خاص| بيان السعودية بشأن "قضية الأحواز" يسلط الضوء على انتهاكات إيران
تمارس إيران اضطهاد ممنهج بحق الأقليات غير الفارسية منذ عقود، والتي من بينها سكان إقليم الأحواز، وبدورها أكدت المملكة العربية السعودية، في مستهل تعليقها على سجل حقوق الإنسان داخل إيران، أن الشعب الإيراني يجني ثمار سياسة حكومته العدائية تجاه العالم، وأضافت المملكة، في بيان لها أمام الأمم المتحدة، أن إيران لم تقدم مؤشرات بأن نظامها "يعتزم معالجة الظلم والاضطهاد الذي يعاني منه عرب الأحواز ومصادرة هويتهم العربية وحقوقهم المدنية".
بيان المملكة، فتح الباب لتسليط الضوء من جديد على القضية الأحوازية، وأوضح أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة الأزهر، الدكتور فكري سليم أن مظاهر اضطهاد النظام الإيراني للشعب الأحوازي كثيرة، مشيرًا أن أهمها التفريس، وهو عبارة عن تحويل أسماء البلاد والعباد من أسماء عربية إلى أسماء فارسية، لطمس الهوية الثقافية العربية هناك، وقال: "لعل إصرار الأنظمة الإيرانية المتعاقبة، على تسمية هذا الإقليم باسم خوزستان بدلا من "الأحواز"، أو"عربستان" وتسمية مدينة "المحمرة" باسم "خُرَّمشَهر" و"عبادان" إلى "أبادان"، ومدينة "الخفاجية" إلى "سوسنگرد" ومدينة "السوس" إلى "شوش"، خير دليل على اضطهاد السلطات الإيرانية للعرب في هذا الإقليم.
اضطهاد إيراني
وأضاف لـ"دوت خليج" أن "من مظاهر الاضطهاد ضد العرب هناك منعهم من ارتداء الزي العربي في المؤسسات الحكومية، فالأمر لم يتوقف عند التضييق على تفريس الأسماء بل تعداه إلى تجفيف الأنهار وتحويل مجاريها مثلما حدث منذ عدة سنوات في نهر كارون، كذلك اعتقال الشباب العربي تحت حجج مختلفة وإعدامهم، ولعل المواجهات العديدة بين أهل الأحواز والنظام الإيراني بعد ثورة 1979م، والتي كان أبرزها تلك التي حدثت بين أهالي مديني المحمرة وعبادان، وراح ضحيتها مئات الأحوازيين بسبب مطالبتهم بحقوقهم السياسية والثقافية التي حرمهم الشاه منها، لعل تلك المواجهات كانت دليلاً باقياً يشهد أيضاً على قمع السلطات واضطهادها للعرب وتهميشهم".
التعامل الخليجي مع ملف الأحواز
أما فيما يتعلق بالتعامل الخليجي مع القضية الأحوازية؛ قال "سليم" إن "الحقيقة هي أن دول الخليج لا تتعامل مع إيران بالمثل في هذا الأمر، فأبناء جلدتهم في الأحواز حقوقهم ضائعة، يناضلون منذ عقود لإسماع صوتهم للعالم ولإخوانهم العرب لرفع الظلم الواقع عليهم، ولكن لا مجيب؛ فالعرب يرون أن تدخلهم في هذا الأمر يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية لإيران، لكن طهران لا تعير هذا السلوك أدنى اهتمام وتتدخل هي في شؤونهم عبر دعم جماعات موالية لها لزعزعة أمن هذه الدول، والأمر العجيب هو أن إيران أعلنت صراحة أنها تريد تصدير الثورة لهذه الدول، والأعجب من هذا أن دستورها يخول لها التدخل في شؤونها؛ بل وشؤون أي دولة في العالم، وحجتها في هذا هو نصرة المستضعفين".
وأضاف: "لا يفوتنا هنا أن نذكر بتلك التصريحات التي صدرت عن مسؤولين إيرانيين مثل مستشار للرئيس الإيراني، وعضو برلماني مقرب من المرشد، وعضو بالمجلس الأعلى للثورة الثقافية يصرحون أن إيران تواجدت في أربع عواصم والبقية تأتي".
وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية في تصريحاته لـ"دوت خليج"، أنه "رغم التحريض المستمر ضد الدول العربية عامة ودول الخليج العربي بصفة خاصة، إلا أن دول الخليج تتحلى بالديبلوماسية، ولا ترغب في الزج بنفسها في التدخل في الشأن الإيراني، حتى أنها إن دعمت الجماعات والتنظيمات الأحوازية المناضلة من أجل نيل حقوقها؛ فهذا الدعم يكون على استحياء ومحدود، وفي ظل ظروف معينة، ثم سرعان ما يتوارى هذا الدعم".
اقرأ أيضًا ..
السعودية: إيران لديها سجل أسود في "حقوق الإنسان"
خاص| باحث في الشأن الإيراني: تسهيلات إيران لقطر "باهظة الثمن"
الانتهاكات ضد المعارضين.. رابط مشترك بين قطر وإيران
الأحواز .. "إيرانيون" يدعمون "عاصفة الحزم"
خاص| أين تقع قطر من خارطة تحالفات تركيا وإيران في أزمة كردستان؟