خاص| نكشف كواليس ورسائل زيارة وزير خارجية إيران إلى قطر
حاول وزير قطر للشؤون الخارجية ومندوبها بالجامعة العربية، سلطان بن سعد المريخي، مطلع سبتمبر الماضي، أن يخادع العالم بعد وصفه إيران بـ"الدولة الشريفة"، لتحدث عبارته هذه أزمة قبل دقائق من انطلاق أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب في دورتها العادية رقم 148.
وجاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلي الدوحة، اليوم الثلاثاء، قادمًا من سلطنة عمان بعد زيارة لمدة يومًا واحداً، استعرض خلالها المستجدات الإقليمية مع نظيره العماني، يوسف بن علوي، والتقى أيضًا السلطان قابوس بن سعيد، لتؤكد مدى التصاق النظام القطري بمصالح طهران، خاصة بعد تقاربهما الوطيد منذ إندلاع الأزمة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مطلع يونيو الماضي، وتدفق الدعم الإيراني صوب الإمارة الخليجية.
زيارة ظريف تحمل كذلك الكثير من المضامين والرسائل الهامة في مثل هذا التوقيت، تزامنًا مع زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان المرتقبة إلي إيران غداً الأربعاء، بناءا على دعوة نظيره الإيراني، حسن روحاني، ومن المنتظر أن يلتقي خلالها المرشد الإيراني، علي خامنئي.
تميم وظريف
التقى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، في العاصمة القطرية، الدوحة، صباح اليوم الثلاثاء، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، إن الجانبين بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
ووصل ظريف، مساء الاثنين، إلى الدوحة، في أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع المستوى إلى قطر، منذ بدء الأزمة الخليجية في الـ5 من يونيوالماضي.
اقرأ أيضًا: من منصة الأمم المتحدة.. تميم يواصل دعم "الشريفة"
وفي السياق ذاته، كشف موقع "دنياى اقتصاد" الإيراني، أن تميم وظريف استعرضا تعزيز فرص التبادل التجاري بين البلدين، مشيراً إلي "أن أمير قطر أعرب خلال اللقاء عن سعادته بتحسن مستوى العلاقات بين الدوحة وطهران"، مضيفًا "أن الشعب والحكومة القطرية يرغبون في وجود علاقات جيدة مع جيرانهم الإيرانيين"، بحسب الموقع.
وكان أمير قطر حريصًا في كلمته، أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في الـ19 من سبتمبر الماضي، على دعم الموقف الإيراني من أعلى منصة أممية بعد دعوته إلى حوار بناء بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، في إطار سياسة التقارب بين قطر وإيران على حساب دول الجوار الخليجي والعربي، خاصة بعد أزمة الدوحة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
كذب المريخي
وفي الإطار ذاته، سيطر الجانب الاقتصادي على مجريات لقاء وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف بنظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، مع حضور وزير الاقتصاد القطري أيضًا، وتنوعت القضايا التي تم تداولها بين وزيري خارجية البلدين، مابين التأكيد على ضرورة التعاون الاقتصادي، و التطرق إلي الأوضاع الإقليمية وبخاصة أزمة الدوحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
وأبدى ظريف خلال اللقاء استعداد بلاده من أجل التعاون "طويل الأمد" مع الدوحة، وتحويلها إلى شريك اقتصادي. الأمر الذي يؤكد ما أشار إليه "دوت خليج"، في تقارير سابقة له أن النظام الإيراني يعتبر أزمة الدوحة مع محيطها العربي والخليجي محض فرصة، يجب استغلالها حتي النفس الأخير، طمعًا في جني مزيد من الأموال القطرية المتدفقة على دعم الإرهاب.
من جانبه أبدى الجانب القطري استعداده لتوقيع "الاتفاقيات المبرمة" سابقًا، مؤكدا "أن الدوحة ترمي إلى تطوير التعاون الاقتصادي بالتزامن مع تعزيز العلاقات السياسية"، حسبما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "ايسنا".
