاقات بين البلدين في مطلع يناير 2016، على خلفية مهاجمة المقرات الدبلوماسية السعودية لدى طهران، أن "التغييرات التي تشهدها السعودية ستجعلها دولة حديثة وربما يقود ذلك إلى تغيير جوهري في شكل نظام الحكم، كأن نشهد دستورًا للمرة الأولى وملكية دستورية بدل الملكية المطلقة"، على حد تعبيره.
واختتم تصريحاته، مؤكدًا بقوله: "أقولها وبصراحة إن الرياض لم تكن تبحث عن ذريعة لقطع العلاقات مع إيران"، معتبرًا أن "القرار السعودي بقطع العلاقات ألحق ضررًا كبيرًا بالنسبة لبلاده".
اقرأ أيضًا
بينهم أنصاري المعادي للسعودية.. الخارجية الإيرانية تطيح بمتشددين
بسبب القدس.. نائب إيراني يهاجم سياسات بلاده ويدافع عن السعودية