الانتهاكات ضد المعارضين.. رابط مشترك بين قطر وإيران
كثيرة هي أوجه الشبه بين كلًا من النظامين القطري والإيراني، في سلوكهما تجاه المعارضين، خاصة في ظل تقاربهما الواضح والوطيد منذ اندلاع أزمة الدوحة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتعنت تنظيم الحمدين تجاه المطالب العربية الرامية إلي كف يده عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية بالمنطقة.
الإمارة الخليجية أقدمت مؤخرًا على سحب جنسيات عدد كبير من أبناء القبائل القطرية مثل آل مرة والهواجر، بل ومصادرة أموالهم بدون وجه حق على خلفية معارضتهم السياسات التخريبية التي تنتهجها ضد جيرانها في المحيط الخليجي والعربي.
ويبدو تشابه الانتهاكات بين الطرفين أكثر منطقية، بعدما التصقت قطر تمامًا بمصالح النظام الإيراني المعروف دومًا بانتهاكاته وجرائمه ضد المعارضين منذ عام 1979، بعد سيطرة رجل الدين الإيراني، آية الله الخميني على مقاليد الحكم في البلاد، لتشهد الهضبة الإيرانية على مدار عقود مجازر مروعة ضد أقطاب المعارضة الإيرانية، واضطهاد ممنهج بحق الأقليات الغير فارسية مثل إقليم "الأحواز" عاصمة محافظة خوزستان الإيرانية، الواقعة شمال غربي إيران، والتي تقطنها أغلبية عربية.
الباستيل
شهدت ساحة "الباستيل" وسط العاصمة الفرنسية باريس، إقامة "مجلس المقاومة الإيرانية"، -المعارض للنظام الإيراني- معرض فني في الهواء الطلق، يوم الجمعة الماضي، للمطالبة بإجراء الأمم المتحدة تحقيق مستقل في مجازر وقعت داخل زنازين السجون الإيرانية ضد المعارضة الإيرانية عام 1988.
وأوضح "مجلس المقاومة الإيرانية"، -المعارض للنظام الإيراني-، في بيان تلقى "دوت خليج" نسخة منه، أن "هدف هذا المعرض لفت الانتباه إلى واحدة من أكثر الجرائم الوحشية في الدكتاتورية الدينية في سجونها".
و في ساحة "الباستيل"، نصبت جدارية طولها 14 مترًا لصور الضحايا، وكانت مجموعة من الأحذية تمثل الأشخاص المفقودين عقب عمليات الإعدام، وقد أعدم أكثر من 30 ألف شخص من السجناء السياسيين في صيف عام 1988 داخل سجون إيران، بناءًا على فتوى من الخميني، ولا يزال معظم المسؤولين عن هذه الجرائم موجودون حاليًا في مناصب إيرانية رئيسية.
اقرأ أيضًا: بعد دعوة "تميم" للحوار معها.. مظاهرات حاشدة ضد إيران أمام الأمم المتحدة
وشدد عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أفشين علوي، على ضرورة قيام الأمم المتحدة بإجراء تحقيق دولي مستقل، مشيرًا إلي أن هذا التقرير الأخير للأمم المتحدة يجب أن يؤدي، إلى تقديم السلطات المعنية بهذه الجرائم إلى العدالة، حسبما ذكر البيان.
جدير بالذكر أن منظمة العفو الدولية حذرت من تدمير المقابر الجماعية لضحايا تلك المجازر في بعض المدن الإيرانية. وفي هذا الصدد ذكرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران، السيدة عاصمة جهانغير، في تقريرها الأخير، أنه " في أغسطس عام 2016، كشف تسجيل صوتي لاجتماع بين كبار المسؤولين الحكوميين الإيرانيين وعدد من رجال الدين، عن هويات المتورطين في ارتكاب الإعدامات بحق المعارضة الإيرانية داخل السجون".
وأضافت في تقريرها أن "من بينهم وزير العدل الإيراني الحالي، وقاض في محكمة العدل العليا لا يزال في منصبه، ورئيس إحدى المؤسسات الدينية الرئيسية في البلاد، كان مرشحًا أيضًا في الانتخابات الرئاسية التي عقدت في مايو الماضي".
تعسف
ولعل من قبيل المصادفة استجابة عدد كبير من قبائل "يام"، لدعوة الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين، لحضور حفل آل مرة، والشيخ طالب بن لاهوم بن شريم، مساء الجمعة، في اجتماعات "يام" بمدينة الأحساء السعودية، تزامنًا مع فاعلية المعارضة الإيرانية ضد انتهاكات النظام الإيراني في ساحة الباستيل.
وشارك باجتماع "يام" أحد أبرز المعارضين بالأسرة الحاكمة في قطر لسياسات "تنظيم الحمدين"، الشيخ سلطان بن سحيم آل ثان، قادمًا من العاصمة الفرنسية باريس لهذا الغرض، بحسب "إرم نيوز".
اقرأ أيضًا: فيديو| أحرار قطر في اجتماع قبائل "يام" لمواجهة سياسات "تنظيم الحمدين"
وأكد الشيخ سلطان - عبر كلمة ألقاها في اجتماع قبائل "يام" - تضامنه مع شيخ آل مرة، وكل قطري فقد جنسيته، وتعرض للظلم من قبل الحكومة القطرية الحالية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتضامن مع القطريين التي سلبت حقوقهم وتعرضوا للاعتقال أو الإقامة الجبرية، وغيرها من الأساليب التي تنتهك حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن "الحال اليوم سحابة متبخرة، ولنا الصولة والجولة، بحول الله وقوته".
الأحواز
سحب الجنسيات والاضطهاد الممنهج أسلوب ليس مستغربًا على الدوحة، بعدما رهنت مصالح شعبها بقرارات طهران، والتي ناشدت "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" الأربعاء 20 أبريل عام 2016، الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإيقاف ما أسمته "سياسات التهجير القسري وتغيير التركيبة السكانية التي تقوم بها إيران".
ونظمت "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" مظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا إحياء للذكرى 91 لضم الأحواز من قبل إيران، شارك فيها المئات من الأحوازيين والعرب والأجانب المناصرين للقضية الأحوازية.
ورفع المشاركون لافتات باللغتين العربية والإنجليزية، تدعو إلى وقف الإعدامات بحق النشطاء الأحوازيين والإفراج عن الأسرى القابعين في السجون.
اقرأ أيضًا:
تنديد خليجي بعد سحب قطر جنسية الشاعر "بن فطيس المري"
تنديد خليجي بممارسات تنظيم الحمدين التعسفية ضد "أبناء قطر"
بعد سحب جنسية "آل مرة".. تنظيم الحمدين يعبث بـ"ديموغرافيا قطر"