التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 03:34 م , بتوقيت القاهرة

خاص| الاستبعاد والتجميد.. سيناريوهات تهدد قطر في «التعاون الخليجي»

أثار مقال الأكاديمي السياسي الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله، منذ مطلع أكتوبر الجاري، قضية شغلت الأوساط السياسية في المنطقة ولاسيما الخليجية.


«هل انتهى مجلس التعاون الخليجي؟».. هكذا جاء عنوان المقال، ونُشر عبر موقع الـCNN  الأمريكي، متناولًا إشكالية انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي المقبلة، في ظل الأزمة الحالية مع قطر، واستمرار تعنتها تجاه مطالب الدول الأربعة.


وقال "عبدالله" إن "حالة الانقسام التي وقعت في 5 يونيو الماضي، أثرت سلبًا على صورة المجلس، كما عطلت نشاطاته وجمدت اجتماعاته وزعزعت تماسك الدولة؛ بل امتدت لتلامس النسيج الإجتماعي الخليجي الذي كان دائمًا بمنأى من الخلاف السياسي الخليجي.. فالمنظمة الخليجية السداسية بلغت حافة هاوية غير مسبوقة، تنذر إما بفقدان أو تجميد عضوية قطر".


وأضاف أنه "حتى في أسوأ السيناريوهات، إذا انتهى حال مجلس التعاون الخليجي المكون من 6 دول حاليًا إلى أن يصبح مجلسًا مكونًا من 5 أعضاء، أي أن يكون مجلس التعاون الخليجي بدون قطر مؤقتًا، سيظل مجلس التعاون قائمًا كمنظومة سياسية وأمنية فاعلة ومستمرة.. إن أسوأ سيناريو محتمل هو مجلس تعاون خليجي بدون قطر، وليس بالضرورة تفكك مجلس التعاون. ومن المحتمل أن يثير مجلس تعاون بدون قطر مشاعر سلبية واستياء في كل من عُمان والكويت. لقد تحملت الكويت مسؤولية القيام بدور الوسيط، لكنها لن تنسحب أبدًا من مجلس التعاون. فأمير الكويت هو أحد الآباء المؤسسين للتعاون الخليجي، وسيظل متمسكا ووفيًا بما لا يمكن تخيله لمشروع الاتحاد الخليجي ولن يرضى بابتعاد الكويت عنه تحت أي ظرف ولأي سبب".


شاهد أيضًا : دوت مصر| قطر الحمدين..الابن العاق في مجلس التعاون


وبعد انتشار المقال بأيام قليلة أطلقت الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم الحمدين – حكومة قطر – هاشتاجًا داعمًا لحكومة الدوحة، بعنوان  #لا_قمه_خليجيه_الا_بحضور_قطر، في محاولة لرأب الصدع الذي تسبب به "الحمدين" في العلاقات القطرية الخليجية نتيجة لممارساتهم المغرضة بحق أشقاءهم من الخليجيين ولا سيما في السعودية والإمارات والبحرين.


فيما كشف مصدر ديبلوماسي أمس الأحد، في تصريحات صحفية لـ"جريدة الراى" الكويتية أن الكويت ستبدأ خلال أيام إيفاد مبعوثين إلى دول مجلس التعاون، لتسليم رسائل إلى القادة الخليجيين تتعلق بإنعقاد القمة الخليجية المقبلة.


وقال سفير الكويت لدى مملكة البحرين الشيخ عزام الصباح بحسب الجريدة ذاتها أن "القمة الخليجية في الكويت ستفتح صفحة مضيئة في مسيرة التعاون الخليجي، وستشهد نهاية مفرحة للاختلافات الخليجية". كما أكد نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله خلال الأيام السابقة أن الكويت على أهبة الاستعداد لاحتضان القمة الخليجية، مشيرًا إلى أن الوساطة الكويتية مستمرة وستتواصل إلى أن تصل إلى نهاية سعيدة للخلاف القطري الخليجي، على حد قوله.


في هذا السياق يرى مدير وحدة دراسات شؤون الخليج، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور معتز سلامة أن الكويت كونها الدولة المستضيفة للقمة الخليجية المقبلة، يضعها في مأزق حقيقي؛ فهى منذ بداية الأزمة القطرية تلعب دورًا محايدًا وتمثل دور الوسيط، متوقعًا أنه في حال إنعقاد القمة في ظل الظروف الراهنة دون تغيرها حتى ديسمبر المقبل؛ فإنه من المؤكد حدوث أزمة، وقال لـ"دوت خليج": "ربما يصدر بيان بشئ ما توافقي خلال الأسابيع القادمة يتحدث عن الأزمة طارحًا حل ما، لأنه لكى تعقد القمة بهذا الشكل؛ فهو أمر صعب جدًا، لأنه في تلك الحال إما ستفشل القمة، وإما أن يصدر خلالها قرارات ضد قطر، وهو الأمر الذي سيعرض الكويت وعمان أيضًا إلى الإحراج، ولذلك أنا أُرجح أنه في حال عدم التوصل إلى حلول قبل القمة، فإن احتمالات الغاءها كبير".


اقرأ أيضًا : وثيقة| قطر تهدد دول مجلس التعاون بالانسحاب


من جانبه يرى أستاذ الإعلام السياسي، بجامعة الإمام، الدكتور عبدالله العساف أن الأزمة القطرية سوف تلقي بظلالها على القمة الخليجية المرتقبة، والتي وصفها بـ "الفرصة الأخيرة لقطر"، للعودة للمنظومة الخليجة.


وقال لـ"دوت خليج" أن "تلك الإشكالية تمثل منعطفًا جديدًا في مسيرة مجلس التعاون إما بتجميد عضوية قطر أو باستبعادها، وإعادة هيكلة المجلس بصورة تجعلة صامدًا أمام التحديات المستقبلية".


وأضاف "العساف" أنه "في حال إنعقاد تلك القمة ستكون فارقة في تاريخ المجلس؛ وسوف تكون قمة الكويت المرتقبة قمة التأسيس والتجديد والتحديث في ميثاق المجلس وقوانية وطريقة التعامل بين أعضائة وهي فزصة مناسبة لبناء مجلس خماسي جديد قادر على تجاوز المرحلة، وأكثر ديناميكية وحيوية في تحركاته وقراراته التي يحب أن تكون ملزمة للجميع".


وتابع بأنه "بعد 4 عقود تقريبًا أصبح لدى مجلس التعاون رصيدًا كبيرًا من الخبرة في الايجابيات والسلبيات والتطلعات التي يرغب في تحقيقها خصوصا انه المنظمة العربية الاقليمية النموذجية في تعاونها وتكاملها وصمودها في وجه الازمات فالمجلس وجد ليبقى لكن المرحلة تستلزم التجديد.


ومن المقرر أن تستضف دولة الكويت إجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في دورته الثامنة والثلاثين في ديسمبر المقبل.


وكانت الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في 5 يونيو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر، إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. فيما يستمر تنظيم الحمدين - حكومة قطر - في تعنته تجاه قائمة المطالب الـ13 التي قدمتها الدول الأربعة، ومن شأنها احتواء وإنهاء الأزمة القطرية.


اقرأ أيضًا :


خالد الزعتر: وجود قطر في مجلس التعاون الخليجي شكلي فقط


فيديو| هل يحقق النظام القطري رغبات شعبه؟