التوقيت الجمعة، 15 نوفمبر 2024
التوقيت 06:40 ص , بتوقيت القاهرة

بعد جولة ماكرون الخليجية وزيارة لودريان لمصر.. هل تخلت فرنسا عن قطر ؟

في الوقت الذي قرر فيه الرئيس الفرنسي زيارة المملكة العربية السعودية، للقاء ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قادما من دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت مدينة شرم الشيخ تشهد اختتام فعاليات المنتدى العالمي للشباب، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الفرنسي جان لودريان.


لعل التزامن بين زيارتي رئيس فرنسا ووزير خارجيته للدول الثلاثة، أعضاء التحالف الرباعي العربي المكافح للإرهاب، يعكس أن هناك تغير كبير في الموقف الفرنسي تجاه الأزمة التي تعيشها قطر في المرحلة الراهنة، وتخليها عن الإمارة الخليجية في ضوء دعمها للتنظيمات المتطرفة.


رسالة بن زايد


 يبدو أن الرئيس الفرنسي كان واضحا في حديثه عن دور دولة الإمارات في دعم السلام، ومحاربة التطرف عبر نشر الثقافة، مؤكدا أن الزيارة التي قام بها للإمارات للمشاركة في افتتاح متحف "اللوفر أبو ظبي"، هي لدعم رسالة بن زايد التي تحارب المتطرفين الذين يستغلون الدين لتحقيق مآربهم السياسية.


يقول ماكرون في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز" أمس الخميس: "نحن أمام معركة حضارية، فالبعض يريد استغلال دينكم لجعل الإسلام دين موت وانطواء وكراهية.. الخيار الذي قام به ولي عهد أبوظبي وهو ما أتى بي إلى هنا اليوم هو جعل الإسلام دينا له مكانته ويمكن أن ينمو في ظل أنظمة سياسية منفتحة ومعاصرة تبني السلام والتسامح".


الموقف من إيران


الدعم الضمني لجهود الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، والذي بدا واضحا في زيارة ماكرون للإمارات، ربما أصبح دعما معلنا بإعلانه عن زيارته للسعودية، وذلك للإعراب عن دعمه للمملكة في مواجهة الهجمات الإيرانية التي استهدفت السعودية عبر الصواريخ الحوثية.


الموقف الفرنسي من الحوثيين وإيران في ذاته يمثل بعدا جديدا من أبعاد الخسارة القطرية لحليف راهنت عليه قطر لشهور طويلة وسعت لمغازلته عبر زيادة الاستثمارات القطرية في فرنسا، وذلك في ضوء ارتماء قطر في الدولة الفارسية منذ الاجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تجاه قطر منذ يونيو الماضي.


تخلت عن حيادها


في الوقت نفسه تأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان لودريان لشرم الشيخ لحضور اليوم الختامي للمنتدى العالمي للشباب، والذي حظى برعاية الرئيس السيسي لتؤكد الدعم الكامل من قبل فرنسا للتحالف الرباعي العربي ضد الإرهاب ومموليه.


التزامن بين زيارات الرئيس الفرنسي للإمارات والسعودية، ووزير خارجيته إلى مصر تعكس أن فرنسا ربما تخلت عن حيادها تجاه الأزمة الخليجية ولو ضمنيا، خاصة وأنه لم تخرج أية تصريحات حول نية فرنسا للوساطة في الأزمة كما كان الموقف من قبل، وهو الأمر الذي يعكس نجاح دبلوماسية الدول العربية في إقناع العالم بموقفها المناويء للإرهاب والتطرف.


اقرأ أيضًا ..


زيارة ماكرون للإمارات تثير مخاوف قطر.. و"الحمدين" يردون بسلاح الوقيعة