أزمة "الروهينجا".. ساحة مزايدة لـ"قطر" واستثمارات على جثث الضحايا
أدمنت قطر أدمنت سياسة اللعب بوجهين على ساحة الأحداث الراهنة، خاصة في ظل استمرار أزمتها الدبلوماسية مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتعنتها إزاء المطالب العربية الرامية إلي كف يدها عن دعم الإرهاب بالمنطقة؛ ففي أزمة "الروهينجا"، الأقلية المسلمة التي تتعرض لتطهير عرقي على يد حكومة ميانمار، حاولت الدوحة إظهار نفسها في موقف الحامية للحريات للمزايدة على باقي دول المنطقة.
ولكن سرعان ما انكشف وجه قطر القبيح، حيث ظهر حسن بن محمد العمادي، سفير قطر لدى ميانمار، مع ميا تون أو، رئيس الأركان العامة للجيش في ميانمار، الخميس الماضي، ليكشف هذا اللقاء عن أول فصول العلاقة المريبة بين تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة والحكومة الميانمارية، التي تمارس تطهيراً عرقياً ممنهجاً ضد أقلية "الروهينجا" المسلمة.
تشابه
كثيرة هي أوجه الشبه بين النظامين في سلوكهما تجاه المعارضين، فبينما تعمل ميانمار على إبادة "الروهينجا" تمارس الدوحة تطهيراً ناعماً بحق قبائل "آل مرة" و"شمل الهواجر" وغيرهما من العشائر التي ترفض الرضوخ لسلطة النظام القطري الداعم للإرهاب والمأوي الآمن للتنظيمات الإرهابية ومن بينها الاخوان الإرهابي، عبر سحب الجنسيات والتجريد من حقوق المواطنة.
لذلك لم يكن من المستغرب أن يلتقي العمادي مع قادة الجيش المنتهك لحقوق الروهينجا، فأنّى سالت الدماء كانت الدوحة حاضرة تؤجج النيران وتسلح المتطرفين وتلعب بالمال لعبة البيضة والحجر.
ويشير محللون إلى أن عبارة "توطيد العلاقات"، التي وصف بها لقاء سفير قطر مع رئيس أركان الجيش الميانماري، تتعدى الخطابات الدبلوماسية الاعتيادية إلى إمكانية تقديم الدوحة لدعم لوجستي للجيش الذي يحرق القرى في إقليم راكان ويغتصب النساء ويشرد الأطفال، حسبما ذكرت بوابة "العين" الإخبارية.
استثمارات
الوازع الأخلاقي والديني يعتبران عاملين غائبين في قاموس الاستثمارات القطرية التي تٌعلي الأرباح على ما عداها من الاعتبارات الأخرى، لذلك لم يستبعد خبراء في الشؤون العسكرية أن تقوم الدوحة بدعم الجيش البورمي بالسلاح.
كما أن أطماع قطر في ميانمار، حيث حقول الغاز الطبيعي لا حصر لها، وتدار جميعها في المبنى المستقل المكون من 3 طوابق بـ"15 اينيا ميانغ روود" بالعاصمة الميانمارية يانغون، حيث يدير العمادي أعماله كسفير لجشع الحمدين، والذي توج قبل عدة أعوام باحتكار شركة "أوريدو" القطرية للاتصالات لسوق شبكات الهاتف المحمول في الدولة التي يعاني مسلموها من تمييز واضطهاد وجدا الإدانة من الجميع.
والمتتبع لتحركات العمادي في يانغون يرى أن لقاءاته المتكررة مع المسؤولين البورميين كانت تحمل أجندات كثيرة، ليس من بينها ولو مناشدة خجولة بوقف التعسف البورمي في وجه الروهينجا؛ فجدول العمادي في يانغون مكتظ باستثمارات "قطر ناشيونال بانك" والمتابعة شبه الاستخباراتية لإنتاج الغاز في البلد الأسيوي الغني، وانتهاء بتقديم كل ما من شأنه عقد المزيد من الصفقات، حتى ولو اضطر الأمر لمصافحة الجنرال المسؤول عن قمع الروهينجا.
مزايدة
في الوقت الذي يعاني فيه مسلمو الروهينجا المصاعب في ميانمار "بورما"، وسط مأساة إنسانية يعجز الوصف عن شرحها، وهم الأقلية في إقليم أركان بميانمار للقتل والاضطهاد، وحازت تلك الكارثة على تعاطف عدد كبير من دول العالم.
ورغم ذلك، قطر وإيران وتركيا كانت تلك المأساة بالنسبة لهم لا تعدو كونها ساحة للمتاجرة والمزايدة في ظل تحالفهم الثلاثي إثر إندلاع أزمة الدوحة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث قطعت لدول الأربع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتهم الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة بعد ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضًا ..
فيديوجراف| مآساة "الروهينجا".. ساحة مزايدة لـ "تركيا وقطر وإيران"