دائمًا ما يخرج الإعلامي السعودي المثير للجدل، جمال خاشقجي بتصريحات من شأنها إحداث حالة من البلبلة بين أوساط متابعيه، لا سيما وأنها تتسق مع توجهات قطر المعادية للجوار الخليجي والعربي، وحلفاءها الإخوان.

خاشقجي لم يخفي تقارب موقفه مع النظام القطري في أزمته الممتدة على مدار 4 أشهر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتعنته إزاء المطالب العربية الرامية إلي كف يده عن دعم الجماعات الإرهابية بالمنطقة، وهو ما أكدته سقطاته المتعددة التي فضحت وقوعه في الفخ الاخواني القطري، والتي كان آخرها ظهوره عبر شاشة فضائية "بي بي سي" البريطانية مروجًا جملة من الاساءات لموقف مصر من الأزمة الخليجية.

فجاجة

الكاتب السعودي خرج متطاولاً في فجاجة، بشأن أزمة قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عبر الفضائية البريطانية قائلًا: "لو قام الشيخ تميم غدا بزيارة إلى القاهرة ومعه شيك بـ 4 مليار دولار وأوقف (قناة) الجزيرة عن التعرض للشأن لمصري، لانتهت هذه الأزمة بالكامل".

ما يؤكد قصر نظرته بشأن أزمة الدوحة، وارتماءه صوب المعسكر المعادي للدول العربية، تأكيد الدول الأربع على موقفها الثابت من دعم قطر للإرهاب، والتي كان آخرها تصريحات لوزير الخارجية البحريني - في تغريدات عبر حسابه بموقع "تويتر" - أن "البحرين لن تحضر قمة وتجلس فيها مع قطر وهي التي تتقرب من إيران يومًا بعد يوم، وتحضر القوات الأجنبية، وهي خطوات خطيرة على أمن دول مجلس التعاون".

إنها ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها الكاتب السعودي بحق مصر، فقد سبق وأن قام بذلك مرات عدة، منذ سقوط نظام الإخوان الإرهابية، وهو الأمر الذي دفع الخارجية السعودية إلى إصدار بيان للتبرؤ من تصريحاته وكتاباته المسيئة، ولتؤكد أن الرجل ليس له أي صفة رسمية.

تغريدات خاشقجي دفعت السلطات السعودية إلى منعه من الكتابه سواء في على موقع التوصل الاجتماعي "تويتر"، أو مقالاته الصحفية، إلا أنه عاد للتغريد في أغسطس الماضي، ليستهل تغريداته بالشكر لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

ومنذ ذلك الحين، بدأ خاشقجي حريصا على الترويج لكل ما يسيء إلى مصر، من خلال إعادة نشر تغريدات مغرضة ومسيئة لمصر، بغرض تشويه صورتها لصالح الأهداف الإخوانية، والترويج للدعاية التي تروجها الجماعة والمنظمات الموالية لها، ومن بينها "هيومان رايتس واتش"، وهو الأمر الذي يسعى لاستخدامه الموالون لأمير قطر، تميم بن حمد.

دفاع خليجي

بدورها، استنكرت الأوساط الخليجية هذه الإساءة من جانب الكاتب السعودي تجاه شقيقتهم الكبرى مصر، خاصة وأن تصريحاته تأتي بمثابة تسطيح للأزمة القائمة بالفعل على إثر تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب، وليست في سياق أزمة سياسية مع القاهرة، حيث تفاعل الكاتب السياسي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله مع تغريدة لخاشقجي مبررًا فيها تصريحاته المسيئة، بقوله: "مصر عزيزة وغالية ولا يجوز التحدث عنها بلغة البيع والشراء، واعتقد ان حديثك هفوة لا تليق بك وأرجوك التراجع والاعتذار بما تملك من شجاعة أدبية".

وعلّق الكاتب الكويتي، فؤاد الهاشم في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، قائلاً: "قمة السذاجة في الطرح!"، في الوقت الذي أعاد فيه تدوير تغريدة من حساب يدعي "عروبة"، يشير نصها لتصريحات خاشقجي المسيئة، قائلةً: "لا هو بس يظن أن الأموال تشتري المصريين الشجان مثل ماانشرى هو نفسه بنفس العملة".

وفي السياق ذاته، شن المغرد السعودي، مشعل الخالدي هجومًا على تلك الاساءة المتعمدة من جانب خاشقجي، بقوله: "العميل الهارب خاشقجي ومحاولة تسطيح ازمة قطر ودعمها للإرهاب وقلب انظمة الحكم والتواطؤ مع ايران والقذافي والحشد الشعبي بأنها قضية مادية تتعلق بمصر فقط وان الازمة تحل بالشيكات!".

وأضاف: "العميل هدد بتشكيل معارضة في الخارج خلال 6 اشهر واساء لمملكة البحرين".

تاريخ أسود

مواقف خاشقجي عبر تغريداته دفعت السلطات السعودية إلى منعه من الكتابه سواء على موقع التوصل الاجتماعي "تويتر"، أو مقالاته الصحفية، ليغادر بعدها المملكة مستقرا في نيويورك، مواصلًا من هناك مواقفه المعاكسة للتيار، خاصة بعدما نشر صورة له عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، يظهر بها متواجدا داخل مقر صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، معلنًا كتابته مقالات عبر صفحاتها بصورة منتظمة.

وكشف الصحفي السعودي محمد الطاير، منتصف سبتمبر الماضي، بعض الحقائق في تاريخ خاشقجي، موضحًا أن له "تاريخًا أسود"، بحكم معرفته به وعمله معه قبل أعوام، فاضخا علاقته بحزب الله اللبناني وتقاضيه رشوة من قطر.

وقال الطاير في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر"، إنه يعرف خاشقجي منذ أعوام عديدة وكان دائمًا يراهن على علاقاته بالإعلام الغربي "ويعتقد أنه قوي"، مشيرًا إلى أن خاشقجي تقاضى 9 ملايين من تميم آل ثاني حاكم قطر للإساءة للنظام السعودي، حسب تعبيره.

وكشف الطاير أن أول لقاء له بخاشقجي كان "عندما جاء منتفخًا بعد أن أبلغوه أنه سيعود رئيسًا لتحرير جريدة الوطن، موضحًا أنه اقتحم مكتب عثمان الصيني وهو غائب في جولة خارجية، مما أثار احتقار الجميع له بسبب تلك الفعلة".

اقرأ أيضًا

جمال خاشقجي.. عندما يغرد "الغراب" ضد مصر من داخل "قفص قطري"

صورة| بعد ضم "خاشقجي".. "واشنطن بوست" تواصل سياستها المعادية للعرب

جيمي.. والمواطن جمال خاشقجي !