يبدو أن التقارب بين قطر وإيران الناشئ على خلفية أزمة الإمارة الخليجية، دفع أحد أذرع طهران العسكرية، ميلشيا الحوثيين باليمن، إلى إطلاق تهديدات باستهداف أراض داخل السعودية، عبر فضائية الجزيرة القطرية، في إطار هجوم الدوحة على التحالف العربي.

الجزيرة

قبل أيام، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في تصريحات له، متطرقًا إلى أوضاع الحرب الدائرة رحاها مع الحوثيين في اليمن، إن "حرب اليمن ستستمر لمنع الحوثيين من التحول إلى حزب الله آخر على حدود المملكة"، ويبدو أنه بالفعل بدأ ظهور حزب الله يمني يَترسّخ في شمال اليمن، ويَزداد قوّةً يومًا بعد يوم، ويُقيم شبكة من التّحالفات في الداخل والخارج.

تأتي هذا التطور الخطير بعد أن باتَ يَمتلك ذِراعًا إعلاميًّا يتجسّد في فضائية "الجزيرة"، القطرية التي أصبحت تَفتح له صَدر شاشاتها، وتحتفي بالتهديدات التي يطلقها قادته تجاه دول الجوار الخليجي.

فضائية "الجزيرة"،- ذراع تنظيم الحمدين الإعلامي الأبرز-، نقلت مقتطفات من حوار- ستبثه كاملًا لاحقًا- مع الناطق باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، قال فيه إن جماعته ستستهدف "العمق السعودي والمدن التي تنطلق منها الطائرات المقاتلة للتحالف العربي، وإن أبو ظبي هدف عسكري رئيس، وصريح في الفترة المقبلة بالنسبة لجماعته".

الخطر الباليستي

وأعلن تحالف قوات دعم الشرعية باليمن، عن إطلاق صاروخ باليستي ظهر الجمعة الماضي من الأراضي اليمنية، باتجاه قرية حدودية تابعة لمنطقة نجران السعودية.

وقال المتحدث الرسمي لقوات التحالف العقيد الركن، تركي المالكي، في بيان له، إنه في تمام الساعة "17: 01" من صباح الجمعة،تم إطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية".

وأضاف "المالكي"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، "واس" أن "الصاروخ كان باتجاه إحدى القرى الحدودية التابعة لمنطقة نجران وتم إطلاقه لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، حيث سقط الصاروخ على مجمع سكني يسكنه عدد من العمال المقيمين مما أسفر عن وقوع خسائر بالممتلكات الخاصة وإصابة طفيفة لأحد العمال".

ويرى مراقبون أن هذا النهج العدائي من جانب الحوثيين تجاه المملكة، يُشير إلى أمرين: الأول وصول إمدادات جديدة من صواريخ مُتطوّرة سواء من إيران أو جهاتٍ أُخرى، والثاني، تَصنيع هذهِ الصّواريخ داخل اليمن بالاستعانة بتكنولوجيا إيرانيّة.

استهداف مكة

تهديدات الحوثيين للأمن القومي السعودي متكررة، حيث سبق وأن أعلنت قوات الدفاع الجوي السعودية، نهاية يوليو الماضي، اعتراضها صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون باتجاه مكة المكرمة، في محاولة يائسة لإفساد موسم الحج.

وتم اعتراض الصاروخ في سماء الطائف وسقطت شظاياه في منطقة غير مأهولة بالسكان، وبعد اعتراض الصاروخ، شنت مقاتلات التحالف غارات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شمالي صنعاء، ومقر الأمن القومي في منطقة صرف شرقي العاصمة، بحسب "سكاي نيوز عربية".

ردع عربي

اختتم وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة للدول الأعضاء في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، اليوم الأحد، اجتماعا في العاصمة السعودية، الرياض، جددوا فيه دعمهم للشرعية في اليمن واتهموا إيران بالعمل على عرقلة الحل السياسي.

وقال البيان الختامي إن "المجتمعون أدانوا بأشد العبارات الدور السلبي الذي تلعبه إيران في دعم الميليشيات ومدهم بالصواريخ الباليستية والألغام في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن رقم 2216".

بدوره، قال السفير السعودي لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر في تغريدة له عبر حسابه في موقع تويتر، "سنرد بحزم وعزم يفل رؤوس ميليشيات إيران الحوثية، لينعم الشعب اليمني الشقيق بالأمن والاستقرار وتأمن حدودنا وبلادنا".

اقرأ أيضًا..

السفير السعودي لدى اليمن يرد على تهديدات الحوثيين باستهداف المملكة

كيف تورطت قطر في دعم الإرهاب لتخريب اليمن؟

وزير الداخلية اليمني: قطر تدعم الانقلابيين و"تُجيش" أبنائنا في الخارج

تهديدات الحوثي وصالح.. أبرز رسائل رئيس الأركان السعودي بمؤتمر الرياض