بعد هجوم بريطانيا على الإخوان.. هل تخلت لندن عن قطر؟
يبدو أن ثمة تغييرا كبيرا شهدته مؤخرا السياسات البريطانية تجاه جماعة الإخوان الإرهابية، وهو الأمر الذي تترجمه التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، حول ضرورة التدقيق فيما يتعلق بالتأشيرات أو الأنشطة الخيرية التي تتبناها جماعة الإخوان الإرهابية.
الموقف البريطاني من الإخوان ليس الأول من نوعه، فقد سبق للحكومة البريطانية أن رفضت طلبا من قبل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البريطاني، في سبتمبر الماضي، بالتواصل مع قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، حيث بررت الحكومة البريطانية موقفها بالارتباط المشبوه بين الجماعة الإرهابية وعمليات العنف التي ترتكب في العديد من مناطق العالم.
مرارة الإرهاب
الموقف البريطاني من جماعة الإخوان الإرهابية ربما يطرح تساؤلا حول التقلص الكبير في نفوذ قطر داخل بريطانيا، والتي كانت أحد أكبر الداعمين للإمارة الخليجية، بسبب الاستثمارات الكبيرة التي تشارك بها قطر داخل بريطانيا، وذلك خلال عهد رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون.
يقول الكاتب البريطاني كايل أورتون أن هناك ضرورة ملحة للضغط على قطر أو الجماعات الموالية لها، وعلر رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك للحد من الأنشطة الإرهابية التي تمارسها تلك الجماعات المدعومة من الإمارة الخليجية، والتي تمثل تهديدا للغرب، موضحا أن بريطانيا ذاقت من مرارة الإرهاب عدة مرات في الأشهر الماضية، وبالتالي ينبغي أن تقوم بدور داعم للحملة العربية التي تهدف إلى إخضاع قطر.
مصالح مشتركة
الموقف البريطاني يأتي بعد أيام من الزيارة التي أجرتها رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي للمملكة العربية السعودية، والتي التقت خلالها بكبار مسئولي المملكة، وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، وهي الزيارة التي تعكس اهتمام بريطانيا بالتنسيق مع القوى الرئيسية في الخليج.
لعل الزيارة التي قامت بها ماي ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لها وأن زارت البحرين في شهر ديسمبر من العام الماضي، لحضور قمة التعاون الخليجي، كما قامت بزيارة للمملكة العربية السعودية في إبريل الماضي، وهو الأمر الذي يعكس اهتمام بريطانيا بالتقارب مع دول المنطقة في ضوء المصالح المشتركة التي تجمع فيما بينهم.
الوضع الاقتصادي
ولكن على الرغم من تصريحات جونسون، إلا أنه يبقى من الصعب أن تتدهور العلاقات البريطانية القطرية إلى حد قطع العلاقات، في ضوء حاجة بريطانيا للاستثمارات وبحثها عن بديل للاتحاد الأوروبي.
ترى صحيفة "بيزنس انسايدر" أن الموقف البريطاني من قطر لن يصل إلى مستوى القطيعة في ظل حرص الحكومة البريطانية على ايجاد شركاء اقتصاديين في المرحلة المقبلة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنها لن بريطانيا لن تكون على نفس موقفها من الإمارة كما كان عليه الحال في عهد كاميرون، ربما بسبب تغير الإدارة الأمريكية، حيث أن أوباما كان داعما للدور القطري في المنطقة على عكس ترامب.
إقرأ أيضا