الإدارة الأمريكية تؤكد على مخرجات "قمة الرياض".. وقطر في الصدارة
اعتبرت قطر أن الإدارة الأمريكية تملك الحل لإنهاء أزمتها مع دول الجوار الخليجي والعربي، بعدما ثبت تورطها في دعم وتمويل تنظيمات الإرهاب بالمنطقة، وترى الدوحة أن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في معترك الأزمة، بمثابة طوق النجاه بالنسبة لهم، إلا أن عددًا من مسؤولي الإدارة الأمريكية، خالفوا توقعات الإمارة الخليجية، المتعنتة إزاء المطالب العربية، الرامية إلي كف يدها عن دعم وتمويل الإرهاب.
آخر التصريحات الأمريكية، بخصوص ملف مكافحة الإرهاب، جاءت على لسان وزير العدل الأمريكي، جيف سيشنز، موضحًا أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضعت مكافحة الارهاب على سلم الأولويات وحصلت على نتائج في مواجهته"، مضيفًا أنه "من الصعب منع الهجمات الإرهابية لكننا نجحنا في وقف الكثير منها"، الأمر الذي يأتي في سياق مخرجات قمة الرياض، التي عقدت في السعودية نهاية مايو الماضي، بمشاركة أمريكية عربية، والتي انبثق عنها نتائج عديدة بشأن التصدي لداعمي الإرهاب وبؤره في المنطقة والعالم.
قال وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز في تصريحات نشرتها شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية: "إن الرئيس ترامب يعمل على إحداث تغييرات في المنظومة الأمنية لمواجهة التحديات وتقليل الجريمة"، موضحًا أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضعت مكافحة الإرهاب على سلم الأولويات وحصلت على نتائج في مواجهته".
وأضاف المسؤول الأمريكي، أنه من الصعب منع الهجمات الإرهابية، لكننا نجحنا في وقف الكثير منها.
تأتي تصريحات وزير العدل الأمريكي تعليقًا على أحداث الدهس الإرهابية الأخيرة التي شهدتها ولاية "نيويورك" الأمريكية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
في منتصف يوليو الماضي، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن "قطر عُرفت بتمويل الإرهاب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أبلغتهم بضرورة التوقف عن تمويل الإرهاب، وأضاف الرئيس الأمريكي أن الإرهاب وحش، ولا بد من الاستمرار في تجويع هذا الوحش".
وتحدث ترامب عن زيارته للملكة العربية السعودية في نهاية مايو الماضي ومشاركته في القمة الأميركية العربية الإسلامية، وأوضح أن السعودية احتضنت قمة عظيمة، وكان أهم محاور النقاش هو الأموال الطائلة التي تنفق لتمويل الإرهاب.
الكونجرس
قال عضوا الكونجرس الأمريكي دان دونوفان وبريان فيتزباتريك، في مقال لهما بموقع "ذي هيل" الأمريكي، نهاية أكتوبر الماضي، أن عدم سماع الكثيرين عن تلك الدويلة القابعة في منطقة الجزيرة العربية، والتي تدعى قطر، هو ما دفعها لتعويض صغر مساحتها وحجمها بالتحرك عكس التيار، من خلال دعم التنظيمات المتطرفة لزعزعة استقرار دول الجوار وربما لتحقيق مزيدًا من النفوذ السياسي والإقليمي على حسابها.
ووصف الكاتبان قطر، بأنها تجيد اللعب على جميع الأحبال، فهي نفس البلد الذي يوجد به مقر القيادة المركزية الأمريكية، ويستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية والتي تستخدمها الولايات المتحدة في ضرب الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش، لكنها في نفس الوقت توفر ملاذًا للقادة الإرهابيين وتمول الجماعات الإرهابية والمتطرفة في الشرق الأوسط.
وعلى عكس الدول الراعية للإرهاب مثل إيران، بحسب الكاتبان الأمريكيان، تستخدم قطر نهجًا مبتكرًا لتجنب عداء الغرب، وهو السعي لإقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، وتقديم وعود كاذبة بشأن مكافحة الإرهاب، وتموّل بسخاء الجامعات الغربية والمشاريع التجارية، كل هذا في نفس الوقت الذي تمول وتروج فيه للإرهاب، وتتحالف مع إيران، وتستفيد من القاعدة الجوية الأمريكية كوثيقة تأمين ضد العقاب على دعمها للإرهاب.
وأضاف عضوا الكونجرس الأمريكي في مقالهما، أن الكونجرس سينظر في تشريع جديد يطلب من الرئيس فرض عقوبات على الأفراد والوكالات التي ترعاها الدولة والتي تمول الجماعات الإرهابية، وأوضحا أن الإدارة الأمريكية ستتعرض لضغوط هائلة من الحكومة القطرية لإبقاء أي من وكالاتها خارج تلك القائمة.
رفض أمريكي
عقد معهد "هدسون" مؤتمرًا، الإثنين الماضي، لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتناول الدور الذي تلعبه قطر وإيران في دعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وشارك في المؤتمر مجموعة من الشخصيات الأمريكية البارزة، وعلى رأسهم وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا، والجنرال ديفيد باتريوس المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، ومايك ماكول، رئيس لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأمريكي، بالإضافة إلى عضو الكونجرس براد شيرمان.
وكشف مؤتمر معهد هدسون، عن الكثير من علامات الاستفهام التي شغلت الرأي العام الأمريكي والعالمي حول موقف الولايات المتحدة من الأزمة القطرية، وكان الرد واضحًا بإجماع الجميع؛ واشنطن تريد حل الأزمة سلميًا، لكن لابد لقطر أن تختار جانبًا، أو كما قال رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية الأسبق ووزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا: "يجب أن تأخذ الدوحة موقفًا واضحًا ضد الإرهاب، ويجب أن يتعاونوا مع دول أخرى من أجل هذا".
ورفع المؤتمر عدة توصيات للإدارة الأمريكية، أبرزها التشديد على ضرورة توقف الدوحة عن تمويل الإرهاب، والعمل مع الدول الداعية لمحاربة الإرهاب لقطع التمويل عن أي منظمات أو أفراد مرتبطين بالإرهاب، بالإضافة إلى اعتقال أو طرد أي قياديين أو أفراد لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالجماعات والتنظيمات الإرهابية.
من جانبه، استعرض المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأمريكي، ستيف بانون، خلال مشاركته بمؤتمر هدسون، قائمة مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قطر، مبديًا تأييده لها، واصفًا ما تقوم به قطر من التعاون مع إيران والدعم المكشوف للإرهاب ورعاية الإخوان والترويج الإعلامي للعنف، بأنه يعادل خطر كوريا الشمالية على الولايات المتحدة والعالم.
اقرأ أيضًا
هل تسعى قطر إلى توريط الإدارة الأمريكية وتغيير بوصلتها عن محاربة الإرهاب ؟
أبرزها "هدسون".. مؤتمرات دولية تدين إرهاب "تنظيم الحمدين"
وزير العدل الأمريكي: القضاء على الارهاب على رأس أولوياتنا
هل قمة الرياض "الإسلامية - الأمريكية" المسمار الأخير في نعش "الإخوان"؟
ترامب: قطر معروفة بتمويل الإرهاب.. ولنا بدائل لإقامة القاعدة العسكرية