وفي هذا اللقاء شارك وزير الخارجية الايرانية في مأدبة غداء أقامها آل ثاني على شرف نظيره الايراني، وسرعان ما تداول مغردون على وسائل التواصل الإجتماعي صور لمراسم عزاء والدة مندوب قطر بالجامعة العربية، سلطان بن سعد المريخي الذي وصف إيران بـ "الدولة الشريفة"، سبتمبر الماضي، والتي يظهر بها ظريف جالسًا إلي جانب مندوب الدوحة، ليبدو حريصًا على الإحتفاء بما حاول "المريخي" ترويجه كذبًا لصالح النظام الإيراني.
ترتيب أولويات
وتعليقًا على زيارة وزير الخارجية الإيراني لأول مرة منذ إندلاع أزمة الدوحة مع محيطها الخليجي والعربي، قال الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، يوسف بدر "إن زيارة ظريف إلى قطر تأتي بعد زيارة إلى سلطنة عمان، ما يعني أن هناك ترتيب أولويات في هذه الجولة التي يقوم بها".
وأضاف في تصريحاته لـ "دوت خليج"، "أن زيارة سلطنة عمان ذات عدة أهداف؛ فهناك مرحلة اقتصادية جديدة، التوجه فيها سيكون نحو جنوب أسيا"، مشيراً إلي" أن إيران تراهن كثيرا على خط الغاز الذي تعمل على مده إلى السلطنة من تحت البحر ومن ثم إلى الهند ودول أسيا".
رسائل
وعلى الجانب السياسي، أكد بدر "أن إيران تحاول التأكيد على حضورها الإقليمي في قضايا المنطقة، ولذلك ستناقش مسألة الخلافات الخليجية في عمان وقطر، وكذلك القضايا المتعلقة بالمنطقة بداية من اليمن حتى سوريا"، لافتًا إلي "أن اختيار عمان وقطر في هذه الجولة، يحمل رسائل عدة، منها: أن تظهر طهران أنها فاعل في قضايا المنطقة، وتروج لسياستها لحل قضايا المنطقة عبر الحوار كما تدعي على غرار نموذج 5+1".
واستطرد "أن النظام الإيراني يحاول الترويج بأن المشكلة في المنطقة تنحصر في السعودية والإمارات، وأن هناك حلفاء لها داخل مجلس التعاون الخليجي، ولذلك هى تدعم قطر في أزمتها، للتعبير عن مظلوميتها من العقوبات الغربية"، مؤكداً "أن الزيارة تستهدف أهداف اقتصادية أيضًا، لكنها تحمل رسائل سياسية أهم، تحاول إيران من خلالها الترويج لسياستها والتأكيد على حضورها الإقليمي".
كردستان
وأوضح أن زيارة أردوغان المرتقبة إلي طهران للتباحث بين الجانبين بشأن "انفصال إقليم كردستان"، تزامنًا مع زيارة ظريف إلي الدوحة، ومن المرجح أن يكون وراءها تبادل رسائل من خلال وزير الخارجية الإيراني، بشأن الملف الكردي والسوري، مشدداً على أن موقف قطر من استفتاء كردستان سيكون متوافقًا تمامًا مع موقفي طهران وأنقرة، وذلك نكاية في الموقف السعودي.
واختتم الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، تصريحاته قائلًا "إن حضور ظريف مراسم عزاء والدة مندوب الدوحة في الجامعة العربية، سلطان المريخي الذي وصف بلاده بـ"الشريفة"، يأتي كنوع من التكريم له، مؤكدا تعمد الجانب الإيراني إيصال مثل تلك الرسائل للعرب، واصفًا تلك الخطوة من جانب وزير الخارجية الإيراني بـ"الذكية"، على حد قوله.
اقرأ أيضًا
فيديو| "الدولة الشريفة" تفضح قطر.. وشكري وقطان يصفعان مندوبها بالجامعة العربية
اغتيال "الجبير" وتفجيرات "الخبر".. أبرز جرائم "إيران" ضد السعودية
"خلايا إرهابية وتجسس".. سجل جرائم "الشريفة" في البحرين
سجل جرائم إيران في الكويت يفضح "شرفها الكاذب"