التوقيت الأربعاء، 25 ديسمبر 2024
التوقيت 04:05 ص , بتوقيت القاهرة

تركيا وإيران.. تحالف ضد الأكراد وتعاون على أرض الدوحة

رغم الخلافات الاستراتيجية الظاهرة بين كلا الطرفين في ملفات عدة بالمنطقة، يتشكل حاليًا تحالف هو الأغرب من نوعه بين تركيا وجارتها إيران ضد قضية "انفصال الأكراد"، والتي طفت على السطح مؤخرًا في ظل متغيرات جديدة يشهدها الشرق الأوسط بأسره.


قطر في معترك هذا التحالف نظرًا لإرتماءها فعليًا في أحضان تركيا وإيران بعد إندلاع أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتعنتها المتواصل إزاء المطالب العربية الرامية إلي كف يدها عن دعم الإرهاب، ولكن على ما يبدو أنها وقعت في شراك "تحالف هش".


وفي ظل هذه المعطيات الجديدة، يستعرض "دوت خليج" أبرز أسباب التحالف التركي الإيراني، على مدار الشهور الأخيرة: 


تنافس محموم


شهدت العلاقة بين الجمهوريتين الجارتين "تركيا وإيران" عقودًا من التنافس المحموم على الثروات والنفوذ في منطقة لطالما كانت ساحة للمطامع الأجنبية، ورغم التبادل التجاري المتزايد بينهما نسبيًا حاليًا، يظل العداء قائمًا بينهما؛ فالقادة القابعون في طهران يبدون قلقًا واضحًا من دور تركيا في "حلف الناتو"، ويرفضون مخططات أنقرة الأيديولوجية في القوقاز وآسيا الوسطى، وهي مناطق لطهران مطامع فيها.


اقرأ أيضًا: تشييد جدار عازل يفصل بين تركيا وإيران


تركيا بدورها تراقب بقلق متزايد نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، حتى أن أنقرة بدأت مؤخرًا العمل على إنشاء "حائط أمن" جديد مصمم لمنع حصول أي اختراق محتمل مدعوم من إيران عبر الحدود المشتركة بين البلدين، ورغم ذلك، يبدو أن طهران وأنقرة في طريقهما لإقامة حلف استراتيجي هش، بحسب مقال للباحث "إيلان بيرمان" عبر موقع "الحرة".


تحالف هش


في منتصف أغسطس الماضي، سافر وفد رفيع من القادة العسكريين الإيرانيين وفي مقدمتهم رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد حسين باقري، إلى أنقرة في زيارة رسمية معلنة، وكانت نتيجة الزيارة توقيع معاهدة استراتيجية جديدة بين البلدين.


وظاهريًا يهدف الاتفاق إلى "تعزيز التعاون العسكري" ضد تنظيم داعش الإرهابي، ولكن في الواقع يتمحور الاتفاق حول قضية مختلفة تمامًا: إنفصال الأكراد، وهذا من شأنه أن يخلق مشكلة لتركيا وإيران، إذ أن لدى كل منهما أقلية كردية، هذه المخاوف قادت البلدين إلى مضاعفة جهودهما في قمع أي طموحات كردية محتملة على أراضيهما.


اقرأ أيضًا: خريطة| توزيع الكرد بين إيران وسوريا


وفي هذا السياق، قامت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتشديد القيود المشددة أصلاً على أي نشاط يعبر عن ثقافة الأكراد وتقاليدهم، كجزء من حملتها المستمرة لاستئصال المعارضة السياسية في أعقاب محاولة الإنقلاب الفاشلة العام الماضي.


وتفعل إيران الشيء ذاته تقريبًا، وكما يوضح أحدث تقرير للخارجية الأميركية حول الحريات الدينية، أن أكراد إيران يواجهون قمعًا من القضاء وأجهزة الأمن، ويتضمن ذلك القتل خارج إطار القانون والاعتقال التعسفي والتعذيب في أماكن الاحتجاز، وكذلك التمييز في ما يخص حرية المعتقد، وغياب الخدمات الحكومية الأساسية ونقص التمويل لمشروعات البنية التحتية".


ويري مراقبون بأن التحالف القائم بين الطرفين لا يعدو كونه تحالفًا في إطار تكتيكي فرضته الظروف والمعطيات الجديدة التي نجمت عن تهديد الأكراد لكلاهما.


قطر


قطر هي الأخري كانت محطة لتلاقي مصالح كلا الحليفين المتعارضين؛ فأنقرة تتعامل مع هذا الملف بصورة براجماتية فجة، ولذلك نجدها تتقارب مع طهران بشكل كبير من أجل الاستثمار في أزمة الدوحة مع محيطها الخليجي والعربي، بحسب تصريحات متخصصين في الشأن التركي لـ"دوت خليج".


ومن الدلائل المؤكدة على هذه البراجماتية، حضور وزير التجارة التركي مراسم تنصيب "روحاني" من أجل التشاور مع نظيره الإيراني بشأن الفرص المتاحة في الدوحة، ونجم عن هذا اللقاء الاتفاق على وصول البضائع التركية إلى إيران بريًا، ومن ثم تصل إلى الدوحة عبر الموانئ الإيرانية لاسيما تشابهار وبندر عباس".


اقرأ أيضًا :


قطر.. ساحة للصفقات التجارية بين تركيا وإيران


الأزمة القطرية.. عزلة للدوحة وفوائد لهؤلاء