التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 05:25 م , بتوقيت القاهرة

بعد "قيادة النساء" و"محاربة الفساد".. السعودية على طريق الحداثة

عاصفة من التغيير تجتاح المملكة العربية السعودية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن على المستويين المجتمعي والسياسي أيضًا، وهو الأمر الذي دفع إلى تفاؤل الشريحة الأكبر من المجتمع السعودي، بينما يراقب آخرون الموقف في حذر، بينما فريق من المتشددين يبقوا غاضبين من جراء سياسة التحديث التي تتبناها المملكة.


بحسب ما قال موقع "صوت أمريكا"، فإن التغيير المجتمعي يرتبط بصورة كبيرة بالأوضاع الاقتصادية التي ترتبت على انخفاض أسعار النفط، حيث أن أزمة النفط العالمية تركت أثارا ملموسة على الاقتصاد السعودي، وهو الأمر الذي دفع الحكومة السعودية لاتخاذ قرارات من شأنها تحسين الأوضاع الاقتصادية، تتزامن مع تغييرات مجتمعية عميقة.


 


طفرة كبيرة


تقول الكاتبة الفرنسية كلارنس رود أن العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز بدأ الخطوة الأولى للإصلاح، عندما فتح الباب أمام السعوديات بالترشح لمجلس الشورى في البلاد والدخول إلى قوة العمل، ليصبحن محاميات ومصرفيات، إلا أن الأمر تحول بشكل أسرع فيما بعد نحو مزيد من التغيير.


وأوضحت الكاتبة الفرنسية أن حديث الأمير محمد بن سلمان عن تعزيز أفكار الإسلام المعتدل يعد أمرا في غاية الأهمية، خاصة وأن التغييرات المجتمعية التي تشهدها المملكة تمثل طفرة كبيرة في تاريخ السعودية، حيث أنها تمثل فرصة كبيرة لتحقيق نمو اقتصادي كبير، بالإضافة إلى تحسين الكثير من الأوضاع سواء على المستوى الداخلي في المملكة أو على المستوى الخارجي من حيث علاقات المملكة العربية السعودية الخارجية.


 


مخاوف 


أما الحديث عن المخاوف من ردة فعل التيار المتشدد، فيبدو أمرا طبيعيا في مختلف المجتمعات، حيث أن التيار المتشدد غالبا ما يتخذ منحى مخالف لأي تجاه يهدف إلى الحداثة، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في كافة الدول الأخرى، ولا يقتصر على المملكة العربية السعودية.


يقول  المحلل المصري مصطفى محمود، والمتخصص في الشئون العربية، أن رفض بعض القطاعات داخل المملكة العربية السعودية للتغييرات الجديدة، يعيد إلى الأذهان الموقف المناويء لبعض المتشددين داخل السعودية تجاه قرار العاهل السعودي الراحل، الملك فيصل بن عبد العزيز عندما سمح بفتح مدارس للبنات في الستينات من القرن الماضي.


وأضاف محمود، في تصريح خاص لـ"دوت خليج"، أن المملكة دائما ما تخرج منتصرة تجاه مثل هذه الصدامات، موضحا أن رؤية الحكومة أثبتت صوابها في النهاية.


 


محاربة الفساد


أوقفت سلطات المملكة - بتوجيه من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز - العشرات من كبار المسؤولين والأمراء ورجال الأعمال، بتهم مختلفة متعلقة بالفساد.


وأتت هذه التطورات بعد ساعات على إصدار أمرا ملكيًا عن اتخاذ إجراءات جديدة في المملكة لمكافحة الفساد، بما في ذلك تشكيل لجنة خاصة برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لتولي هذه المهمة.


وأكد نص الأمر الملكي أن القيادة لاحظت "استغلالا من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة، واعتدوا على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية، مستغلين نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول على المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه، متخذين طرائق شتى لإخفاء أعمالهم المشينة، ساعدهم في ذلك تقصير البعض ممن عملوا في الأجهزة المعنية وحالوا دون قيامها بمهامها على الوجه الأكمل لكشف هؤلاء".


 


اقرأ أيضًا ..


خاص| ننشر أسماء الأمراء والمسؤولين الموقوفين بالسعودية


عبر تغريداته.. كيف استخدمت قطر القرضاوي لإضفاء صبغة دينية على مواقفها؟